مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علاج مبتكر يستهدف شيخوخة خلايا الدماغ للحد من نوبات صرع الفص الصدغي

يُعد صرع الفص الصدغي من أكثر أنواع الصرع شيوعًا وصعوبة في العلاج، لارتباطه بالنوبات المتكررة واضطرابات الذاكرة والوظائف الإدراكية. وقد توصل باحثون في المركز الطبي بجامعة جورج تاون إلى نهج علاجي مبتكر يعتمد على إزالة الخلايا الدماغية الهرمة، ما أظهر نتائج واعدة في تقليل النوبات وتحسين القدرات الإدراكية، بل والوقاية من المرض في بعض الحالات. تسلط هذه الدراسة الضوء على العلاقة بين شيخوخة الخلايا الدبقية وتطور الصرع، وتفتح الباب أمام علاجات دوائية وخلوية قد تُحدث نقلة نوعية في التعامل مع هذا الاضطراب العصبي المعقد.


صرع الفص الصدغي والشيخوخة المبكرة للخلايا

يرتبط صرع الفص الصدغي بالنوبات المتكررة واضطراب الوظائف الإدراكية، وهو مرتبط أيضا بالشيخوخة المبكرة لخلايا الدماغ، ما يزيد من صعوبة علاجه.

ويمكن أن ينجم هذا الصرع عن إصابات الدماغ الناتجة عن الصدمات أو السكتات الدماغية، أو التهابات مثل التهاب السحايا، أو أورام الدماغ، أو تشوهات الأوعية الدموية، أو متلازمات وراثية.

نتائج التجارب على البشر والفئران

فحص الباحثون أنسجة دماغية مستأصلة جراحيا من الفصوص الصدغية لأشخاص مصابين بالصرع، ووجدوا زيادة بخمسة أضعاف في خلايا الدبقية الهرمة مقارنة بأنسجة الأشخاص غير المصابين. وهذه الخلايا تدعم الخلايا العصبية لكنها لا تولد إشارات كهربائية.

وبعد فحص أنسجة الدماغ البشرية، انتقل الباحثون لدراسة نموذج الفئران الذي يحاكي صرع الفص الصدغي. ولاحظ الفريق خلال الأسبوعين الأولين بعد الإصابة الأولية ظهور علامات واضحة على شيخوخة الخلايا الدماغية، مماثلة لتلك الموجودة في أنسجة المرضى البشر.

واعتمد الباحثون على إزالة الخلايا الهرمة كوسيلة علاجية، إما وراثيا أو دوائيا. وأسفرت هذه العملية عن انخفاض نسبة الخلايا الهرمة بنسبة 50%، وتحسن قدرات الفئران في اجتياز المتاهات، بالإضافة إلى تقليل شدة النوبات وحماية ثلث الحيوانات من الإصابة بالصرع تماما.

العلاج الدوائي ومزاياه

لتحقيق هذا التأثير دوائيا، استُخدم مزيج من دوائين: "داساتينيب"، علاج موجه معتمد لعلاج سرطان الدم، و"كيرسيتين"، فلافونويد نباتي معروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات.

وقد استُخدم هذا المزيج سابقا لإزالة الخلايا الهرمة في نماذج حيوانية أخرى، وهو في مراحل تجارب سريرية لعلاج أمراض مختلفة، ما يتيح إمكانية الانتقال بسرعة للتجارب على البشر.

ويشير باتريك أ. فورسيلي، المعد الرئيسي وأستاذ علم الأدوية والفيزيولوجيا، إلى أن العلاج الخلوي قد يقلل الحاجة للجراحة أو يحسن نتائجها. وأضاف أن هناك دراسات جارية باستخدام أدوية أخرى قد تؤثر على الشيخوخة، بالإضافة إلى نماذج قوارض أخرى للصرع، بهدف فهم الفترات الحرجة للتدخل وتحقيق علاجات فعالة سريريا.

كما يدرس الفريق أيضا علاقة شيخوخة الخلايا الدبقية بالأمراض التنكسية العصبية مثل ألزهايمر، ما يفتح آفاقا في البحث العلمي والعلاجات المستقبلية.

نشرت النتائج في مجلة Annals of Neurology.

نقلا عن روسيا اليوم




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق