تقرير - مصطفى مشهور
تفتتح السفارة الصينية بالقاهرة معرض دولى بعنوان الاصلاح والانفتاح للصين على مدار 40 عاما وذلك مساء يوم الثلاثاء 12 فبراير الجاري بمركز الهناجر للفنون في دار الاوبرا المصرية.
واكد السفير الصينى بالقاهرة سونغ ايقوه ان اختيار مصر لاقامة المعرض لما تمثله العلاقات الاخوية الصينية المصرية من تطورا متناميا وتعاون في كافة المجالات خاصة في السنوات الاخيرة وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين قيادتى البلدين الصديقين علاوة على توقيع عقود مع الشركات الصينية لتنفيذ مشروعات تنموية مختلفة في مصر.
يستعين المعرض بسلسلة من الصور الحية لتقديم عملية الإصلاح والانفتاح في الصين تاريخا وإنجازا وإبراز الثمار المتدلية في التعاون لأجل الفوز المزدوج بين الصين والعالم وتعريف المعالم التطورية والمنطقية الداخلية لهذه العملية الحافلة لإطلاع القراء باستفاضة أكبر على كيفية تغيير الإصلاح والانفتاح للصين وتأثيره العميق على العالم.
واشار السفير الى تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 18 ديسمبر عام 2018 في مؤتمر إحياء الذكرى لـ40 للإصلاح والانفتاح في الصين مشددا أن عملية الإصلاح والانفتاح صحوة عظيمة في تاريخ تطور الشعب الصيني والأمة الصينية.
وأدت الى قفزات حيوية من الإنشاء إلى الإنماء والإحكام وأدت بالشعب الصيني عبر جوازات واسعة من نقص الدفء والشبع إلى الرغد والرفاهية.
يذكر انه من عام 1978 إلى عام 2018 قطعت عملية الإصلاح والانفتاح في الصين مسيرة ساطعة وتدل مسيرة الـ40 عاما على نجاح الصين قدوة ساطعة للدول النامية في مساعيها نحو آفاق التحديث وتبرز قوة الصين في دعم السلام والتنمية على مستوى العالم ومساهماتها الجليلة في دفع تقدم الحضارة البشرية.
تدل مسيرة الـ40 عاما على سحرية الإصلاح والانفتاح في تمكين الصين حزبا وشعبا من اللحاق بركب العصر بخطوات واسعة.
وعلى مدى أربعين عاما تنسب كل خطوة تغيير كبيرة إلى الابتكار والاجتراء النظمي مثل الإصلاحات الريفية في أواخر سبعينات القرن الـ20 والاقتصاديات التصديرية وعملية التمدن في أواخر التسعينات والإصلاحات المتعمقة للشركات الحكومية والمؤسسات المالية. كل هذه الخطوات إنما تجسد خصوصيات وتعقيدات الإبداع النظمي المتميز في الصين .
إنجازات تنموية
حتى أكثر خبراء الاقتصاد تفاؤلا لم يتوقعوا انتقال الصين إلى السوق بمثل هذه السرعة وهذا النطاق وهذا العمق. تلك القوى المؤدية بالصين في سبعينات القرن الماضي إلى اقتصاد السوق أصبحت أكثر جسامة بعد مضي 40 عاما.
يعود إلى سياسة الإصلاح والانفتاح فضل كبير في تحقق تلك المعجزات التنموية اقتصاديا واجتماعيا في الصين.
تضاعفت قيمة الإنتاج المحلي في الصين 33.5 مرة خلال الفترة ما بين عام 1978 وعام 2017 بمعدل نمو سنوي %9.5 حتى وصل إلى 12.3 تيريليون دولار وارتفعت حصته العالمية من %1.8 إلى %15.3.
نشأت في داخل الصين أكبر طبقة وسطى في العالم وسوق استهلاكي هائل. وصل دخل الفرد السنوي القابل للتصرف لسكان الصين في عام 2017 إلى 25974 يوان بزيادة 22.8 مرة عن مستوى عام 1978 بعد خصم عوامل سعرية. في نفس الوقت أزال الإصلاح والانفتاح قيودا وأقفالا فكرية في نفوس الصينيين وضخ فيها إدراكات واعية صاحية ساهمت في تغيير ملامح الصين والصينيين جذريا.
على مدى 40 عاما شهدت الصين تغيرات مذهلة في طرق حصول الناس على المعلومات وأنماط التواصل الاجتماعي والتسوق والدفع المالي. أصبحت الدراسة فيما وراء البحار والسياحة الدولية نقاطا استهلاكية ساخنة على التوالي كما أصبح الطب العابر للحدود كلمة متداولة. تسارعت قطاعات جديدة مثل القطار الفائق السرعة وشبكة الإنترنت والمحاسبة السحابية والمواد الجديدة والإنسان الآلي وتوفير الطاقة وحماية البيئة في التلاقح مع قطاعات تقليدية في تدعيم التنمية الاقتصادية الاجتماعية من ناحية وتيسير حياة الناس من ناحية أخرى. فيما يتعلق بالذوق الثقافي بدأ الصينيون يستردون الثقة الصينية حيث عادت الدراسات القومية و"الموديلات الصينية" تتنشط وتنتشر.
التعاون لأجل الكسب المزدوج
التفاتا إلى التاريخ نجد أن الانفتاح والتعاون قوة دفع لزيادة حيوية التجارة الدولية ووقوفا على الحاضر نجد أن الانفتاح والتعاون متطلبات واقعية من استقرار الاقتصاد العالمي وانتعاشه وتطلعا إلى المستقبل نجد أن الانفتاح والتعاون مطالب عصرية لدعم تقدم المجتمع البشري باستمرار.
على مدى 40 عاما من الإصلاح والانفتاح تتمسك الصين بإبقاء أبواب البلاد مفتوحة في عملية البناء والتنمية الأمر الذي نفع الذات وخدم العالم معا.تنتهج الصين استراتيجية انفتاحية ثابتة وتسعى جاهدة وراء علاقات دولية جديدة مبنية على التعاون لأجل الكسب المزدوج والاحترام المتبادل بدل التصادم والتجابه.
تتخذ الصين سياسات راقية لتحرير وتيسير التجارة والاستثمار وتدفع بقوة نحو خارطة انفتاحية قائمة على التفاعل والتساند على أساس مبادئ التشاور والتشاطر.
كانت الصين طوال السنوات الأخيرة محركا قويا في انتعاش ونمو الاقتصاد العالمي ودعامة فعالة في إعادة موازنته بمساهماتها المستقرة عند %30.
شهدت الدورة الأولى من أكسبو الواردات الدولية في الصين التي اختتمت مؤخرا إقبالا شديدا من قبل نحو 400 ألف تاجر مبتاع محلي وأجنبي و3600 شركة و172 دولة ومنطقة ومنظمة دولية وبلغت قيمة الصفقات 57.8 مليار دولار.
استفادت الصين من عملية الإصلاح والانفتاح وتمضي قدما على هذا الطريق. كيفما تقلبت الأوضاع العالمية لا تغير الصين شيئا من خطواتها نحو انفتاح على مستوى أعلى وخطواتها نحو اقتصادي عالمي.
اترك تعليق