لم تعد برامج الحماية الاجتماعية تقتصر على تقديم الدعم النقدي فقط، بل أصبحت بوابة حقيقية للانتقال إلى العمل والإنتاج والاعتماد على النفس. ففي قلب محافظة الفيوم، يظهر مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب كنموذج عملي لتحويل الدعم إلى فرصة، حيث يلتقي الهدف الاجتماعي مع الرؤية الاقتصادية، ليصنع مسارًا جديدًا للتمكين الحقيقي، خاصة للنساء المستفيدات من برنامج «تكافل وكرامة».
ويجسد هذا النموذج شراكة فعّالة بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة قطاع الأعمال العام والمؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة «النداء»، من خلال إعادة إحياء مجمع صناعي للملابس الجاهزة كان مغلقًا لسنوات، وتجهيزه وتشغيله على مساحة 12 ألف متر مربع داخل مصنع الغزل والنسيج بالفيوم. هذه الشراكة لم تكتفِ بفتح أبواب المصنع، بل حرصت على بناء منظومة متكاملة للتدريب والتشغيل وفق معايير الجودة والإنتاج الحديث، بما يضمن انتقال السيدات من مرحلة تلقي الدعم إلى مرحلة العمل المستقر والمنتج.

ومنذ انطلاق المشروع في إبريل 2023، تم تدريب المئات من مستفيدات «تكافل وكرامة» على فنون الحياكة ومهارات التشغيل والصيانة الصناعية، ليتوسع المشروع تدريجيًا ويصل إلى تدريب وتوظيف نحو 2000 سيدة في مرحلته الأولى، مع خطة لتشغيل 3 آلاف سيدة في المرحلة الثانية خلال الأشهر المقبلة. ويضم المصنع اليوم ثماني صالات إنتاج تعمل فعليًا بالشراكة مع شركة الياسمينا للملابس الجاهزة، إلى جانب تدشين جمعية تعاونية إنتاجية لصناعة وتصدير الملابس الجاهزة، وتوفير حضانة متكاملة لأبناء العاملات تستقبل الأطفال من عمر ثلاثة أشهر حتى أربع سنوات، بما يعكس حرص المشروع على التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسرة بالكامل، وليس للمرأة وحدها.
في هذا المصنع لا توجد فقط ماكينات خياطة ومبدعات يعملن عليها ليخرج من بين أيديهن منتجات مصرية يتم تصديرها إلى الخارج، بل أنه يروي قصصًا إنسانية للعاملات لا تقل أهمية عن أي إنجاز اقتصادي. هنا، لا تقتصر الحكاية على ماكينات تدور أو منتجات تُصنع، بل تمتد إلى نساء حملن على أكتافهن مسؤوليات أسر كاملة، وجدن في العمل فرصة جديدة للحياة، وفي التدريب بابًا للأمان والاستقلال بعد سنوات من الاعتماد على الدعم والمساعدات.
داخل مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب بمحافظة الفيوم، تتحول مسارات حياة كاملة من الانتظار إلى الفعل، ومن الحاجة إلى الإنتاج. نساء من خلفيات وظروف مختلفة، بين مطلقة وأرملة وأم لعدة أطفال وشابة في مقتبل العمر، اجتمعن على هدف واحد: بناء مستقبل أكثر استقرارًا لهن ولأسرهن، ليصبحن نماذج حقيقية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، حيث لا يُقاس النجاح فقط بالدخل، بل بالكرامة والثقة والقدرة على الاستمرار.
من دعم "تكافل وكرامة" إلى التمكين

من متلقية لدعم تكافل وكرامة إلى امرأة منتجة ومستقلة، يتحول حضور النساء في مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب بالفيوم إلى قصة تمكين اقتصادي حقيقية. هنا، تُصنع المهارات وتتحقق الاستقلالية، ليصبح العمل منصة لبناء المستقبل وتعزيز القوة الحقيقية للمرأة.
تحدثت "ابتسام عزت" عن تجربتها في العمل هناك وكيف وجدت في المصنع فرصة حقيقية للتعلم والدعم. بدأت قصتها بالحديث عن كيفية التحاقها بالمصنع،والحرص على دعم متلقي تكافل وكرامة مشيرة إلى أن المكان يرحب بكل من ترغب في التعلم، حتى لو كانت غير متعلمة، حيث يُعلمون المتدربين استخدام الماكينات والمهارات المختلفة.
قالت إن التدريب استمر معها حوالي شهرين، حسب قدرات المتدربة ومدى سرعة تعلمها، وأن المصنع يقدّم مرتبًا شهريًا وأمانًا وظيفيًا، ويهتمون بالمتطلبات الصحية والإدارية، مثل إصدار الشهادات الصحية عند الحاجة.
وتحدثت أيضًا عن دعم المصنع للحالات الخاصة؛ وأشارت إلى أنها نزلت للعمل لمساعدة زوجها لتحسين دخل الأسرة لتربية أطفالهم وتعليمهم بشكل أفضل. حيث يعمل زوجها باليومية وهو اأمر الذي لا يتيح وجود دخل ثابت للأسرة.
وأوضحت أن العمل هنا منحها القدرة على الاعتماد على نفسها ومساعدة أسرتها، مع وجود دخل شهري ثابت.
كما أشارت إلى شعورها بالطمأنينة والأمان داخل المصنع، مؤكدة أن بيئة العمل تسمح للموظفات بمواجهة تحديات الحياة اليومية بثقة، سواء كانت متعلقة بالأسرة أو التعليم، وأنه بفضل هذا الدعم يمكنها تحقيق أهدافها وطموحاتها، بينما تساهم في نمو المجتمع من حولها.
رقية نموذجا للتمكين الاقتصادي

من متلقية دعم تكافل وكرامة إلى امرأة منتجة ومستقلة، تحولت رقية في مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب إلى نموذج حي للتمكين الاقتصادي، حيث اكتسبت مهارات العمل واكتسبت استقلاليتها المالية.
رقية، أم لعدد من الأطفال، التحقت بمصنع الغزل والنسيج بالفيوم عبر برنامج دعم تكافل وكرامة، بعد أن واجهت ظروفًا مالية صعبة جعلت من الصعب تلبية احتياجات أطفالها ومتابعة تعليمهم. فور التحاقها، تلقت التدريب على استخدام الماكينات وأساسيات العمل اليدوي، لتنتقل تدريجيًا من متلقية دعم إلى موظفة منتجة تُساهم في الإنتاج اليومي للمصنع.
اليوم، تمتلك رقية دخلًا ثابتًا، وهو ما منحها القدرة على تحسين مستوى معيشة أسرتها، ودعم تعليم أبنائها، والشعور بالتمكين الشخصي. تؤكد رقية أن تجربة العمل في المصنع لم تمنحها فقط مهارات عملية، بل علمتها الاعتماد على الذات، وتوازن بين دورها كأم ومسؤولياتها الأسرية وبين عملها وإسهامها في الإنتاج. بالنسبة لها، المشروع يمثل فرصة فريدة للنساء في الفيوم لتجاوز الصعوبات الاقتصادية وتحقيق استقلالهن المالي.
وأعربت "رقية" عن أمنياتها بأن يتكرر نموذج هذا المصنع في كل محافظات مصر لتستفيد منه كل امرأة.
سمية زكريا: من دعم تكافل وكرامة إلى إنتاج وتمكين اقتصادي

من متلقية دعم تكافل وكرامة إلى منتجة ومستقلة، تحولت سمية زكريا في مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب إلى نموذج للمرأة المصرية التي تحقق التمكين الاقتصادي وتساهم في تحسين حياة أسرتها.
سمية زكريا، أم لثلاثة أطفال، التحقت بالمصنع بعد أن تواصل معها برنامج تكافل وكرامة لمنح فرص عمل للنساء. بدأت سمية التدريب على استخدام الماكينات وتعلم الخياطة داخل الصالة التدريبية بالمصنع، حيث كانت تتلقى الإرشاد خطوة بخطوة حتى أصبحت قادرة على الإنتاج بمهارة وكفاءة.
بالإضافة إلى الدخل الشهري الذي تحصل عليه من المصنع، كانت سمية تتلقى دعم تكافل وكرامة، وهو ما ساعدها على تلبية احتياجات أسرتها اليومية من طعام وملبس وتعليم أطفالها. ومع الوقت، تمكنت من شراء ماكينة خياطة بسيطة للمنزل، لتواصل العمل وإنتاج الملابس، مما أتاح لها تطوير مشروعها الخاص واستثمار مهاراتها المكتسبة في تحسين مستوى المعيشة.
