رسالة عمان : هدى سعيد
نُظِّمت جولة ميدانية موسعة لوفود ومشاركي المهرجان الدولى السابع للتمور الاردنية داخل عدد من مزارع النخيل المتخصصة في وادي الأردن، للاطلاع عن قرب على مراحل إنتاج وفرز وتعبئة التمور، وبخاصة تمر المجدول " المجهول " الأردني، الذي يُعد أحد أجود وأهم الأصناف التصديرية على مستوى العالم.
وشهدت الجولة استعراضًا عمليًا لمراحل التعامل مع التمور منذ لحظة الحصاد، مرورًا بعمليات الاستلام والفحص الأولي، ثم التنظيف والتعقيم، وصولًا إلى مراحل الفرز الدقيق وفق الأحجام والأوزان والجودة، باستخدام أساليب حديثة تضمن مطابقة المنتج للمواصفات العالمية. كما اطّلع المشاركون على آليات التعبئة والتغليف المتطورة التي تراعي معايير السلامة الغذائية وتحافظ على جودة التمور خلال عمليات التخزين والنقل والتصدير.
أكد قصي غواتمة ، صاحب أحد مزارع النخيل ، لـ بوابة الجمهورية أن المهرجان الدولي السابع للتمور الأردنية يمثل منصة محورية لتسويق المنتج الأردني وتعزيز حضوره في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن مشاركته في المهرجان مستمرة منذ انطلاقه، لما يحققه من قيمة مضافة حقيقية لمنتجي التمور، خاصة تمر المجهول الأردني.
وأوضح غواتمة ، أن أهمية المهرجان لا تقتصر على العرض والترويج، بل تمتد إلى تعريف المستوردين والأسواق العالمية بجودة التمر الأردني، مؤكداً أن الانتظام في المشاركة أسهم في فتح قنوات تسويقية جديدة وتعزيز الثقة بالمنتج الوطني.
وحول تجربة المزرعة الخاصة به قال قصي أن المزارع متخصصة حصرياً في إنتاج تمر المجهول منذ عام 2008، لافتاً إلى أن هذا الصنف أثبت نجاحاً استثنائياً في وادي الأردن وغور الأردن من حيث الإنتاجية المنتظمة والجودة العالية، ما جعله الخيار الأمثل للتخصص والتركيز.
عن ابرز التحديات التى تواجه التمور رد قائلا: قطاع التمور يواجه عدداً من التحديات، أبرزها شحّ المياه، ونقص العمالة المؤهلة، والحاجة إلى خبرات فنية عالية في إدارة مزارع النخيل، إلى جانب التحديات الزراعية المرتبطة بالآفات، وعلى رأسها سوسة النخيل، مؤكداً أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تحديثاً مستمراً في أساليب الزراعة والإدارة.
وأشار قصي إلى أن السوق العالمي بات يفرض اشتراطات صارمة، في مقدمتها تطبيق أساليب زراعية حديثة، واستخدام تقنيات متطورة في فرز وتصنيف التمور، بما يضمن فصل المنتج الممتاز عن الجيد، وتلبية متطلبات الأسواق ذات المواصفات العالية، مشدداً على ضرورة الانتقال من الأساليب التقليدية إلى الزراعة الذكية وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إدارة التربة واحتياجات الأشجار من المياه والأسمدة.
وحول مستقبل التمور العربية، شدد قصي على أن ثقافة التمور تشهد تحولاً عالمياً، حيث لم يعد التمر منتجاً تقليدياً فحسب، بل أصبح جزءاً من الثقافة الغذائية والصحية، ودخل بقوة في الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة، مثل بودرة التمر ومشتقاته الغذائية.
وأكد أن الحكومات العربية، ومنها الأردن، تقدم دعماً ملحوظاً لقطاع النخيل، إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الاستثمار في التصنيع والابتكار، معرباً عن تطلعه إلى التوسع مستقبلاً في مجال التصنيع الغذائي للتمور، بعد استكمال متطلبات الخبرة والبنية التحتية اللازمة.
وتابع قائلا : أن تمر المجهول الأردني بات علامة جودة عالمية، وأن استمرار تنظيم مهرجان التمور الأردنية، إلى جانب فتح المزارع أمام الوفود والخبراء، يسهم في ترسيخ ثقة الأسواق العالمية بالمنتج الأردني وتعزيز تنافسيته على الساحة الدولية.
ومن جانبه .. أشاد المشاركون في الجولة بحسن التنظيم والدقة في مراحل التعبئة والتغليف، مؤكدين أن ما شاهدوه يعكس التطور الكبير الذي يشهده قطاع التمور في الأردن، وقدرته على المنافسة عالميًا. كما عبّر عدد من الزوار عن سعادتهم بالتجربة، معتبرين أن الجولات الميدانية تضيف بعدًا عمليًا مهمًا للمهرجان، وتسهم في تعزيز ثقافة التمور وقيمتها الاقتصادية والغذائية.
ويأتي تنظيم هذه الجولة في إطار حرص مهرجان التمور الأردني الدولي على الربط بين الجانب النظري والعملي، وتسليط الضوء على سلاسل القيمة المضافة في قطاع التمور، من الإنتاج الزراعي وحتى التصدير، بما يدعم مكانة التمور العربية، ويعزز حضورها في الأسواق الإقليمية والعالمية.
اترك تعليق