رغم انهم "احباب الله" وان "شهادتهم" و كلامهم دائما مصدق لانهم "اطفال" الا ان الواقع يؤكد انهم ينطقون احيانا بما هو ليس صدقا.. فهل يكذب الاطفال كالكبار باغراض ودوافع معينة ام ان كذبهم من نوع اخر او انهم لا يعرفون الكذب؟
تقول سحر الطنوبى باحثة دكتوراة تخصص الارشاد النفسى ان "الاطفال ما بيعرفوش يكدبوا" وان الطفل يولد نقيا يتصرف علي سجيته وبمرور الوقت يمتلئ وعائه السلوكي النقي بما يكتسبه من المنزل او المدرسة او المجتمع تقليدا لهم ويقتدي بهم في كل مايقول أو يفعل ، فتتشكل لدية العديد من المشكلات السلوكية التي نعتقد ونصور لأنفسنا في النهاية اننا لادخل لنا فيها فهو عيب ينفرد به ولا نعلم مصدره ؛ ولكننا المتهم بالأساس .فأمامنا مشكلة الكذب والتي يشكو منها الآباء بل ويلجأون لجلسات تعديل السلوك في المراكز والعيادات رغبة في العلاج وتنقية الطفل من هذه الآفة السلوكية ؛ عذرا قد تكون انت أيها الأب او المعلم او المجتمع سببا فيها فاذا عرف السبب بطل الالم ؛ دعني أتحدث بلسان وعقل طفلك
فذاك هو زميل أبي يرن جرس الهاتف ويبلغني أبي أن أخبره "بابا مش موجود" ، وتلك هي أمي تجلس مع صديقتها التي تطلب منها شيء ما تحتاجه وترد عليها أمي بأنه غير موجود أو أنها لا تملكه غريبه مع أنه موجود بالداخل ، وها هما أبي وأمي أخبراني أنهما سيصطحباني للتنزه أوأنهما سيحضران لي هدية نتيجة علاماتي الجيده في المدرسة وقد فات الكثير من الوقت ولم يصدقا معي ، نعم لقد ساعدتني أمي في واجبات المدرسة ولكن في حضور المعلم أنكرت ذلك وأدعت أني من فعلت ، لقد تغيبت عن إمتحان اليوم واعتذرت أمي للمعلم وبررت بأنني كنت مريضا ولكن لم تكن تلك هي الحقيقة ، أبي يحب أخي الأكبر كثيرا ودائما يميزه عني ويراه الأحسن ، ها هو أخي الصغير المدلل فله الحق في إرتكاب كل الأخطاء ودائما أنا السيء المعاقب. لو علمت أمي بما فعلت لعاقبتني . فهذه سلوكيات معظم الآباء والأمهات أغلب الوقت أمام أطفالهم فهل تشكا في ذكاء طفلكما ؟
واشارت الطنوبى الى ان مظاهر الكذب الناتجة عن كل أو معظم ماسبق تتمثل فى:
1-يلجأ الطفل للكذب خوفا من عقاب أحد الوالدين عند تفريطه في أي أمر فينسب الخطأ لأخيه "انكسرت الكوباية لو ماما عرفت هتضربني" .فماذا لو تعاملنا مع أخطائه بهدوء وأوضحنا له خطأه بحب حتي إذا أخطأ إعترف وإذا فهم خطأه أحسن .
2-وقد يلجأ الطفل للكذب لإرضاء الوالدين رغبة في الحصول علي تقديرهم له كأن ينسب لنفسه عملا ليس له فماذا لو عدلنا بين الأبناء في المنزل وبين التلاميذ في الفصل فيمكن أن يخلف هذا النوع من الكذب طفلا يتصف بالرياء والنفاق مع مرؤوسيه في الكبر.
3-ويلجأ الطفل أيضا لخلق القصص والأفعال المشينة وإنسابها لأخيه المفضل لدي أبويه إنتقاما منه ..فكيف للوالدين لو نما لديه سلوك الود والتراحم مع إخواته في المنزل وأقرانه في المدرسة وتوزيع الحب والاهتمام بالتساوي بين الأبناء فنتجنب انتشار الضغينة بينهم .
4-ويمكن أن يؤدي شعور الطفل بالدونية والنقص نتيجة لانتمائه لطبقة إجتماعية أقل من زملائه إلي إختلاق صورة كاذبه عن واقعه الاجتماعي بأنه يمتلك كذا أو يقرب لذاك فياأيها الأب بث في نفس طفلك عزة النفس والرضا وأن الأخلاق والنجاح هما سبيلهما للرقي والقرب منك.
5-وقد يكذب الطفل أحيانا نتيجة لاتساع خياله فيروي قصصا لم تحدث في الواقع وكأنها وقعت دون التفرقه بين الواقع والخيال فها هو دوركما في التفسير له وإفهامه واستغلال هذا الخيال في تنمية مهاراته الخاصة حتي يصل للقدرة علي التمييز بين الواقع والخيال .
ونصحت الطنوبى الاباء والامهات بالبحث عن السبب الذي أدي لهذا السلوك عند الطفل ، فالقاعدة السلوكية في تعديل السلوك دائما البحث عن دوافع السلوك أي أسبابه فلو تمعنا في التفكير في أي سبب أوصل الطفل للكذب وحاولنا التغلب علي هذا السبب فالنتيجة ستبهركم وهي طفل يتصف بالسواء والثقه بالنفس والقدره علي التعبير عن أرائه بحريه دون اللجوء إلي الكذب إراديا أو لا إراديا .فلنغير نحن الكبار ما بأنفسنا حتي نجنب أبنائنا ما يسوء شخصياتهم .
اترك تعليق