كشفت دراسة طبية حديثة نشرتها مجلة "كيوريوس" (Cureus) للعلوم الطبية عن نتائج مذهلة قد تغير وجه طب العيون إلى الأبد؛ إذ أثبتت خوارزميات "التعلم العميق" و"التعلم الآلي" قدرة فائقة ليس فقط في تشخيص أمراض العيون الشائعة وتصنيفها، بل وفي التنبؤ بمسار تطورها بدقة متناهية.
ولم يعد دور الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الفحوصات الروتينية، بل امتدت أذرعه الرقمية لتشمل تخصصات دقيقة وحساسة مثل طب عيون الأطفال، وجراحات تجميل وترميم الجفون، وحتى إدارة حالات الطوارئ العينية وفرزها.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأنظمة الذكية حققت مستويات دقة تضاهي أمهر الخبراء السريريين، بل وتفوقت عليهم في كونها "أقل تحيزاً" وأسرع في معالجة البيانات الضخمة، مما يفتح الباب أمام خطط علاجية "مخصصة" لكل مريض على حدة.
ورغم هذا "الانتصار التقني" في المختبرات، إلا أن الطريق نحو المستشفيات لا يزال مفروشاً بالتحديات؛ حيث أكد الباحثون أن غياب التوحيد القياسي والتعقيدات المتعلقة بـ الموافقات التنظيمية، بالإضافة إلى المعضلات الأخلاقية، لا تزال تشكل حائط صد أمام تعميم هذه التقنية على نطاق واسع.ويبقى السؤال المعلق في أروقة كليات الطب: هل نعيش عصرًا يصبح فيه الذكاء الاصطناعي هو "العين الثالثة" للجراح، أم أن اللوائح القانونية ستؤخر وصول هذا المنقذ الرقمي إلى ملايين المرضى؟
اترك تعليق