هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

البرازيل من حافة الإفلاس إلى القمة.. تجربة قابلة للتطبيق

كتبت - علا على
من حافة الإفلاس إلى سادس أكبر اقتصاد على مستوى العالم..تلك هى تجربة البرازيل فى النهضة الاقتصادية، والتى مرت خلالها بعدد من السياسات الإصلاحية والاقتصادية مكنتها من الوقوف فى مصاف الدول المتقدمة، لتسبق بريطانيا العظمى محققة نسبة نمو 2.6% فى عام 2011._x000D_ _x000D_ وتأتى زيارة الرئيس محمدمرسى، كأول زيارة لرئيس مصرى للبرازيل لتفتح افاقا جديدة على صعيد السياسة الخارجية لمصر مع الدول ذات الاقتصاديات الصاعدة، وهم الأعضاء في تجمع "بريكس" بعد زيارة الصين والهند وجنوب إفريقيا وروسيا. وتهدف الزيارة إلى الاستفادة من التجربة البرازيلية في مجالات مكافحة الفقر والقضاء على العشوائيات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية, إضافة إلى تعزيز التعاون التجارى بين البلدين._x000D_ _x000D_ وطبقا لتقرير جهاز لتمثيل التجارى يبلغ التبادل التجارى بين مصر والبرازيل مايقارب 3 مليار دولار، فى العام 2012 كما بلغت حجم الاستثمارات البرازيلية فى مصر 36.29 مليون دولار فى 18 شركة فى مجالات تصنيع الاتوبيسات والمركبات الأسمنت والكيماويات، وبلغ حجم الصادرات المصرية للبرازيل 251 مليون دولار فى 2012 فى حين بلغت حجم الواردات المصرية 2 مليار و 711 مليون دولار._x000D_ _x000D_ وقد مرت البرازيل بعدد من التحولات السياسية والاقتصادية، شهدت معها عثرات اقتصادية واجتماعية، ففى فترة التسعينات بعد ان انتقلت السلطة كاملة من العسكر إلى حكومات مدنية، انتهجت فيها سياسات اقتصادية رأسمالية، تبنت الحكومة لبرازيلية سياسات السوق الحر والانفتاح الاقتصادى، مما أوجد معه تحسن ملحوظ على مستوى الاقتصاد العام، ولكنها جاءت بالخسائر على المواطنين وطبقة العمال نتيجة سياسات الخصخصة، وارتفعت نسبة البطالة، وفى بدايات الالفية الثالثة،اتجهت الحكومة البرازيلية إلى سياسة الاقتراض الخارجى والداخلى وزادت معها أعباء خدمة الديون، مما نعكس سلبا على ثقة المستثمرين فى الاقتصاد البرازيلى، وأدى إلى تخارج عدد من المستثمرين الأجانب._x000D_ _x000D_ وفى مطلع 2003 تولى الرئيس السابق "لولا دا سيلفا" الرئاسة، لمدة ثمانى سنوات، استلم فيها البلاد بأعباء اقتصادية وديون خارجية وداخلية، ارتفع فيها الدينا الداخلى 900%، وكانت البرازيل على حافة الإفلاس، بعد ن رفض صندوق النقد الدولى إقراض الرئيس الأسبق"كارادوسو"، وتشابكت الأعباء الاقتصادية بالمشاكل الاجتماعية، وجاء "لولادا سيلفا" بخلفيته اليسارية المنتمية لطبقة العمال والكادحين، ليقدم برنامج الإصلاح الشامل منتهجا السياسات اليسارية لتحقيق العدالة لاجتماعية والاقتصادية، ولم يستبعد النهج الليبرلى فى الحفاظ على مصالح رجال الأعمال والاستثمارات والصناعات._x000D_ _x000D_ وتمتلك البرازيل من المقومات الطبيعية ما يؤهلها لان تتبوء مكانة اقتصادية كواحدة من روافد الاقتصاد الخام، لما لها من أراضى زراعية شاسعة وأنهار وثروات طبيعية، فاستغلت مالديها من مقومات للتوسع الزراعى، حتى أصبحت من أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية. ولم تقف البرازيل عند حد المقومات الخام، بل اتجهت فى التوسع تفنيا فى الصناعات المباشرة والتكنولوجية، خاصة صناعات السيارات والطائرات._x000D_ _x000D_ كذلك قدمت الحكومة منذ بداية ولاية الرئيس "لولا" خطة تقشفية، عملت بها لسد عجز الموازنة، وبالفعل ساهمت السياسة التقشفيه فى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبرازيل، وتم إعادة الثقة فى الاقتصادالبرازيلى، حتى بلغ حجم الاستثمارات المباشرة حتى 2011 ما يقارب 200 مليار دولار._x000D_ _x000D_ وعلى صعيد السياسة النقدية، انخفظت سعر الفائدة لدى البنوك إلى 8.5% بعد ان كانت تتعدى 13%، وتبنى خطة محفزة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتقديم الدعم الفنى والاقتصادى لتلك المشورعات والتى ساهمت فى رفع المستوى المعيشى، للشباب وحل مشاكل الفقراء._x000D_ _x000D_ وتمثل البرازيل تجربة نابضة كنموذج استرشادى للدول شبيهة ظروفها، والتى تعانى من تصدع اقتصادى، وبهذا تعد زيارة الرئيس محمد مرسى للبرازيل، خطوة هامة للاستفادة من التجربة البرازيلية خاصة وانها تجربة قابلة للتطبيق.




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق