تواصل وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ خطوات نوعية لتطوير منظومة الطفولة المبكرة، عبر التوسع في إتاحة خدمات الحضانة وتعزيز الحوكمة والجودة، مستندة إلى بيانات دقيقة ورؤية تنموية شاملة تستهدف دعم المرأة العاملة، وتحسين مستوى الرعاية والتعليم المقدم للأطفال، بما يعزز الاستثمار في رأس المال البشري منذ المراحل العمرية الأولى.
وفي إطار توسيع إتاحة خدمات الحضانة، أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي أول حصر وطني شامل لدور الحضانة على مستوى الجمهورية، بهدف تأسيس قاعدة بيانات دقيقة، وبناء نظام حوكمة فعال لقطاع الحضانات. كما افتتحت الوزارة أول مركزين لرعاية أطفال العاملات داخل مقار الوزارات بالعاصمة الإدارية الجديدة، دعمًا للمرأة العاملة وتعزيزًا للتوازن بين العمل والأسرة.
وعززت الوزارة الإسناد المؤسسي لمنظومة الحضانات، من خلال دراسة 32 طلب إسناد، وتنفيذ 81 زيارة ميدانية لمتابعة الجودة، إلى جانب اتخاذ إجراءات لتطوير البنية التحتية بدور الحضانة. كما استحدثت سياسات نوعية شملت تعزيز الشراكات الوزارية لإنشاء مراكز متكاملة للطفولة المبكرة، ومراجعة منهج استرشادي موحد للحضانات، وتطوير منظومة إلكترونية لترخيص الحضانات.
وشملت الجهود أيضًا الانتهاء من مسودة اللائحة المنظمة لدور الحضانة، وإصدار تراخيص مؤقتة لمدة ستة أشهر للحضانات غير المرخصة، بما يتيح لها توفيق أوضاعها وفق الضوابط المعتمدة.
وتعكس هذه الإجراءات رؤية الوزارة للتحول إلى نموذج تنموي تشاركي يجمع بين الحوكمة والجودة والابتكار والتوسع، دعمًا لأهداف العدالة الاجتماعية، وتعزيزًا للاستثمار في الطفولة المبكرة باعتبارها رافعة أساسية للتنمية البشرية المستدامة.
وجاء تنفيذ الحصر الوطني الشامل لدور الحضانات تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية الداعمة لتطوير منظومة الطفولة المبكرة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لبناء الإنسان المصري وتنمية رأس المال البشري. واستهدف الحصر تكوين صورة دقيقة وشاملة لقطاع الحضانات في مصر من حيث الحجم والانتشار والخصائص التشغيلية والبشرية، بهدف إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة تُستخدم في التخطيط ووضع السياسات العامة، وقياس جودة الخدمات المقدمة للأطفال، ودعم إطلاق مبادرة وطنية شاملة لتطوير القطاع.
ونُفذ الحصر خلال الفترة من 29 يونيو إلى 23 أكتوبر 2025، على مدار نحو 118 يومًا، بمشاركة أكثر من 1,500 باحث مركزي وميداني، وفق منهجية دقيقة تضمن شمولية ودقة البيانات في جميع المحافظات.
وأسفرت نتائج الحصر عن رصد 48,225 حضانة تقدم خدماتها للأطفال من عمر صفر إلى 4 سنوات، ويستفيد منها نحو 1.7 مليون طفل داخل 133,375 فصلًا، ويعمل بها حوالي 254,322 عاملًا وعاملة. كما بلغ معدل التحاق الأطفال من الفئة العمرية 3 إلى 4 سنوات بالحضانات نحو 31%، بما يعكس الحجم الحقيقي لقطاع الحضانات ودوره الحيوي في الاقتصاد الرعائي، ودعم التشغيل، وتمكين الأسرة.
وتمثل هذه النتائج نقطة انطلاق لمرحلة تطوير شاملة تستند إلى البيانات الواقعية، لتحديث السياسات، ورفع كفاءة منظومة الحضانات، وتحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة، بما يتسق مع رؤية الدولة لبناء جيل يمتلك المهارات والقدرات اللازمة لمتطلبات المستقبل.
اترك تعليق