تشير سمية إلى أن المشروع منحها شعورًا بالفخر والاستقلال، وأتاح لها الفرصة لتكون نموذجًا للمرأة المكافحة التي تحول الدعم المقدم إلى إنتاج حقيقي وتمكين اقتصادي.
وتقدمت "سمية" بالشكر إلى وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي على إتاحة هذه الفرصة.
"دنيا معروف"..أرملة حققت التمكين الاقتصادي

تحولت دنيا معروف في مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب من متلقية دعم محدود - حيث تحصل على معاش مساعدة من وزارة التضامن الاجتماعي- إلى منتجة قادرة على الاعتماد على نفسها، محققةً تمكينًا اقتصاديًا لنفسها وأطفالها، وسط بيئة عمل آمنة تدعم الإنتاج والمهارات العملية.
دنيا معروف، أم لثلاثة أطفال، التحقت بالمصنع بعد أن كانت تتعلم على ماكينة في المنزل. جاءت دنيا لتقديم نفسها واختبار قدراتها، وتم قبولها مباشرة للعمل على خطوط الإنتاج.
بعد وفاة زوجها، أصبحت دنيا مسؤولة عن تربية أطفالها وتعليمهم، بما في ذلك متابعة دراسة ابنتها في الجامعة وابنيها في الدبلوم والثانوية العامة. عملها في المصنع منحها دخلًا ثابتًا وأتاح لها فرصة العمل في المنزل أيضًا، مستغلة مهاراتها في الخياطة، لتوازن بين مسؤولياتها الأسرية وطموحاتها العملية.
تصف دنيا تجربتها في المصنع بالرضا والسعادة، مشيرةً إلى الاحترام والدعم الذي تتلقاه من الإدارة وزملائها، مؤكدةً أن بيئة العمل ساعدتها على الاستمرار والإنتاجية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وهي رسالة أمل لكل امرأة تواجه تحديات الحياة.
سهام روبي .. تمكين اقتصادي ودعم الأسرة

تحولت سهام روبي جنيدي، الأم لثلاثة أطفال، من الاعتماد على دعم تكافل وكرامة ومساعدات الأسرة إلى امرأة منتجة اقتصاديًا، مستفيدة من فرص العمل والتدريب في مصنع الغزل والنسيج بالفيوم، لتؤمن دخلًا ثابتًا وتحافظ على توازن حياتها الأسرية والمهنية.
قالت سهام أنها كانت تبحث عن فرصة عمل ليصبح لها دخلا ماديا يعاونها على الإنفاق على أولادها الثلاثة الذين لا ينفق علىهم والدهم الذي يترك المنزل بالأشهر وحتى عندما يعود ليومين أو ثلاثة فهو يمتنع من الإنفاق عليهم.
تقول سهام أنها علمت بالمصنع من الميكروفونات التي كانت تجوب قريتها معلنة عن فرص عمل لمستفيدي تكافل وكرامة.
وبالفعل توافرت لها فرصة من خلال برنامج تكافل وكرامة، وذلك لمساعدتها على توفير مصاريف أطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 سنة.
عند انضمامها للمصنع، بدأت سهام بالتدريب على الماكينة والخياطة، حيث تعلمت المهارات الأساسية خطوة بخطوة، حتى أصبحت قادرة على الإنتاج والعمل بكفاءة. العمل في المصنع منحها دخلًا ثابتًا، ما ساعدها على تلبية احتياجات أطفالها، ومكنها من تحقيق نوع من الاستقلالية المالية، مما خفف الضغط النفسي وأعطاها شعورًا بالاستقرار.
سهام ترى أن فرص التدريب والعمل في المصنع لم تُغيّر حياتها الاقتصادية فحسب، بل وفرت لها أيضًا تجربة تعليمية ومهنية قيمة، وأملها أن تتوسع هذه المبادرة لتشمل نساء في محافظات أخرى، لتمنحهن القدرة على تمكين أنفسهن اقتصاديًا وتحسين ظروف أسرهن.
من الدعم إلى الإنتاج: قصة أمينة عويس وتمكين المرأة
تحولت أمينة عويس الأم لأربعة أطفال، من الاعتماد على دعم تكافل وكرامة إلى امرأة منتجة اقتصاديًا، مستفيدة من فرص العمل والتدريب في مصنع الغزل والنسيج بالفيوم، مما مكّنها من تأمين دخل ثابت وتحقيق توازن بين مسؤولياتها الأسرية والمهنية.
أمينة عويس انضمت إلى مصنع الغزل والنسيج لتلبية احتياجات أطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين الحضانة والثانوية العامة.
قالت أمينة قبل العمل في المصنع، كانت الظروف المادية صعبة، إذ كان زوجها يعمل باليومية دون دخل ثابت، ما جعل توفير المصاريف الأساسية تحديًا كبيرًا.
في المصنع، بدأت أمينة مباشرة في العمل بالإنتاج بعد أن تلقت تدريبًا قصيرًا لتجديد مهاراتها السابقة، حيث كانت قد عملت في المصنع منذ سبعة عشر عامًا. العمل منحها فرصة لإعادة اكتساب الثقة بنفسها وإتقان المهارات العملية، بالإضافة إلى دخل ثابت ساعدها على تلبية احتياجات أطفالها وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن أسرتها.
أمينة ترى أن فكرة توفير آلة خياطة منزلية يمكن أن تكون وسيلة ممتازة لزيادة الدخل وتعزيز الإنتاجية، تتمنى بأن يتم توسيع الدعم وتوفير أدوات إضافية للنساء اللاتي يرغبن في العمل من المنزل بجانب المصنع، لتعزيز الاستقلالية الاقتصادية وتمكينهن من المساهمة في تحسين ظروف أسرهن.
سحر.. قصة امرأة كافحت الظروف لتصبح نموذجًا للإصرار والعمل في مصنع الغزل والنسج

في قلب الظروف الصعبة والابتلاءات الحياتية، تظهر قصص ملهمة تروي الإصرار والتحدي. سحر، امرأة مطلقة وأم لأربع بنات، واجهت تحديات الحياة بصبر وعزيمة، لتبدأ رحلة جديدة نحو الاعتماد على نفسها وتحقيق الاستقرار المالي والمعنوي من خلال عملها في مصنع الغزل والنسج.
اسمي سحر طه سيد، وأستفيد من "تكافل وكرامة". متزوجة سابقًا وطُلقت منذ أربع سنوات، وأصبحت مسؤولة عن تربية بناتي الأربع وتعليمهن. قبل أن أبدأ العمل في المصنع، كان معاش التكافل يغطي جزءًا من مصاريفنا، لكنه لم يكن كافيًا، خاصة بعد وفاة والدي بعد عامين من الطلاق، فاضطررت للخروج للعمل لأول مرة في حياتي.
عندما التحقت بالمصنع، تعلمت الكثير من التدريب العملي والخبرة، والحمد لله أصبح لدي القدرة على تشغيل جميع المكينات بكفاءة. شعور الإنجاز عند حصولي على مرتب ثابت فرق كثيرًا في حياتنا، فهو يمكنني من تلبية احتياجات بناتي اليومية وتوفير كل ما يلزمنا، دون الاعتماد على الآخرين.
وعن فكرة العمل من المنزل، أعلم أنه قد يكون أفضل للبعض، لكن بالنسبة لي ومع مسؤولياتي تجاه بناتي، كان الحضور للمصنع هو الخيار الأنسب، لأنه يمنحني الاستقلالية والأمان الاجتماعي.
واختتمت"سحر" حديثها قائلة: الحمد لله، أنا راضية عن حياتي الحالية، ولا أريد شيئًا آخر، وأتمنى لهم التوفيق في دعم الأسر المحتاجة.
"غادة محمدين".. من الاعتماد على الأسرة إلى الاستقلال الاقتصادي
تحولت غادة محمدين، المطّلقة والأم لثلاثة أطفال، من امرأة تعتمد على دعم أسرتها لها ولأولادها إلى منتجة مستقلة اقتصاديًا، مستفيدة من فرص التدريب والعمل في مصنع الغزل والنسيج بالفيوم، لتؤمن دخلًا ثابتًا وتحافظ على توازن حياتها الأسرية والمهنية.
