ارتفعت نسبة الانتحار خلال الايام القليلة الماضية خاصة الموت أسفل عجلات مترو الأنفاق..لاحظنا جميعا تفضيلا غير عاديا للمقبلين على الانتحار  بإلقاء أنفسهم أمام مترو الأنفاق لتصبح بديلا للانتحار غرقا بمياه النيل.

المنتحرون الجدد اتخذوا من مترو الانفاق وسيلة سريعة لانهاء حياتهم بديلا عن القاء أنفسهم من أعلى كبارى النيل والتى كانت تتصدر حوادث الانتحار خلال العقود الماضية.

السينما يجب ان تحارب ظاهرة الانتحار فى المترو

تناولت الافلام السينيمائية ظاهرة الانتحار بأشكال عديدة ولكن كانت دائما ما تأتى حوادث كبارى نهر النيل فى المقدمة، ثم تناول العقاقير المخدرة بكميات كبيرة، واخيرا تقطيع شرايين اليد، ولكن الانتحار أسفل عجلات المترو لم تجسده الافلام دليلا على حداثة تلك الجريمة.

لم يمر 24 ساعة على اخر واقعة انتحار أسفل عجلات مترو الأنفاق، ألقى شابا بنفسه أمام قطار مترو الأنفاق بمحطة مترو السادات، ما أسفر عن مصرعه.

وبيّنت التحقيقات أن الشخص المُنتحر طالب بمعهد تكنولوجيا ونظم معلومات في أبو قير، ويُدعى محمد هشام، مُقيم بمنطقة محرم بيك بمحافظة الإسكندرية، وُلد بتاريخ ٤ نوفمبر 1997 وأنه أثناء قدوم القطار رقم 628 بالخط الثاني في محطة السادات اتجاه شبرا الخيمة، فوجئ سائق القطار بإلقاء الشاب بنفسه أمام القطار ما أسفر عن مصرعه في الحال.

وذكر المتحدث الرسمي باسم شركة تشغيل المترو، أن حركة خط "شبرا الخيمة - المنيب"، تأخرت بسبب الحادث ما يقرب من 10 دقائق، وتم استئنافها مرة أخرى.

وقبل شهرين شهد المترو واقعة مماثلة ألقى شخصا بنفسه أمام أحد قطارات الخط الثانى للمترو، أثناء دخوله محطة جامعة القاهرة تجاه شبرا الخيمة، مما أدى الى دهسه ومصرعه على الفور .

شركة المترو تخلى مسئوليتها من المنتحرين

حوادث الانتحار كثيرة ولم تتوقف أمام مترو الانفاق، وهو الأمر المثير للكثير من التساؤلات ولعل السؤال الابرز لماذا الموت تحت مترو الأنفاق؟
 
ويجيب المهندس علي فضالي، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، تعليقا على تكرار حوادث الانتحار بمحطات مترو الأنفاق بـ"الأفعال غير المسئولة"، مؤكدًا أن شركة المترو لا تتحمل المسؤولية تجاه تلك الأفعال.

وأوضح أن الحل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة وتعمل به بعض دول العالم، يتمثل في تركيب بوابات غلق آلي أثناء تنفيذ الخطوط الجديدة للمترو، بحيث يصبح الرصيف بأكمله مغلق مثل الحائط أو السور، وفي حال وصول القطار إلى المحطة يتوقف أمام تلك البوابة أو السور.

وأشار إلى صعوبة تطبيق هذا الحل لأنه يتطلب ذلك أن تكون القيادة أوتوماتيكية، وهذا ليس سهلًا لأنه مكلف للغاية في الخطوط الجديدة.

وأضاف: "النهاردة أنت هتصرف عشان واحد عايز ينتحر مش عشان واحد عايز يعيش، اللي عاوز ينتحر لو قفلت قدامه المترو هيروح للسكة الحديد، ولو قفلت السكة الحديد هيروح برج القاهرة، وينتحر بأي طريقة".

وزير النقل: نحن شعب مؤمن بالله ولايوجد سبب للانتحار 

أما الدكتور هشام عرفات، وزير النقل والمواصلات، قال إنه يشعر بالقلق إزاء حالات الانتحار المتكررة داخل نطاق مترو الأنفاق، مشيرال الى أن الانتحار ظاهرة اجتماعية يعاني منها العالم.

وقال : لو أنت سايق عربية وبتقلق لو حد رمى نفسه قدامك، أنا كمان هقلق لو حد رمى نفسه قدام المترو، دي زي دي ، مضيفًا أن رؤية المنتحر وهو مقدم على إنهاء حياته تجربة مؤلمة.

وشدد الوزير على أنه لا داعي للانتحار «مهما كانت الضغوط»، وقال: «نحن شعب مؤمن بربنا، وسيدنا المسيح وآل النبي زاروا مصر. أتمنى الحالات دي متتكررش».

واعتبر الوزير أن الإيجابية في الشعب المصري تتمثل في ردة فعل الجمهور إزاء المنتحرين، مشيرًا إلى أن كاميرات المراقبة تظهر محاولات الركاب لإثناء ومنع المنتحرين.

وكان مترو الأنفاق في القاهرة قد وده رسالة للراغبين في الانتحار طالبهم فيها بالابتعاد عن عربات المترو وسككها، موضحا أن مترو الأنفاق ليس جهة للانتحار. 

المتحدث باسم شركة مترو: نتكبد  خسائر كبرى بسبب حالات الانتحار

وأكد المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق أحمد عبد الهادي أن المترو ليس جهة انتحار، وأن الشركة تتكبد خسائر كبرى بعد كل حالة انتحار، ولذلك تم الدفع بفرق رقابة على جميع محطات المترو بالخطوط الثلاثة للحد من الظاهرة.

رأى دار الافتاء

من جانبها، قالت الأمانة العامة لدار الإفتاء أن الانتحار حرام شرعا؛ لما ثبت فى كتاب الله وسنة النبى -صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين على حرمة الانتحار، فالمنتحر وقع فى كبيرة من عظائم الذنوب وكبائرها؛ إلا أنه مع وقوعه فى هذه الكبيرة لا يخرج عن الملة، ويظل على إسلامه، وبعد موت يكفن ويغسل ويصلى عليه ويدفن فى مقابر المسلمين.