رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
أزمة صحية في كاليفورنيا بسبب ضباب سام
تشهد مناطق واسعة من وادي كاليفورنيا الأوسط منذ أسابيع حالة كثيفة من الضباب الإشعاعي تحولت من ظاهرة مناخية موسمية إلى أزمة صحية وبيئية مقلقة، بعدما غطّى الضباب أكثر من 400 ميل وشمل عشرات المقاطعات.
وأفاد سكان محليون بظهور أعراض صحية غير معتادة، من بينها السعال المستمر، وضيق التنفس، والصداع، وتهيج الجلد، ما دفع كثيرين إلى البقاء داخل المنازل وتقليل التعرض للهواء الخارجي. وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي شهادات متعددة لمقيمين أكدوا استمرار هذه الأعراض لأسابيع دون تحسن.
ويؤكد خبراء البيئة أن الخطر لا يكمن في الضباب ذاته، بل في ظاهرة الانقلاب الحراري المصاحبة له، حيث تحبس طبقة من الهواء الدافئ الملوثات قرب سطح الأرض. ومع تراكم عوادم المركبات والانبعاثات الصناعية والغبار الزراعي، يتكوّن خليط سام من الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، القادرة على اختراق الرئتين وزيادة مخاطر أمراض الجهاز التنفسي والقلب.
ولا تقتصر الأزمة على الصحة العامة، إذ يؤدي الضباب الكثيف إلى تدنّي الرؤية وارتفاع معدلات الحوادث المرورية، في منطقة شهدت سابقًا حوادث جماعية مميتة بسبب هذه الظروف الجوية.
ورغم خطورة الوضع الحالي، تشير دراسات طويلة الأمد إلى تراجع عدد أيام الضباب الكثيف مقارنة بالعقود الماضية، بفضل تشديد قوانين جودة الهواء في كاليفورنيا. وينتظر السكان تحسنًا مؤقتًا مع قدوم أنظمة جوية مرتقبة قد تساهم في تفكيك الانقلاب الحراري وتخفيف حدة الأزمة.
اترك تعليق