يشهد قطاع المدفوعات تحولاً متسارعاً بفعل الانتشار الواسع للهواتف الذكية وارتفاع حجم المعاملات الإلكترونية، ما عزز هيمنة المحافظ الرقمية ومنصات الدفع الفوري التي توفر سرعة وراحة وتكلفة منخفضة، وتدعم جهود تعزيز الشمول المالي، ورغم هذا التغير، تواصل البنوك التقليدية الحفاظ على مكانتها بفضل ميزتي الأمن والحماية التنظيمية، من خلال تأمين الودائع والامتثال الصارم لمعايير مكافحة غسيل الأموال، وهي عناصر أساسية للمعاملات عالية القيمة والادخار طويل الأجل.
ولمواكبة هذا الواقع الجديد، تبنت البنوك استراتيجية رباعية تقوم على تحديث أنظمتها الداخلية، وإطلاق خدمات دفع فوري تنافس المنصات الرقمية، والتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية، إضافة إلى التحول إلى منصات مفتوحة تتيح وصولاً آمناً لتطبيقات الطرف الثالث. كما تشارك بعض البنوك في تجارب العملات الرقمية، مثل مشروع الدرهم الرقمي في الإمارات، الذي يُتوقع أن يشكل نقلة نوعية في مستقبل المدفوعات.
منافسة لم تعد تقتصر على السرعة والراحة، بل تشمل أيضاً بناء ثقة طويلة الأمد قائمة على الأمن والامتثال، في وقت تتسارع فيه خطوات التحول الرقمي وتزداد الحاجة إلى حلول مبتكرة تواكب العصر.
اترك تعليق