غادة محمدين التحقت بالمصنع بعد أن نصحتها صديقة تعمل هناك، وكانت البداية صعبة لأنها لم تكن تعرف شيئًا عن العمل على الماكينة. لكن فريق التدريب في المصنع أعطاها الدعم الكافي، دربها على استخدام الماكينة وطور مهاراتها خطوة بخطوة، حتى صارت قادرة على العمل والإنتاج بشكل مستقل وتحولت من متدربة إلى عاملة ثم مشرفة خط انتاج.
قبل الانضمام للمصنع، كانت غادة تعتمد على والدها لدعم أطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و16 سنة، وكانت تشعر بالضغط والمسؤولية. مع بداية عملها في المصنع، حصلت على دخل ثابت ساعدها على إدارة شؤون أسرتها بشكل أفضل، وأتاح لها القدرة على الاعتماد على نفسها، بما في ذلك متابعة احتياجات أطفالها اليومية وتحسين مستوى معيشتهم.
غادة ترى أن العمل في المصنع لم يمنحها مجرد دخل، بل وفر لها راحة نفسية واستقلالية، كما تعلّمت التعامل مع تحديات الحياة الشخصية والمهنية.
وتؤكد أن هذه التجربة يجب أن تتاح لنساء أخريات في محافظات أخرى لتسهيل فرص العمل وتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة في مصر.
منتج على اسم مصر.. قصة موظفة في مصنع الغزل والنسج تعتز بما تصنعه
حين يكون العمل مصدر فخر واعتزاز، تتحول المهنة إلى رسالة. في مصنع الغزل والنسج، هناك نساء ورجال يسهمون في تقديم منتجات مصرية إلى الأسواق المحلية والعالمية، كلٌ بقصته وتجربته، ومع كل خطوة في خطوط الإنتاج، يولد شعور بالإنجاز والمسؤولية.
تقول "أماني خالد عطية" من قسم الجودة النهائي بمصنع الغزل والنسيج بالفيوم، بدأت رحلتي في المصنع عندما وجدنا فرص عمل، رغم أني لم أكن أعرف شيئًا عن صناعة الملابس أو العمل في المصانع. قدمنا طلبنا، ودخلنا التدريب، وبدأنا العمل في الخطوط الأولى، ثم انتقلنا تدريجيًا إلى مراحل الجودة المختلفة، حتى وصلت إلى مرحلة الجودة النهائية قبل التعبئة.
قالت أماني: أشعر بفخر كبير حين أرى المنتج الذي يخرج من بين يدي ويسافر إلى الخارج، منتج على اسم مصر. بالنسبة لي، العمل في المصنع تجربة تعلمت خلالها كل المراحل، واكتسبت خبرة كبيرة، والحمد لله أصبح لدي القدرة على متابعة كل تفاصيل الجودة بدقة.
أنا متزوجة وأم لطفلين، ووجود دخل ثابت يفرق كثيرًا في حياة الأسرة، فهو يوفر لنا الطمأنينة والأمان المالي، ويتيح لي المشاركة في تلبية احتياجات أبنائي اليومية. كما أن التأمين الصحي الموجود في المصنع يزيد شعورنا بالاستقرار والأمان.
الحمد لله، تجربة العمل هذه علمتني الكثير، وأصبحت مصدر فخر لي ولمجهودات جميع زملائي، خاصة حين نرى منتجاتنا تصل إلى الأسواق المحلية والعالمية، ونحن نعلم أن كل تفصيلة صغيرة لها أثر كبير على جودة المنتج النهائي.
تغريد رجب.. شابة مصرية تصنع الفخر في مصنع الغزل والنسيج

حين تتاح الفرص للشباب، يصبح التعلم والعمل بوابة نحو المستقبل. تغريد رجب، شابة مصرية في العشرين من عمرها، دخلت عالم صناعة الغزل والنسيج لتتعلم كل مراحل الإنتاج، وتصل إلى مرحلة الجودة النهائية، حيث تتحقق المسؤولية والفخر بوصول المنتج المصري إلى الأسواق المحلية والخارجية.
تقول تغريد رجب، أنهيت دراسة الدبلوم منذ حوالي سنتين، وبعد فترة قصيرة انضممت إلى مصنع الغزل والنسيج قبل سنة وثلاثة أشهر. كنت أتعلم هنا كل شيء من الصفر، فقد علموني أولاً المراحل الأساسية ثم تقدمت تدريجيًا حتى وصلت إلى الجودة النهائية، وهي المرحلة التي تُراجع فيها المنتجات قبل خروجها للسوق أو تصديرها.
