مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مؤسسة "سند" تكتب فصلًا جديدًا في التمكين الاقتصادي للمرأة

في مجتمعاتٍ كثيرة، قد تُغلق الظروف القاسية أبواب الحلم أمام البعض، لكن هناك من يختار أن يحوّل التحدي إلى دافع، والاختلاف إلى قوة، والألم إلى رسالة أمل تمتد للآخرين. وسط هذه النماذج الملهمة، تبرز قصة إنسانية لامرأة آمنت بأن العطاء لا تحدّه الصعوبات، وأن القدرة الحقيقية لا تُقاس بالجسد، بل بالإرادة والرؤية.


من هنا تبدأ حكاية الدكتورة فاطمة أمين، التي لم تكتفِ بتجاوز التحديات الشخصية، بل جعلت منها جسرًا لتمكين مئات السيدات، وصناعة فرص حياة كريمة، وترسيخ معنى أن يكون النجاح فعل مسؤولية قبل أن يكون إنجازًا فرديًا.


تُعدّ الدكتورة فاطمة أمين، مؤسسة جمعية سند الخيرية، واحدة من النماذج الملهمة في العمل المجتمعي وتمكين المرأة. تأسست الجمعية عام 2016 بهدف مساعدة الفئات الأكثر احتياجًا، ثم تطور النشاط تدريجيًا من تقديم الدعم المباشر إلى التركيز على توفير فرص عمل حقيقية ومستدامة.

ومع ازدياد عدد المنتجات اليدوية التي تُنفَّذ داخل الجمعية، برزت الحاجة إلى مشروع إنتاجي منظم، فبدأت الجمعية منذ خمس سنوات في تدريب السيدات والفتيات على التطريز اليدوي. وخلال هذه الفترة، تم تدريب أكثر من 300 فتاة وسيدة، جرى اختيار نحو 50 منهن للعمل بشكل دائم ضمن المشروع.

 

مشروع “الفيوم”.. هوية مصرية بروح عصرية

أطلقت الجمعية علامة مميزة تعتمد على إنتاج مشغولات يدوية من الكتان والقطن، تحمل رسومات وزخارف مستوحاة من تراث محافظة الفيوم، بهدف تقديم الهوية المصرية بشكل معاصر يليق بالأسواق المحلية والدولية.

بدأ المشروع كفكرة استغرقت عامين للدراسة والتطوير، ثم دخل حيز التنفيذ الفعلي منذ ثلاث سنوات، وشارك بمنتجاته في عدد من الفعاليات الكبرى، من بينها:

 

منتدى شباب العالم

مهرجانات بالساحل الشمالي

مهرجان الجونة السينمائي الدولي

وقد لاقت المنتجات إقبالًا واسعًا، رغم التحديات الكثيرة التي واجهت الفريق في البداية.

 

انتشار محلي وخطط للتصدير

تتوفر منتجات “الفيوم” حاليًا في الزمالك والمعادي والفيوم، إلى جانب البيع عبر الإنترنت. ورغم أن التصدير لم يبدأ بعد، فإن الجمعية تضع خطة مستقبلية للتوسع خارجيًا، خاصة في ظل الإقبال من أسواق عربية مثل الإمارات ودول الخليج، التي تُعد من أكثر الدول طلبًا للمنتجات.

منتجات يدوية بالكامل

تشمل المنتجات:

ملابس

حقائب

أوشحة

مفروشات

مشغولات خزفية

وجميعها مصنوعة يدويًا بالكامل، مع ألوان جذابة وتصميمات مواكبة للموضة، دون التخلي عن الطابع التراثي.

 

فلسفة التصميم والتميّز

توضح الدكتورة فاطمة أن دراستها لتصميم الأزياء ساعدتها في تطوير المشروع، مؤكدة أن التطريز اليدوي حرفة قديمة، ولا بد من تقديمها بشكل مختلف ومميز ليكون لها قدرة على المنافسة.
ومن هنا جاءت فكرة التركيز على تراث الفيوم تحديدًا، كما هو الحال في سيوة وسيناء والنوبة، حيث يتميز كل إقليم بزخارفه الخاصة.

وتحرص الجمعية على وضع شعار الفيوم على كل قطعة، لتكون سفيرًا للمدينة خارج مصر، ولتعريف السائحين بثقافة المكان وهويته.

 

تمكين اقتصادي للمرأة الفيومية

لا تشترط الجمعية موهبة مسبقة للانضمام، بل يكفي الالتزام، والدقة، وتوفر الوقت. يتم تدريب المشاركات على جميع التفاصيل، مع توفير الخامات والألوان والتصميمات.
وتستغرق القطعة الواحدة ما لا يقل عن ثلاثة أيام من العمل اليدوي.

تحصل السيدات على 20% من قيمة المنتج، وقد تزيد النسبة لبعض الحالات المتميزة.

 

أنشطة إنسانية موازية

إلى جانب المشروع الإنتاجي، تدير الجمعية مركز سند للعلاج الطبيعي والتخاطب، حيث يتم تقديم جلسات علاج طبيعي مجانية للأطفال.
ويخدم المركز حاليًا 55 طفلًا، ويقدم ما يقرب من 4 آلاف جلسة علاجية مجانية سنويًا.

 

رؤية مستقبلية

تعمل الجمعية حاليًا مع قرى كاملة بالقرب من بوابة وادي الريان، وتسعى خلال العام المقبل إلى توفير فرص عمل لما لا يقل عن ألف فتاة وسيدة، من خلال بروتوكولات تعاون داخل مصر وخارجها، سواء بإنتاج العلامة الخاصة بالجمعية أو العمل مع علامات تجارية أخرى.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق