تربية الأبناء على أسس سليمة بما يناسب الفئة العمرية لهم، والتثقيف الجنسي أمور تحسمها الاسرة منذ ولادة الطفل، فالتوعية بالمساحة الشخصية وتعليمهم الحفاظ على سلامتهم الجسدية وتشجيعهم على الإفصاح للأبوين عند وقوع أي اعتداء، أمور مهمة ولكن بطريقة صحيحة وممنهجة وعلمية.
التوعية خطوة مهمة، والتأكيد على تعليم الحدود لكل طفل حتي لا يتعرض لجرائم تنتهك حقوقه وتقتل براءته وتستولي عليه فكرياً، فبعد وقوع جرائم انتهاك للأطفال من أشخاص مصابين باضطرابات جنسية وشذوذ، أصبح الطفل مهددا ومعرضا داخل المدارس والأماكن العامة للمخاطر، فما الطريقة المثلي لحماية أطفالنا وكيف نتعامل معهم في حالة حدوث أي انتهاك لهم؟.
تقول د. شيماء عراقي استشاري العلاقات الاسرية والاجتماعية: في ظل ما شهدته المدارس مؤخراً من عمليات التحرش الجنسي بالاطفال وهتك الأعراض أصبحت الاسرة في حالة ترقب وخوف وعدم اطمئنان على اولادها في مختلف المراحل، خاصة ان الجميع يتعرض لهذا العنف بداية من الحضانة حتي المراحل الثانوية وهذا حدث في اخر حادثة بمدرسة في مدينة 6 اكتوبر لطالب قام زملاؤه بالتعدي عليه في حمام المدرسة، ومع الاسف هذه القضية تخص الأمن القومي وتمس الأمن والأمان، وتؤكد أن التوعية بالمدارس يجب منذ الصغر وتعلم الاطفال كيف يحافظون على أنفسهم وترك مساحة بينهم وبين الأشخاص الغرباء في كل مكان بطريقة تجعلهم أكثر وعيا وادراكا لما يحيط بهم من مخاطر، خاصة مع انتشار جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال بصورة كبيرة في المجتمع.
تضيف: تعود هذه الجرائم الي بعض الأسباب والدوافع التي تجعل بعض الاشخاص الذين يفعلون هذه الجرائم يعانون من اضطرابات جنسية وشذوذ فهم يقومون بانتهاك خصوصية الطفل بالإضافة إلي بعض الأسباب الأخري وهي وجود بعض المواقع الاباحية التي يتم التربح منها من خلال الفيديوهات أثناء التعدي او انتهاك حرمة الاطفال واستغلال هذه المقاطع للتكسب منها مادياً بالإضافة إلي أنه على الاسرة توعية الابناء وان تعطي لهم الامان إذا تعرض أحدهم لاعتداء جنسي أو تحرش لابد أن يحكي للأب والام ما حدث له، فعلي الاسرة عامل أساسي في الوقاية قبل وقوع الجريمة في التحدث مع الأبناء واعطائهم الثقة ولابد أن يمنع العقاب تماما فالتربية لابد أن تكون متوازنة وذات رقابة صارمة لأننا في حالة طوارئ خاصة من الأم لانها اقرب شخص للطفل وان تبدأ في تعريفه المساحة الشخصية له وعدم اقتراب أحد منه ومتابعة ما يشاهده الأطفال عبر هواتفهم، وطريقة لعبهم ومنع جلوس الطفل على "حجر" أحد ومنع شراء الطفل اي شئ بمفرده.
أيضا، وكما تقول د. شيماء، لابد من الفصل بين البنينوالبنات عند سن البلوغ وتقنين الحرية ومنع الرحلات المدرسية خاصة في هذه المرحلة الي ان يتم سن قوانين تستطيع تحديد شكل الاجراءات التي تتخذ ضد من يقوم بهتك عرض الأطفال، بالاضافة الي ضرورة الرقابة والارشاد والمصارحة من الام للطفل وتوطيد العلاقات بين الام والاب والاطفال وعدم الترهيب او التخويف وخلق الثقة فيما بينهم داخل الاطار الاسري، فضلا عن عمل بعض الجلسات الاسرية الودية التي تجعل الطفل لديه نوع من الثقة بالنفس والشجاعة في حال تعرضه لاي مشكلة يكون لديه وعي وادراك وعدم احتكاكه بالغرباء والتنبيه على الاطفال داخل الحمامات في المدارس بعدم خلع الملابس امام احد خاصة في السن الصغيرة والمتابعة الدورية مع المدرسة لان الوضع اصبح مخيفا كما لابد ان تقوم المدارس بتفعيل دور مجلس الامناء للاباء والامهات والمتابعة الدورية في التوصيات والرقابة علي مدار العام الدراسي.
تؤكد أن وزارة التربية والتعليم يجب ان تقوم ببعض التعليمات للمدارس بالا يكون دورها فقط التلقين ايام الامتحانات والتقييمات ولكن دورها الرئيسي هو التربية اولا بالاضافة الي القيام بوضع كاميرات مراقبة ويقوم ولي الامر بالإشراف على ذلك ويري بنفسه ابناءه طوال اليوم داخل المدرسة للاطمئنان عليهم، بالاضافة الي ضرورة التكاتف لتفعيل الرقابة على اتوبيسات المدارس والمشرفين وان نقوم بمطالبة ادارة المدارس بوجود هيئة شرطية عسكرية، تكون هي المسئولة في المدرسة خاصة في تلك المرحلة بعد تكرار هذه الجرائم البشعة التي ترتكب في حق النشء وأجيال المستقبل وتجني طفولتها وبراءتها وتخلق جيلا مضطربا، نفسيا وجنسيا بالاضافة الي سن قوانين تقنين لوسائل السوشيال ميديا وغلق كل المنصات الالكترونية فلا يصح ان يكون الامر سهلا لاننا اصبحنا نعاني من الدعارة الالكترونية.
تقول د. رضوي غريب استشاري العلاقات الاسرية والاجتماعية والصحة النفسية: إن توعية الاطفال بالمساحة الشخصية لهم أمر مهم وان نفصح عن ذلك أمام الآخرين في البيت فهذا شيء مهم فطريا من سن 3 سنوات نبدأفي عمل توعية جنسية وعدم قيام أحد بلمسه في اماكن معينة فهذه الأمور تعد بديهية أولية، وما حدث من اعتداءات جنسية جاء نتيجة لعدم الوعي الكافي للاطفال من جانب الام و المدرسة بالصورة الصحيحة للتوعية الجنسية بطريقة علمية ممنهجة وعمل محاضرات للمدرسين عند وجود شكوي من أي طفل مع مراعاة الفئة العمرية.
ومن ضمن التوعية أيضا، كما تؤكد د. رضوي، عمل محاضرات لأولياء الأمور في النوادي العامة والمدارس وضرورة مراقبة الطفل إذا كانت هناك علامات ظهرت علي الاولاد التي تبين إذا كان الطفل قد تعرض للاعتداء وان يكون هناك تواصل مع ولي الأمر في المدارس للتوعية الجنسية ضد الاعتداءات اللفظية أيضا لأنه من أسس الدين الصحيح ان أجسامنا هبة من الله لابد أن نحافظ عليها، وعدم تخويف الابناء ولابد أن يكون هناك تواصل بين ولي الأمر والطالب والمدرسة للتوعية ضد الاعتداء ومحاضرات توعية في المدارس كل اسبوع وفي الجامعات وان يكون للاخصائي بالمدارس دور مهم والا نقوم بالتقليل من الطفل وان نجعله يتحدث بثقة وامان.
تقول د. دعاء بيرو استشاري سلوكي وتربوي: إن توعية الأطفال بالمساحة الشخصية لكل طفل تبدأ من غرس فكرة أساسية مفادها أن جسد الطفل ملك له وحده، وأن له الحق الكامل في الشعور بالأمان والراحة في أي مكان ومع أي شخص، ويتم ذلك من خلال شرح مبسّط ومتدرّج يناسب عمر الطفل، باستخدام لغة واضحة بعيدة عن التخويف أو التعقيد، مع التأكيد على أن لكل إنسان حدودًا خاصة يجب احترامها، ويتم تعزيز هذا الوعي عبر الأمثلة اليومية، مثل حق الطفل في رفض الجلوس القريب إذا شعر بالضيق، أو عدم إجباره على المصافحة أو العناق إذا لم يكن مرتاحًا، مع تعليمه أن الرفض المهذب حق طبيعي وليس سلوكًا خاطئًا.
