فخورة بعرض فيلمي في مهرجان القاهرة السينمائي
ناقشت ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتعبيرها عن المعاناة الإنسانية
الجمع بين الإخراج والتمثيل.. تجربة ممتعة
سعيدة بإشادات الجمهور بـ"في البداية تحمر الوجنتان ثم نعتاد"
ممثلة ومخرجة تونسية وكاتبة سيناريو حققت نجاحًا كبيرًا علي مدار مشوارها الفني بالعديد من الأعمال ظهرت لأول مرة كممثلة مع المخرجة ليلي بوزيد نالت استحسانًا لأدائها في فيلم "علي كف عفريت" الذي عُرض لأول مرة في مهرجان كان. والذي أخرجته كوثر بن هنية. وحصدت الفرجاني ست جوائز دولية كأحسن ممثلة. منها جائزة النقاد العرب لأفضل أداء لعام 2018.
كما حصدت جائزة أفضل ممثلة لعام 2017 من "مركز السينما العربية". عن دورها في فيلم "علي كف عفريت". وأثرت تجربتها الفنية بأدوار إخراجية وكاتبة سيناريو في الفيلم القصير "أوميرتا". الذي عُرض في مسابقة نصف شهر المخرجين عام 2018. وشاركت في أفلام عديدة منها "ريبورن". "أمل". "أميمة". "القاهرة-برلين". "حرقة". "بيت دمية سمرة". وتألقت في فيلمها القصير "في البداية تحمر الوجنتان ثم نعتاد" الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ46 وحقق نجاحًا باهرًا وأشاد به الجمهور والنقاد. التقت "بوابة الجمهورية" بمريم الفرجاني لتكشف كواليس العمل وإلي نص الحوار..
* بداية.. حدثيني عن ردود الأفعال بعد عرض فيلم "في البداية تحمرّ الوجنتان ثم نعتاد" في مهرجان القاهرة؟
** سعيدة بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي وردود الأفعال أسعدتني وتلقيت اشادات من الجمهور والنقاد.
* سر استخدام مصاصي الدماء في الفيلم؟
** هذه الشخصية في السينما تعبر عن العيش مدي الحياة وكنت حريصة علي عدم اظهار مشاهد عنيفة حتي يمكن ان أعبر عن المأسي التي يواجهها المهاحرين وأردت تسليط الضوء علي حركة الهجرة من الدول العربية نحو أوروبا اليوم. وفي الوقت نفسه ربطها بالماضي حين كان الأوروبيون يهاجرون إلي البلدان العربية في فترة الحرب العالمية الثانية. واستخدامي لمصاص الدماء كان وسيلة لإلغاء المسافة الزمنية بين العالمين. وللحديث عن رحلة تتكرر عبر الأجيال.
* حدثيني عن رسالة الفيلم؟
** تسليط الضوء علي الهجرة غير الشرعية من بعد الدول العربية الي الأجنبية وفترة الحرب العالمية الثانية كانت نقطة تحول حيث هاجر الأوروبيون إلي البلدان العربية واختيار شخصية مصاص الدماء كانت بمثابة جسر يربط بين عوالم مختلفة ليُظهر كيف أن الزمن لا يتوقف أمام المعاناة الإنسانية.
* ماذا يمثلك الفيلم؟
** الفيلم يمثل محطة مهمة في رحلتي الفنية. خاصة أنه عمل ولد من تجربة شخصية ورؤية إنسانية عميقة.
* هل خوضك دور المخرجة والبطلة في الفيلم مجازفة؟
** لا يعتبر مجازفة لأني ممثلة ومخرجة وأحب تقديم تجربتي الإستثنائية لتشكل جوهر علاقتي بالعمل.
* رحلة كتابة الفيلم كانت شاقة.. هل تغيرت المشاهد بسبب التوقف؟
** بالطبع رحلة الفيلم كانت طويلة بدأنا التصوير عام 2019 في إيطاليا. لكن توقّفنا بسبب كورونا. ورغم أن التوقف كان صعبًا. إلا أنه خدم الفيلم في النهاية. لأنه منحني وقتًا لإعادة الكتابة وإضافة مشاهد جديدة للسيناريو. حتي أصل إلي النسخة التي أعتبرها الأقرب لما أردت تقديمه.
* سبب استخدامك مصطلح "هجرة غير نظامية"؟
** لأنني لا أحب استخدام كلمة "هجرة غير شرعية" لأنها تجعل المهاجر وكأنه يرتكب جرمًا بينما كثيرون يهربون من الحروب والظروف الصعبة لذلك قررت التعبير عن هذه الرحلة من خلال فكرة الموت والبعث. التي تتحول فيها الشخصيات إلي مصّاصي دماء.
* هل كان البعث من جديد فكرة أساسية في قصة الفيلم؟
** الفيلم يحكي قصة شخصين يعيشان التجربة نفسها. لكن بينهما 70 سنة تفصل بين العالمين. الفكرة تقوم علي أنهم "يموتون ثم يُبعثون" للحياة من جديد. من خلال ذلك أردت التطرق إلي تبعات الهجرة غير النظامية.
* أصعب المشاهد في الفيلم؟
** أصعب مشهد بالنسبة ليّ كان مشهد "الموت والبعث من جديد" وتم تصويره في ظروف قاسية جدًّا. كنا نصور داخل غابة وبجوارنا نهر. وكانت الأرض زلِقة بسبب الأمطار. اضطررنا لتأجيل التصوير يومين لأن الطقس كان يشكل خطرًا علي الفريق والمعدات. لكن في النهاية تمكّنا من تنفيذ المشهد بالشكل الذي أردناه.
* هل بُني الفيلم علي تجربة شخصية أو موقف أثّر في حياتك؟
** بالطبع أنا مهاجرة. وهذا الموضوع يمسّني بشكل شخصي. جزء كبير من قراراتي وتجربتي حاضر داخل الفيلم. لذلك كان العمل عليه تجربة مؤثرة جدًّا بالنسبة لي. وأشبه ما يكون ببوح شخصي محفوظ داخل قالب سينمائي.
* ما أبرز التحديات التي واجهتك خلال العمل؟
** أكبر تحدي بالنسبة لي كان الجمع بين الإخراج والتمثيل في الوقت نفسه. وفي السابق كنت أري نفسي إما مخرجة أو ممثلة. ولم أتخيّل أنني سأقوم بالدورين معًا في مشروع واحد. هذه التجربة كانت جديدة تمامًا عليّ. وشعرت خلالها بصعوبة مضاعفة لأن عليّ أن أكون داخل المشهد وخارجه في اللحظة نفسها. ورغم ذلك كانت تجربة ممتعة وشيقة. وعلمتني الكثير عن حدودي وإمكانياتي. وأعطتني ثقة أكبر في خوض تحديات مشابهة في أعمالي المقبلة.
اترك تعليق