رسالة شينجيانغ- عبدالحليم الورداني
وجهت بعض التقارير الإعلامية الغربية اتهامات لحكومة الصين بإساءة معاملة اليوغور المسلمين بمراكز إعادة التأهيل في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم.
وحرص "الجمهورية أونلاين" على زيارة تلك المراكز ومتابعة أحوال المسلمين في تلك المنطقة لاستبيان الحقيقة على أرض الواقع.
جولة داخل المراكز
وأثناء زيارة بعض المراكز في ٣ مدن بالمنطقة تبين أن الدارسين في تلك المراكز، يرتدون زيا موحدا ويتعلمون اللغة الصينية ، والقانون للتعايش مع المجمتع، ويتعلمون قدرات مهنية كثيرة مثل الخياطة وأيضا التجارة الإلكترونية، وخدمات الفنادق والزراعة ، ويتم ترشيحهم بعد ذلك للعمل في الشركات الكبيرة والفنادق لكسب العيش.
وبالنسبة للترفيه وهو يعتبر أحد وسائل الوقاية من الأفكار المتطرفة، مثل عزف الموسيقى والرسم، وأماكن خاصة للاحتفال بأعياد الميلاد وأيضا تتوفر لدى كل مركز ساحة لقضاء وقتا ترفيهيا مثل لعبة تنس الطاولة والبلياردو وكرة السلة والطائرة، كما توجد صالونات حلاقة وكوافير للرجال والسيدات.
أفكار متطرفة
وقال أحد المتدربين مامادي تايا ٢٤ سنة: كانت لدي أفكارا متطرفة ولا أحب التعامل مع الآخرين وأرى أن هناك فئتين في العالم فقط الأولى هي المسلمين والآخرين كافرين، ولكن بعد الدراسة أصبحت أحب الحياة وتعلمت اللغة الصينية وتعلمت التجارة الإلكترونية وأصبح لدي وعي بالقوانين واعلم ما هي التصرفات الصحيحة والأخرى الخاطئة، ولا يجب التدخل في شؤون الآخرين.
وأضاف: لا أستطيع الصلاة داخل المدرسة لانها تعتبر منشأة عامة لأن القانون الصيني يمنع ممارسة الشعائر الدينية في المنشآت العامة، ولكني في نهاية أسبوع أستطيع الذهاب إلى بيتي والصلاة في المسجد أيضا.
وقالت "تايا وان" إحدى المتدربات، أنها قبل الالتحاق بالمركز كانت لا تلتزم بالقوانين، وتتشاجر مع زوجها وتعتبره من الكافرين، ولكن بعد الدراسة وجدت الحياة مختلفة عن السابق، واستطيع زيارة منزلي كل أسبوع لرؤية طفلي وزوجي.
نتائج جيدة
والتقينا أيضا بأحد خريجي مركز التأهيل والتدريب المهني بمنزله قرية النموذجية لصحراء محافظة هوتان، يدعى نور مامات، متزوج ولديه طفلة عمرها ٩ سنوات، و يمتلك منزل صغير ذو ملامح ويغورية ملحق به مزرعة صغيرة وأيضا سوبر ماركت لبيع منتجاته.
قال مامات: كنت أعيش حياة فقيرة وكان لدي معتقدات خاطئة حيث كنت لا اتعامل مع غير المسلمين وامنع ابنتي من الذهاب إلى المدرسة، ثم التحقت بمركز التأهيل والتدريب المهني بمحافظة هوتان في شهر مارس ٢٠١٨ وتخرجت منه بعد ٨ أشهر، وتغيرت حياتي بعد ذلك.
أضاف: الآن أصبحت مزارعا جيدا، وأصبحت اتحدث اللغة الصينية الأمر الذي ساعدني على التعايش في المجتمع وتسويق محصولي، حيث ساعدتني الحكومة، في تطوير منزلي وأيضا الحصول على تراخيص لإنشاء سوبر ماركت، وأبيع منتجاتي أيضا إلى المطاعم، ووصلت مبيعاتي إلى ٣٠٠-٥٠٠ يوان يوميا، وتحولت حياتي إلى الأفضل.
وبسؤال زوجته قالت: تغيرت حياة زوجي بعد التخرج من المركز ، وأصبح يحب النظافة أكثر من الماضي ويساعدني في الأعمال المنزلية.
رجال الدين
ومن جانبه قال الشيخ عبدالرقيب مدير المعهد الإسلامي في "شينجيانغ": الحكومة الصينية انشأت مراكز التأهيل ، لإعادة هؤلاء ذوي الفكر المتطرف إلى المسار الطبيعي وازالة فكرة التطرف، ودورها أولا دراسة اللغة الصينية وثانياً دراسة الدين والقوانين واللوائح ، ثالثا المهارات التي يمكن ان يعتمدوا عليها في حياتهم الطبيعة، مشيرا إلى أنه حتى الان لم تحدث أية اعمال ارهابية منذ ٢٥ شهر، قائلا: نحن شعب شينجيانغ مرضيين جدا بهذه المراكز.
وقال اب الحسن بن تورسنياز، إمام مسجد "جامع" بمدينة هوتان: اعلم تلك المراكز وذهبت اليها ورأيت ما داخلها واعلم ان مراكز التأهيل والتدريب تعلم الجيل الجديد اللغة والقوانين والمهارة المهنية وارى انها جيدة جدا في مكافحة الفكر المتطرف، وليس كما يروج وسائل الإعلام الغربية، وأشجع المؤمنين هنا ان يشاركوا في للتدريب بتلك المراكز.
اترك تعليق