هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية: الانتماء إلى الوطن جزء لا يتجزأ من الدين
استهل الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية حواره بتوضيح دور مجمع البحوث الإسلامية في بيان المبادئ الحقيقية للإسلام وتوضيح المفاهيم

استهل الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية حواره بتوضيح دور مجمع البحوث الإسلامية في بيان المبادئ الحقيقية للإسلام وتوضيح المفاهيم والأفكار المغلوطة بما يسار حول الإسلام والرد على الشبهات المثارة في شتى المجالات.


وأكد خلال حوار خاص لــ"الجمهورية أونلاين" أن مجمع البحوث الإسلامية هيئة علمية متعددة الجوانب سواء على مستوى مجلس المجمع الذي يترأسه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وأعضاء مجلس المجمع بالإضافة إلى اللجان العلمية المنبثقة عن مجلس مجمع البحوث الاسلامية و لعل من أبرزها لجنة البحوث الفقهية، ولجنة العقيدة والفلسفة، ولجنة التفسير وعلوم القرآن، ولجنة الحديث وعلومه، ولجنة التربية والتعليم، ولجنة المتابعة، واللجنة المعنية بالعلاقة بين مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر، ولجنة الإعجاز العلمي.


وأشار إلى أن القضايا التي تناقش في هذه اللجان تدرس موضوعات متعددة تطرح من قبل أعضاء اللجنة أو من القضايا التي تشغل الرأي العام ويتدارسها أعضاء مجلس المجمع تمهيدًا لعرضها على مجلس المجمع المنعقدة شهرياً والخروج برأي علمي يتعلق بهذه القضية المطروحة.

الإصدارات العلمية لمجمع البحوث الإسلامية
وأضاف أن هناك إصدارات السلسلة العلمية لمجمع البحوث الاسلامية منذ نشأته بها العديد من الموضوعات سواء المتعلقة بالعقيدة، أو الشريعة، أو الأخلاق، أو القضايا المجتمعية لاسيما في هذه الفترة الراهنة  التي علا فيها صوت الإرهاب والذي أصبح الإرهاب يهدد أمن واستقرار المجتمعات فأخذ المجمع بزمام المبادرة لمناقشة الكثير من الأفكار المغلوطة والتي تتبنها جماعات الإرهاب والعنف قام بمناقشتها وتفكيك هذا الفكر المتطرف وعرضها بأسلوب علمي يتناسب مع مختلف المحتويات الثقافية وهذا ما يميز المجمع.

 
وأضاف أن المجمع لا يخاطب الخاصة فقط وإنما يخاطب القاعدة العريضة من الجماهير والشرائح الاجتماعية المختلفة لكي يتحدث بلغة مفهومه يدركها الشباب لعل من أبرز القضايا التي يمر بها ومناقشتها وتم فعليا عرضها في المعرض الدولي للكتاب في دورته الخمسين.


وأعلن أن من أبرز ما تم عرضه خلال فترة انعقاد المعرض هي:" قضية مفهوم دار الإسلام ودار الحرب، وقضية الولاء والبراء، وقضية الخلافة، وقضية مفهوم الحاكمية، وقضية الجهاد وخطره على السلم المجتمعي، ومفهوم البدعة، وقضية متعلقة بالسنن الكونية الأمم بين أسباب الفناء وعوامل البقاء، وقضايا ثقافية مثل التلوث وخطره، والحفاظ على البيئة، والتلوث بين المنظور الإسلامي والمنظور الغربي، وعدد من القضايا الفكرية.


وأوضح أن من يقرأ هذه النماذج العلمية  للمجمع يدرك معايشة مجمع البحوث الإسلامية لقضايا المجتمع وتواجد المجمع على أرض الواقع وتقديم رؤية الأزهر الشريف تلك الرؤية العصرية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وكيفية الاستفادة من التراث بشكل عصري لأن المجمع حين يتعامل مع القضايا المختلفة فلن نهمل الواقع.

 

إعداد وتأهيل الوعاظ
وعن إعداد وتأهيل الوعاظ أكد على المقام الأول هو العلم قائلا:" العلم هو السلاح ورأس الحربة في هذه المعركة فلابد من الإلمام بالثقافة والمعرفة والوعي والإدراك الذي يكسب الواعظ مذاقا خاص لدى الناس فإذا كان الإنسان مثقف أستطيع أن أعيره سمعي واهتمامي فهذا الزمن لا يعترف إلا بقوة العلم، والمعرفة، والثقافة، والوعي فنحن أمام تحديات كبيرة بحاجة إلى القراءة والمعرفة والتثقيف المستمر والمتنوع".


العمل الميداني للوعاظ
وأكد على لدى المجمع ما يزيد عن 4200 واعظ في 27 محافظة على مستوى الجمهورية فضلا عن أكثر من 230 لجنة فتوى فرعية ورئيسة في محافظات الجمهورية.