أثناء عملي، أتعلم فحص الغرز والنقطة واكتشاف العيوب، وإذا وُجدت أي مشكلة تُعاد لإصلاحها، لضمان أعلى مستوى جودة للمنتج. شعوري عندما أرى المنتج يسافر باسم مصر إلى الخارج لا يوصف، إنه شعور بالفخر والاعتزاز بما نقدمه.
وأكدت تغريد أن وجود هذه الفرصة العملية ساعدها على مساعدة والدها والمساهمة في مصاريف المنزل.
قالت: تجربة العمل هذه جعلتني أتعلم الاعتماد على نفسي واكتساب مهارات مهنية قيمة، كما منحتني شعورًا بالفخر حين أرى منتجاتي تُصدر باسم مصر.
إتقان وفخر.. كيف تصنع سارة منتجات مصرية عالية الجودة

العمل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل تجربة تعلم وفخر تحقق للإنسان شعورًا بالاعتماد على نفسه والاستقرار. سارة، امرأة مصرية تبلغ من العمر 32 عامًا، وجدت في مصنع الغزل والنسيج فرصة لتحقيق ذلك، فتعلمت كل مراحل الجودة، وحققت التوازن بين حياتها الأسرية ومهنتها، لتصبح مثالًا للمرأة العاملة المثابرة.
قالت: اسمي سارة وصفي، وأنا أم لابنة في الثانوية العامة وابن في الصف الأول الإعدادي. تعرفت على فرصة العمل في المصنع من خلال إعلان على التواصل الاجتماعي، وقدمت على الفور ولم أواجه صعوبات في التقديم أو الأجور.
لدي فكرة سابقة عن الخياطة والجودة، ولكنني تعلمت في المصنع كل المراحل بشكل عملي، حتى وصلت إلى مرحلة الجودة النهائية، حيث أراجع المنتجات وأتأكد من خلوها من العيوب قبل خروجها للسوق أو التصدير. شعوري بالفخر كبير حين أرى منتجًا مصريًا يخرج باسم مصر إلى الأسواق الخارجية.
العمل بالنسبة لي يحقق استقلالية مالية، ويمنح عائلتي الأمان والاستقرار. زوجي يمر ببعض الظروف الصحية، ووجود مرتبي الثابت يخفف عني وعن الأسرة الكثير من الضغوط اليومية. كما أن التأمين الصحي المتاح في المصنع يزيد شعوري بالأمان.
رغم أن العمل أحيانًا يكون ضاغطًا، إلا أنني أستمتع بما أقوم به، خاصة عندما أرى نتائج جهدي تتجسد في منتج مصري عالي الجودة. العمل هنا جعلني أكتسب خبرة مهنية مهمة وشعورًا بالفخر، وهو خيار لا أستبدله بالجلوس في المنزل مهما كانت الظروف.
"مها" امرأة مصرية تتحدى الصعاب من قلب مصنع الغزل والنسيج

مها عبد التواب، امرأة مصرية لم تلحق بقطار التعليم لكنها أصرت ألا يفوتها قطار التنمية والإنتاج لتصبح عنصرًا فاعلاً ومنتجًا في المجتمع،
دخلت مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب بالفيوم وأبدت استعدادها للتعلم فاحتضنتها الإدارة ومنحتها فرصة لتطوير مهاراتها، مهما كانت خلفيتها أو ظروفها العائلية.
قالت مها أنها جاءت للمصنع لتساعد زوجها على المعيشة حيث أن لديهما 3 من الأبناء أحدهم من ذوي الإعاقةوهو ما جعل حياتها مليئة بالمسؤوليات والتحديات اليومية. على الرغم من ذلك، وجدت في العمل في المصنع فرصة لتحسين الدخل والموازنة بين واجباتها الأسرية وعملها.
تعلمت مها في المصنع العديد من المهارات العملية في مجالات الغزل والنسيج، واكتسبت خبرة عملية أهلتها لتكون قادرة على الاعتماد على نفسها ومساعدة أسرتها. وتحدثت عن دعم زملائها وإدارتها، وكيف أن المرونة في أوقات العمل والإجازات ساعدتها على مواصلة تعليمها وحضور التزاماتها الأسرية دون عائق.