تضيف: كما تساعد الأنشطة التفاعلية كالرسم، والقصص المصورة، وتمثيل الأدوار على ترسيخ المفهوم، حيث يتعلم الطفل عمليًا كيف يحدد مساحته الشخصية ويعبر عنها بثقة، وتشمل التوعية أيضًا تعليم الفرق بين اللمس المقبول وغير المقبول، وأن أي لمس يسبب له خوفًا أو إزعاجًا أو يتم في سرية هو سلوك غير آمن، مع التأكيد أن الأسرار المؤذية يجب الإفصاح عنها فورًا، ويُعد تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره دون خوف أو عقاب عنصرًا أساسيًا، حيث يجب طمأنته بأن الحديث عما يزعجه ليس خطأ ولا عيبًا، وأنه لن يُلام على ما يتعرض له، كما يلعب الكبار دورًا محوريًا من خلال القدوة العملية، باحترام مساحة الطفل فعليًا، والاستئذان قبل لمس جسده أو متعلقاته، والاستماع إليه بجدية عندما يعبّر عن رفضه أو انزعاجه.
وتؤكد أن جهود الأسرة يجب أن تتكامل مع المدرسة عبر برامج توعوية مستمرة، ومشاركة المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين في نشر هذه الثقافة داخل الفصول والأنشطة المدرسية، بما يضمن بناء وعي حقيقي لدي الطفل، ويعزز شعوره بالأمان والثقة، ويؤسس لجيل قادر على حماية نفسه واحترام حدود الآخرين، يتمثل دور وزارة التربية والتعليم في نشر التوعية بين تلاميذ وطلاب مراحل التعليم الأساسي على مستوي الجمهورية من خلال إدماج مفاهيم السلامة الجسدية والمساحة الشخصية ضمنع المناهج الدراسية والأنشطة التربوية، وتنفيذ برامج توعوية منتظمة داخل المدارس تناسب كل مرحلة عمرية، كما يشمل دورها تدريب المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين على التعامل الواعي مع هذه القضايا، وتوفير بيئة مدرسية آمنة تشجع الأطفال على الإفصاح دون خوف، مع إطلاق حملات توعوية وإرشادية بالتعاون مع الأسرة ووسائل الإعلام، بما يضمن حماية الأطفال وتعزيز وعيهم بحقوقهم وبناء جيل أكثر أمانًا وثقة.
تقول د. هبة الطحان اخصائية نفسي وتربية خاصه: توعية الأطفال بالمساحة الشخصية مسئولية وطنية لا تحتمل التأجيل في ظل ما يشهده المجتمع من تحديات متزايدة تمس أمن الأطفال وسلامتهم، تبرز أهمية توعية الطفل بالمساحة الشخصية والسلامة الجسدية كأحد أهم أسس الحماية النفسية والجسدية، فالطفل الذي يدرك أن لجسده حدودًا، وأن من حقه الرفض والاعتراض، يكون أكثر قدرة على حماية نفسه وأقل عرضة للاستغلال أو الإيذاء، تعريف الأطفال بمعني المساحة الشخصية لا يعني إخافتهم، بل على العكس، يمنحهم شعورًا بالأمان والثقة، ويعلّمهم التمييز بين السلوك الآمن والسلوك غير المقبول، كما أن تشجيع الطفل على الإفصاح والتحدث عند تعرضه لأي اعتداء جسدي أو لفظي يعد خطوة أساسية في الوقاية، ويكسر حاجز الصمت والخوف الذي غالبًا ما يمنع الأطفال من طلب المساعدة، وتزداد خطورة الموقف عندما يجهل الطفل أن ما يتعرض له سلوك خاطئ، أو عندما يخشي اللوم أو العقاب إذا تحدث.
لذلك، يصبح دور التوعية المبكرة أمرًا لا غني عنه، ليس فقط داخل الأسرة، بل من خلال المؤسسات التعليمية التي تشكل جزءًا رئيسيًا من حياة الطفل اليومية، ومن هنا، تبرز الحاجة الملحة لمطالبة وزارة التربية والتعليم بتبني برامج توعوية واضحة ومناسبة لأعمار التلاميذ، يتم تعميمها على جميع مراحل التعليم الأساسي على مستوي الجمهورية، برامج تُقدَّم بلغة بسيطة، وبأساليب تربوية آمنة، تركز على حماية الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وحقه في الأمان، إن المدرسة ليست مكانًا للتحصيل العلمي فقط. بل هي شريك أساسي في بناء شخصية الطفل وحمايته، وتبني ثقافة احترام الجسد والمساحة الشخصية داخل المدارس يمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل أكثر أمانًا لأطفالنا، فحماية الطفل تبدأ بالوعي.. والوعي حق لكل طفل، وواجب على كل مؤسسات المجتمع.
تقول د. دينا عاطف استشاري العلاقات التربوية و الاسريه: أن توعية الأطفال بالمساحة الشخصية والسلامة الجسدية ليست قضية هامشية أو ترفًا تربويًا، بل هي أحد أهم خطوط الدفاع النفسية لحماية الطفل من الانتهاك، والصدمة، والصمت القسري.
ومن واقع العمل المهني في الصحة النفسية والإرشاد الأسري، فإن أغلب حالات الأذي التي يتعرض لها الأطفال لا تبدأ بالاعتداء، بل تبدأ بغياب الوعي، فلابد أن يعرف الطفل أن لجسده حدودًا خاصة لا يحق لأحد تجاوزها، وأن هناك لمسًا مقبولًا ولمسًا مرفوضًا، بغضّ النظر عن عمر أو طبيعة مكانه أو صلة الشخص الآخر، فهذا الوعي لا يُفقد الطفل براءته، بل يمنحه الأمان، الطفل الذي لا يمتلك هذا الإدراك يكون أكثر عرضة: للارتباك عند التعرض لموقف غير آمن للصمت خوفًا أو خجلًا والشعور بالذنب رغم كونه ضحية وماذا يصمت الأطفال؟ فمن منظور نفسي، صمت الطفل غالبًا لا يعني الرضا، بل العجز.
وتؤكد أنالطفل لا يفصح لأنه لم يُعلَّم أن ما حدث خطأ ويخشي العقاب أو عدم التصديق ويشعر بالعار أو اللوم وهنا تتحول الواقعة من أذي لحظي إلي صدمة نفسية ممتدة، قد تظهر لاحقًا في صورة قلق. اكتئاب. اضطرابات سلوكية أو صعوبات في العلاقات، ودور الأسرة هو البداية الحقيقية والأسرة هي خط الدفاع الأول. وعندما نتجنب الحديث مع الطفل عن جسده بحجة الخوف أو الحرج. فإننا نتركه وحيدًا أمام مواقف لا يمتلك أدوات التعامل معها، حيث أن التربية الصحية تعني التحدث مع الطفل بلغة بسيطة تناسب عمره وتعليمه أن يقول "لا" دون خوف وتدريبه على طلب المساعدة والإبلاغ والتأكيد المستمر أن الإفصاح حماية وليس خطأ فالمدرسة شريك أساسي في الحماية ولا يمكن تحميل الأسرة وحدها المسئولية، فالمدرسة بيئة يومية يعيش فيها الطفل، ومن ثم فهي مطالَبة بدور وقائي نفسي، لا يقل أهمية عن دورها التعليمي.