وصرح على أن وعاظ المجمع لا يمارسون عملهم من خلال المساجد فقط فالعمل في المساجد لا يمثل نسبة 10 % من خارطة العمل العام مؤكدا على العمل الميداني والتلاحم مع جميع مؤسسات الدولة مع جميع الوزارات ومنها التعاون مع وزارة الداخلية، و وزارة التربية والتعليم، و وزارة الشباب والرياضة، ووزارة التعليم العالي،  وزارة التضامن، وزارة الثقافة، ومع كل مؤسسات الدولة.


لا نهمل التراث ولكن لا نقدس التراث
وعن كتب التراث وما يثار حول تلك الكتب أجاب: أننا حينما نتحدث عن قضية التراث فالتراث يشكل ركيزة علمية بالنسبة للمنهجية الأزهرية لكن الإنكفاء على التراث والاكتفاء بالتراث دون النظر إلى الواقع الذي نعيشه هذه المسألة لا يعمل بها في مجمع البحوث الإسلامية ولا الأزهر ولكن يتم عملية الجمع بين الأصالة والمعاصرة.


مفهوم دار الإسلام ودار الحرب
وأضاف أننا لا نهمل التراث ولكن لا نقدس التراث فكيف أستفيد من التراث بشكل عصري خاصة أننا حينما ننظر إلى قضية مثل قضية الخلافة، أو مفهوم دار الإسلام ودار الحرب هذه المفاهيم كانت لها ملابستها التاريخية.


وأوضح أن الفقهاء حينما تحدثوا عن مفهوم دار الإسلام ودار الحرب باعتبار الأحكام الفقهية على المسلمين حينما يتواجدون في دار الإسلام فما هي الأحكام الفقهية المطالب بها وأيضا حينما يتواجد المسلمين في دار الحرب فما هي الأحكام الفقهية المطالب بها وليس باعتبار تقسيم الديار.

مفهوم الحاكمية
وصرح أن توضيح مفهوم الحاكمية حرفته واستغلته الجماعات الإرهابية والتي بدأت من سيد قطب والتي انطلق منها سيد قطب من خلال رؤية أبي الأعلى المودودي ورددتها الجماعات الإرهابية وأصبحت تنادي بهذه المفاهيم.


مفهوم الخلافة
وشرح أن مفهوم الخلافة مقتصر على فترة معينة وهي النموذج الحضاري الرائع للخلافة في عهد الخلفاء الراشدين أما بعد الخلفاء الراشدين  فكان مسلسل دموي.


وردا على الذين ينادون بعودة الخلافة بأنها ليست قضية أصلية وإنما هي قضية فرعية فالخلافة تأتي تحت مفهوم واحد قرآني " وأمرهم شورى بينهم" "وشاورهم في الأمر" فأي نطاق يتحقق من خلال عملية الشورى والتعاون يحقق الغاية التي أرادها الله سبحانه وتعالى إذا نحن حينما نتحدث عن الخلافة نتحدث على اعتبارها قضية فرعية وليست قضية.

 

أصلية وليست أصلا من أصول الإسلام
وصرح أن الآن مفهوم الخلافة أو استعادة الخلافة لا تتناسب أبدا مع الدولة الوطنية الحديثة التي لها حدود جغرافية، وسيادية، ووطنية.


ملف الهجرة غير الشرعية
وأما عن ملف الهجرة غير الشرعية أكد أنه ملف خطير جدا ينبئ عن نوع من الخلل في تفكير الشباب لذلك يحتاج إلى الوعي مشيرا غلى البعض من الشباب من يريدون تحقيق أحلامهم بضغطة زر وأن مسألة الإصرار والصمود والعمل وتنمية المهارات ربما تغيب عن فئات من الشباب.


وأوضح أن عملية النجاح وإحراز نجاحات ليست مرتبطة بمن يسافر خارج الوطن لكن هناك نماذج رائعة ومشرفة ناجحة نماذج وطنية ويمكن استنبات هذه النماذج في بيئتنا الوطنية إذن نحن بحاجه إلى التوعية بقضايا الوطن أنا كمواطن ليس دوري أن أكون متفرجًا ولكن دوري أن أكون صانع نهضة لوطني من خلال عملي الذى أقوم به.

 

كيف ننتصر على الإرهاب؟
وشدد على ضرورة تنمية مهارات الشباب خاصة أننا في زمن لا يعترف إلا بالقوة والمراد بها ليست قوة العضلات وإنما قوة التفكير، وقوة المهارات، وقوة الإرادة، وقوة الوعي" أنا أريد أكون صاحب بصمة في هذا المجتمع وفي هذه الحياة" وهذه البصمة لا تتحقق إلا من خلال تخطيط، و وعي، وقراءة التاريخ لكن الانكفاء على الذات والأحلام الوردية التي تفتقد إلى العزائم القوية لا يمكن أن تحقق شيئا وبالتالي نحن حينما نفكك الظاهرة من أبعادها الاجتماعية المختلفة نحن بحاجه إلى وعي الشباب بقيمة الوطن.