من التحدي إلى الإنجاز.. قصة شهد من ذوي الهمم في عالم الإنتاج

في حياة كل أسرة، يكون لجهود الأبناء أثر كبير في تخفيف الأعباء ودعم العائلة. شهد، فتاة مصرية تبلغ من العمر 21 عامًا، من ذوي الهمم، بدأت عملها في مصنع الغزل والنسيج قبل عام، لتجمع بين التعلم العملي والفخر بمساعدة أسرتها، وتثبت أن الإرادة والعمل هما الطريق لتحقيق الاستقلالية والمسؤولية.
قالت: اسمي شهد، أبلغ من العمر 21 سنة، وقد التحقت بالعمل في مصنع الغزل والنسيج منذ سنة. قبل انضمامي للمصنع، كنت أقيم في البيت وأساعد في خدمة إخوتي. بعد التحاقي بالمصنع، تعلمت العمل في مجال الخياطة والجودة، وأصبحت أستطيع تنفيذ المهام بمفردي مع الاستمرار في مساعدة زميلاتي عند الحاجة.
أتقاضى مرتبًا شهريًا أستخدمه لدعم أسرتي، وهو شعور رائع يمنحني الاستقلالية ويجعلني فخورة بما أقدمه. أشعر بالسعادة والفخر عندما أرى أن جهودي تُساهم في حياة عائلتي، كما أن التعامل الإيجابي مع زملائي في المصنع يزيد من شعوري بالطمأنينة والانتماء.
أنا أعمل بدافعية لمساعدة إخوتي وأفراد عائلتي، وأستمتع بالتعلم واكتساب الخبرة في المصنع، وهو مكان يمنحني فرصة لتحقيق طموحاتي بطريقة عملية وآمنة.
ياسمين: قصة فتاة مصرية تتحدى الصعاب وتحقق حلمها
ياسمين هاني، فتاة تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، بدأت رحلتها في الحياة العملية من قلب مصنع الغزل والنسيج بغرب العزب. لم يكن الطريق سهلاً، لكنها وجدت فرصة نادرة لتتعلم، وتتطور، وتكتشف نفسها وسط مجموعة من السيدات اللواتي يمثلن نموذجًا حيًا للصبر والعمل والتمكين.
دخلت ياسمين المصنع عبر تعريف من معارفها في المنطقة، ووجدت المكان مفتوحًا لكل من ترغب في العمل، سواء كانت من مستفيدي برامج تكافل وكرامة أو مجرد طالبة تبحث عن فرصة لتطوير مهاراتها. وسط أجواء من الاحترام والتعاون، شعرت ياسمين بالطمأنينة، إذ وجدتها إدارة المصنع مرنة للغاية، تمنح الموظفات حق الإجازة عند الحاجة، خاصة أثناء الامتحانات أو المحاضرات المهمة، ما عزز شعورها بالراحة والالتزام.
على مدى أسابيع قليلة، تعلمت ياسمين فنون الخياطة المختلفة، واطلعت على جميع مراحل العمل داخل المصنع، مكتسبة مهارات جديدة أكسبتها الثقة في قدرتها على الاعتماد على نفسها. لم تقتصر التجربة على العمل فقط، بل تعلمت ياسمين معنى التعاون والمثابرة، ورأت كيف يمكن لكل سيدة مواجهة التحديات والصعوبات الاقتصادية بعزيمة وإصرار.
تحدثت ياسمين عن زميلاتها في المصنع، معتبرة كل واحدة منهن نموذجًا ملهمًا، سواء كانت مطلقة أو أرملة أو مسؤولة عن أطفالها، وكيف تمكنت كل واحدة منهن من التغلب على مشكلات حياتها الشخصية، لتصبح مصدر فخر وإلهام للياسمين نفسها. شعرت أنها جزء من مجتمع صغير متماسك، يُظهر قوة المرأة المصرية ويثبت أنها قادرة على مواجهة الظروف المختلفة، وأن العمل والالتزام يمكن أن يمنح الحياة معنى وأملًا جديدًا.
اليوم، ياسمين فخورة بمكانها في المصنع، وتعتز بكل خبرة اكتسبتها وبكل قصة سمعتها من زميلاتها، مؤمنة أن هذه التجربة ليست مجرد عمل، بل فرصة للتعلم والنمو، وبناء شخصية قادرة على مواجهة المستقبل بثقة وإيجابية.
اترك تعليق