وتقول: من هنا، تبرز ضرورة مطالبة وزارة التعليم بإدراج برامج توعوية نفسية مبسطة حول المساحة الشخصية والسلامة الجسدية ومهارات الرفض والإبلاغ وذلك لتلاميذ وطلاب مراحل التعليم الأساسي على مستوي الجمهورية، على أيدي مختصين مؤهلين نفسيًا وتربويًا، من منظور مهني الأطفال لا يحتاجون إلي التخويف، بل إلي المعرفة، ولا يحتاجون إلي الصمت، بل إلي لغة آمنة للتعبير، وتعليم الطفل كيف يحمي جسده هو حق أصيل، ومسؤولية مجتمعية لا تحتمل التأجيل، إهمال هذا الملف ليس حيادًا، بل تقصيرًا، والوعي الجسدي للطفل هو الخطوة الأولي نحو طفولة أكثر أمانًا وصحة نفسية.
تقول شيماء جمال اخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربية الإيجابية: الخطر لم يعد محصورًا في شخص غريب، بل قد يكون حارس مدرسة، فراش، سائق، أو حتي مدرس فقد انحدرت الأخلاق إلي حد استغلال أطفال في عمر الزهور، والاعتداء على خصوصيتهم وأجسادهم دون أي وجه حق، حيث انني اوم بعض الآباء على غياب الوعي الكافي بمفهوم التربية الجنسية الآمنة، تلك التي تُقدَّم بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل، وتُكرَّر باستمرار، تمامًا كمنبّه يومي يعلّم الطفل كيف يحمي جسده، وكيف يقول "لا" دون خوف أو ارتباك.
تضيف: التربية الجنسية ليست رفاهية ولا عيبًا، بل ضرورة، وهي تبدأ من البيت أولًا، ثم تُستكمل داخل المدرسة، تضيف: التأجيل أو الصمت أو الخجل لا يحمي طفلًا، بل يتركه أعزل أمام الخطر، نحتاج أن نمنح أولادنا معلومات صحيحة وسليمة، تمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم بشكل صحي وواعي، لا قائم على التخويف، ولا على الصمت، ولا على كسر الثقة بالنفس، وليس من العيب أبدًا أن يستعين الأب أو الأم بأخصائيي التربية، أو استشاريي العلاقات والإرشاد الأسري، لمعرفة كيف نُوصل المعلومة بالشكل الصحيح، وإن تعذّر ذلك، فأضعف الإيمان هو القراءة الواعية في كتب التوعية الجنسية المخصصة للأطفال، العيب الحقيقي ليس في الكلام، العيب في السكوت، وفي ترك أولادنا داخل دائرة خطر، ثم الادعاء بأننا لم نكن نعلم.
تقول مي عبد الفتاح استشاري نفسي وخبير تربوي: توعية الأطفال بالمساحة الشخصية هي خطوة مهمة نحو حماية الأطفال من الاعتداء الجسدي والنفسي فالأطفال الذين يتعلمون حدود المساحة الشخصية يكونون أكثر قدرة على حماية أنفسهم والافصاح عن أي اعتداء قد يتعرضون له وذلك من خلال تعريف الطفل بمساحته الشخصية والتي يجب أن يحترمها الآخرون وتشمل هذه المساحة الجسدية والنفسية، وتشمل حقه في الرفض والتعبير عن مشاعره، ويمكن تعليم الأطفال حدود المساحة الشخصية باستخدم كلمات بسيطة ومفهومة لشرح مفهوم المساحة الشخصية، وايضا تعليم الرفض والتعبير عن مشاعرهم بصراحة، بجانب التأكيد على تعليم الحدود والمساحة الشخصية، مثل عدم لمس الآخرين دون إذن ومن المهم أيضا تشجيع الأطفال على الافصاح عن أي اعتداء قد يتعرضون له دون أي خوف اوقلق.
وتقول إن الدور الثاني الهام جدا هو دور المدرسة حيث يمكن للوزارة التربية والتعليم المساهمة في توعية الأطفال بالمساحة الشخصية من خلال نشر التوعية بالمساحة الشخصية بين تلاميذ وطلاب مراحل التعليم الأساسي على مستوي الجمهورية وتضمين المناهج الدراسية مفهوم المساحة الشخصية.. بجانب تدريب المعلمين على كيفية تعليم الأطفال حدود المساحة الشخصية و إنشاء برامج دعم للطلاب الذين تعرضوا للاعتداء وتوفير كل سبل الدعم النفسي والاجتماعي لذلك بتمني من وزارة التربية والتعليم وبوجه لها نداء بنشر توعية الأطفال بالمساحة الشخصية بين تلاميذ وطلاب مراحل التعليم الأساسي على مستوي الجمهورية فهذا الأمر ضروري لحماية الأطفال من الاعتداء الجسدي والنفسي وتعزيز سلامتهم الجسدية والنفسية لتأهليهم للخروج دون صدمات نفسية قد تؤثر سلبا على حياتهم ومستقبلهم
يقول د. جلال محمد استاذ علم الاجتماع بجامعة السويس: هناك بعض الأسئلة لابد أن نقولها لأطفالنا يوميا عند عودتهم من المدارس وهي التي توضح إذا كان ابنك او ابنتك قد تعرضا لاي اعتداء جنسي أو تحرش لان من أكثر الأخطاء التي تقع فيها الأمهات هي التساؤلات المباشرة للطفل مثل (حد لمس جسمك؟ حد ضايقك؟) لان الطفل وقتها يشعر بالخوف والفزع والخجل وإذا تعرض لاي اعتداء لا يقوم بالافصاح بالأمر فمن المهم أن نسأل الطفل بطريقة آمنة مطمئنة وليس بها إيحاءات جنسية فمن أهم هذه التساؤلات (من اكتر حد بتحب تلعب معاه ومين اقل حد بتحب تلعب معاه ولماذا) والهدف منه معرفة العلاقات المحيطة بالطفل سواء كان فيها راحة والعلاقات الأخري التي يوجد بها قلق أو تجنب، فهذا يجعله يشعر بالراحة ويقوم بالحكي لاحساسه أنه سؤال طبيعي عن يومه وليس تحقيقا فيتكلم تلقائياً.
أما السؤال التاني فهو هل هناك شخص، مدرس او زميل يقوم بعمل اشياء تزعجك أو تكون مريبة بالنسبة لك؟ فالهدف منه هو فتح باب الاعتراف بشكل عام قبل الدخول في التفاصيل فالسؤال ليس موجها لشخص محدد فالطفل يشعر بأنه وقتها ليس مضطرا أن يحمي احدا أو يخاف من اي شخص. فالهدف أن تعرف مهاراته في الحماية وهل تعرض لشيء وما هو رد فعله لان السؤال يكشف إذا حدث موقف وهو لم يستطع أن يدافع عن نفسه.
وغالبا الطفل إذا مر بتجربة تحرش فعلا فهو إما يصمد أو يبكي، او لو سألنا هل طلب شخص منه عدم افصاح أسراره لأحد، أو هل طلب منه أحد عدم حكي أسراره لماما؟ والهدف هو كشف أول علامة للتحرش وهي السرية والسيطرة وهذا السؤال مهم جدا لأنه سؤال عام يقدر الطفل يجاوب من غير ما يحس إن في مصيبة، وهناك سؤال آخر وهو "في حد بيحضنك أو بيلمس جسمك بطريقة بتخليك متضايق؟" والهدف هو تسمية المشاعر بدل الكلمات الجنسية ولابد أن يكون هنا شعور بالأمان غالب على السؤال لإنه سيكون مبنيا على احساس الطفل وليس على وصف الفعل.
الطفل بطبيعته صادق جدا في وصف الضيق إذا حدث شيء فعلاً، بالإضافة إلي سؤال الطفل إذا كان منزعجا من شيء أو من موقف وسؤاله إذا كان يريد أن يفصح عنه سواء بالكلام أو بالرسم؟ والهدف فتح قناة تانية للتعبير، والرسم يكشف اشياء الطفل لا يستطيع أن ينطقها ويعلم الطفل أن يختار طريقة التعبير ويكون فيه راحة وأمان وطمأنينة واخر سؤال يمكن أن نقوله للطفل هو أن هناك شيئا حدث أو يحدث هذه الأيام وهل شعرت إنك مكسوف؟ فالهدف هو الوصول للمواقف التي لا يستطيع الطفل وصفها أو تصنيفها وهذا سؤال قوي ويحتاج صبر واحتواء لان التحرش عند الطفل غالبا بيكون شعور بالخجل وليس فهما للفعل.
اترك تعليق