واستشهد بالحضارة المصرية والأمجاد التي صنعها المصريون ومع الآسف الشديد عدد من الدول تريد إسقاط مصر ولكن لن تستطيع إن شاء الله لأن لدينا وعي بالتاريخ لأن مصر صاحبه حضارة فمصر خاضت معارك تاريخية من أبرزها ما يعلمه الشباب عن انتصارات مصر العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 1973 وكيف حقق المصريون الانتصارات مع مقارنة بين الإمكانات التي تمتلكها جمهورية مصر العربية و إسرائيلي ولكن مصر كانت تتمتع بإمكانات رهيبة أهمها قوة الالتحام بين الشعب، والجيش المصري، وقوة إرادة المصريين فلن تجد من يقول أنا أريد كذا ولكن ماذا أعطي لبلدي موضحا أن الشعب المصري ضرب المثل والقدوة في تحمل قسوة العيش لوجود معركة مصيرية وهي معركة الكرامة، والآن التاريخ يعيد نفسه في معركة أصعب من تحقيق مصر لانتصارات  العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 1973 وهي كيف ننتصر على الإرهاب والذي يحتاج استعادة الشخصية الوطنية وبناء الشخصية المصرية وبناء الوعي لدى الشباب و ضرورة التكاتف والتلاحم الوطني.


واستشهد على أن الانتماء إلى الوطن جزء لا يتجزأ من الانتماء إلى الدين بنظرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة نظرة أخيرة وقال " إنكِ لأحب بلاد الله إليّ ولولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت" ليعلمنا صلى الله عليه وسلم ما هو الوطن وقيمته نتحدث إلى  الشباب بأن الوطن جزء لا يتجزأ من الدين و النبي صلى الله عليه وسلم لما هُزم المسلمون في معركة أحد ومع ذلك لما مر النبي صلى الله عليه وسلم على جبل أحد قال صلى الله عليه وسلم هذا جبل يحبنا ونحبه وذلك ليعلمنا الانتماء للمكان وعشق المكان وهنا تأتي عبقرية الزمان والمكان بالنسبة لمصر وهذه المسائل تحتاج إلى فكر واسع يخاطب كل الشباب بكافة الشرائح فالمجمع لا يخاطب بلغة وعظ فقط ولكن بلغة علم وتاريخ وواقع ومنطق وجغرافيا.

 

قوافل توعية بالمحافظات الحدودية وجميع المحافظات
وأوضح أن المجمع يقوم بقوافل توعية بالمحافظات الحدودية وجميع المحافظات، وحضور لجان الفتوى لقطع الطريق على أدعياء الدين الذين يعملون على استغلال الفتوى لحمل الناس على أفكار معينة.


وأكد على أن معالجة القضايا تتم من خلال عدة مسارات منها حملات التوعوية مثل:" حملات توعية بقيمة الوطن، وحملات توعوية بخطر الشائعات وكيفية مواجهاتها، وحملات توعوية بأهمية العمل والإنتاج ومكافحة الفساد، وحملات توعوية بخطر أعداء الوطن الذين يستهدفون الشباب والذين يستغلون حاجات المواطنين لحملهم على أفكار معينة، مشددا على أن الإسلام يبرأ أن تستغل حاجات الإنسان وظروفه الاجتماعية لأجل حمله أو إكراهه على فكر معين. 


مواجهة الأفكار المتطرفة على الفضاء الإلكتروني
وصرح أنه لابد من مواجهة الأفكار المتطرفة على الفضاء الإلكتروني بشكل عام، و مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، فلدينا قناعة أن الملعب الحقيقي هو الفضاء الإلكتروني وليس الدروس، أو المساجد، أوالخطب فقط.


وأكد على ضرورة اقتحام هذا المجال الفضاء الإلكتروني أو ما يطلق عليه مواقع التواصل الاجتماعي ولذلك تم نشر السلسلة العلمية التي أصدرها المجمع في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين على الموقع الرسمي لمجمع البحوث الإسلامية لإتاحتها للجميع ليس في مصر فقط بل للعالم بآسره.


مجمع البحوث الإسلامية في أفريقيا
وعن دور مجمع البحوث الإسلامية في أفريقيا أعلن عن الشروع في ترجمة إصدارات المجمع بعدد من اللغات الأفريقية بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في أفريقيا واستعادة الدور المصري في إفريقيا مؤكدا على التناغم ودعم جهود الدولة في هذا المسار.


وأوضح أن الأزهر الشريف يعمل على تعزيز التواجد في افريقيا من خلال زيادة المنح المقدمة من الأزهر للطلاب الوافدين من الدول الأفريقية مشيرا إلى توجيه فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على التركيز على المنح الدراسية في الكليات العملية بمعنى أن المنح ليست مقتصرة على الكليات الشرعية فقط بل على مستوى الكليات العملية لأن افريقيا تحتاج إلى الطبيب والمهندس والمحاسب والخبير في الزراعة فأفريقيا تحتاج إلى التنمية الحقيقية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق