يبدو أن توقيت ممارسة الرياضة قد يكون بنفس أهمية نوعها وشدتها. تشير أبحاث حديثة إلى أن البيئة المحيطة، خصوصًا جودة الهواء، قد تؤثر بشكل خفي على فوائد النشاط البدني، وهو ما يجعل بعض الأوقات أكثر ملاءمة من غيرها للمشي في الهواء الطلق، دون أن ندرك تأثيرات ذلك على صحتنا العامة.
وفق "هيلث شوتس" توضح دراسات جديدة أن المشي في الهواء الطلق قد لا يكون دائمًا آمناً، خاصة في أوقات معينة من اليوم. يشير أخصائيون إلى أن الصباح الباكر وأواخر المساء غالبًا ما يشهدان مستويات أعلى من تلوث الهواء، ما قد يقلل من الفوائد الصحية لممارسة الرياضة ويزيد من المخاطر على الجهاز التنفسي.
يقول الدكتور بيوش غويل، أخصائي أمراض الرئة، إن استنشاق الهواء الملوث أثناء ممارسة الرياضة يؤدي إلى دخول الجسيمات الدقيقة PM2.5 إلى الرئتين ومجرى الدم، مما قد يفاقم مشاكل الربو وأمراض الانسداد الرئوي المزمن، ويؤثر على صحة القلب.
تشير الدراسات إلى أن تلوث الهواء يرتفع خلال الصباح الباكر وأواخر المساء بسبب ازدياد حركة المركبات وعمليات التنقل، بالإضافة إلى ظاهرة انعكاس درجة الحرارة التي تحبس الهواء البارد المليء بالملوثات قرب سطح الأرض. هذه العوامل تجعل الهواء خلال هذه الفترات أكثر كثافة بالملوثات مقارنة ببقية اليوم.
لذلك، ينصح خبراء الصحة بتأجيل ممارسة المشي أو أي نشاط بدني في الهواء الطلق إلى منتصف الصباح أو بعد الظهر، حيث يساعد ارتفاع الشمس وتحرك الهواء على تقليل تركيز الملوثات. كما يمكن ممارسة الرياضة في الحدائق أو الأماكن الأقل ازدحامًا، أو استخدام التمارين المنزلية مثل اليوغا والكارديو للحفاظ على اللياقة البدنية دون التعرض للهواء الضار.
هذه الإجراءات البسيطة قد تُسهم في تحقيق أهداف اللياقة البدنية مع حماية الرئتين والجهاز التنفسي من الآثار الضارة لتلوث الهواء، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.
اترك تعليق