قال الفنان تامر هجرس إن مسيرته الفنية لم تكن يوماً قائمة على السعي وراء البطولة المطلقة، بقدر ما كانت رحلة بحث عن المعني والرسالة، مؤكداً أن الوقوف أمام الزعيم عادل إمام شكّل علامة فارقة في وعيه الإنساني والمهني، قبل أن يكون تجربة فنية.
أوضح هجرس أن مشاركته مع الزعيم في فيلم "التجربة الدنماركية" ثم بعد سنوات في مسلسل "مأمون وشركاه" جعلته يشاهد تطور الإنسان قبل الفنان، قائلاً: الزعيم بين العملين كان مختلفاً، أكثر هدوءاً ونضجاً ووعياً بقيمة الوقت والعائلة، وده درس كبير اتعلمته.. إن النجاح الحقيقي مش في الشغل بس، لكن في التوازن بين الشغل والحياة والسلام النفسي.
أكد هجرس أن كرامته ومبادئه خط أحمر لا يمكن المساومة عليهما مهما كانت الإغراءات، مضيفاً: عمري ما أتنازل عن كرامتي علشان شغل، لأن الرزق في الآخر نصيب من ربنا، والإنسان اللي يفرّط في نفسه يخسر حتي لو كسب فلوس أو شهرة.
أشار إلي أنه لا يؤمن كثيراً بمفهوم الحظ. معتبراً أن الحياة سلسلة من الاختبارات والاختيارات، وأن الإنسان هو من يحدد مساره بنفسه، موضحاً: الحياة مش ضربة حظ. هي اختيارات.. كل مرحلة اختبار، وأنا راضي عن اختياراتي، ولو رجع بيا الزمن همشي نفس الطريق. لأن اللي يهمني دايماً قيمة الرسالة اللي بيقدمها العمل.
أعرب تامر هجرس عن امتنانه الكبير للعمل مع كبار النجوم منذ صغره، مثل يسرا، ليلي علوي، محمود عبدالعزيز، سميرة أحمد، وعادل إمام، مؤكداً أن هذه التجارب صقلت وعيه ومنحته احتراماً حقيقياً للمهنة، وجعلته يدرك أن الفن مسئولية، قبل أن يكون شهرة.
تحدث "هجرس" عن بدايته المبكرة في مجال الموديلينج في سن السابعة عشرة، التي جاءت بالصدفة، مشيراً إلي أن أول أجر حصل عليه كان 500 جنيه اعتمد عليه في مصروفاته، معتبراً تلك المرحلة درساً في الاعتماد على النفس، كما وصف مشاركته السينمائية الأولي في فيلم "بركان الغضب" بأنها محطة مفصلية في حياته، خاصة مع تصوير العمل داخل مخيمات جنوب لبنان، مؤكداً أن التجربة كانت إنسانية بقدر ما كانت فنية، وأنه شعر وقتها لأول مرة بثقل الرسالة التي يمكن أن يحملها الفن.
أضاف: عمري ما ندمت عليى أي عمل شاركت فيه، لأن كل تجربة علّمتني حاجة، وكل مرحلة كانت ضرورية علشان أوصل للي أنا فيه النهارده.
حول ما يراه البعض تناقضاً بين اهتمامه بالرياضة والمظهر والروحانية، أكد هجرس أن الأمر اجتهاد إنساني طبيعي، موضحاً: مفيش تناقض الإنسان كيان واحد، جسم وروح وعقل، وأنا بحاول كل يوم أكون أفضل، أبدأ يومي بالصلاة والأذكار، وأحافظ على صحتي، وأستمتع بالحياة، مؤكداً أن الشباب الحقيقي يسكن القلب لا العمر، معبراً عن أمنيته في أن يظل قادراً على العمل والاستمتاع بالحياة والصحة حتي آخر يوم في عمره، قائلاً: هدفي الحقيقي إني أشارك طاقة إيجابية مع الناس، ولو قدرت أسيب أثر طيب في قلب شخص واحد، يبقي ده أكبر نجاح في حياتي.
اترك تعليق