هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دراسة: اكتئاب الوالدين عامل خفي في ضعف التفاعل العاطفي للأطفال

تؤكد الأبحاث النفسية الحديثة أن الصحة النفسية للوالدين لا تؤثر عليهم وحدهم، بل تمتد آثارها إلى الأطفال بطرق عميقة وغير مباشرة. وفي هذا السياق، كشفت دراسة علمية جديدة عن ارتباط مقلق بين بعض أعراض الاكتئاب لدى الوالدين وطريقة تفاعل أدمغة الأطفال مع المشاعر الإيجابية والسلبية، ما قد يرفع احتمالات إصابتهم بالاكتئاب في مراحل لاحقة من حياتهم.


أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة بينغهامتون الأمريكية أن أعراض الاكتئاب لدى الوالدين، وبشكل خاص فقدان الشعور بالمتعة أو الاهتمام المعروف باسم "الأنهيدونيا"، تؤثر بشكل مباشر على استجابة دماغ الأطفال للمواقف العاطفية، سواء الإيجابية أو السلبية.

وبحسب "سبوتنيك" فإن الدراسة، التي نُشرت في فبراير 2026 في مجلة Journal of Experimental Child Psychology المتخصصة في علم نفس الطفل، شملت الأبحاث أكثر من 200 عائلة من خلفيات عرقية متنوعة، مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عامًا، وفقًا لما أورده موقع "هيلث داي".

وتوصل الباحثون إلى أن الأطفال الذين يعاني أحد والديهم من أعراض الأنهيدونيا يظهرون استجابة دماغية أقل عند تلقي التغذية الراجعة الإيجابية أو السلبية، ما يعني تفاعلًا عاطفيًا أضعف مع الأحداث المفرحة أو المحزنة، وهو ما يُعد عامل خطر محتمل للإصابة بالاكتئاب في المستقبل.

وأوضحت النتائج أن الأنهيدونيا كانت العامل الأكثر تأثيرًا مقارنة ببقية أعراض الاكتئاب الأخرى، مثل الحزن أو القلق، ما يشير إلى دورها المحوري في انتقال التأثير النفسي من الوالدين إلى الأطفال.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، براندون غيب، مدير معهد اضطرابات المزاج بجامعة بينغهامتون، إن تجارب الوالدين مع فقدان المتعة تبدو العامل الأساسي في تشكيل استجابات الأطفال العاطفية، حيث يصبحون أقل تفاعلًا مع ما يحدث حولهم، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا.

وأكد الباحثون أن ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب لا يعني بالضرورة أن الطفل سيصاب به حتمًا، لكنه يستدعي الانتباه والتدخل المبكر، من خلال مراقبة السلوك العاطفي للطفل، والتعامل الجاد مع المشكلات النفسية لدى الوالدين، وتوفير الدعم والعلاج المناسب في الوقت المناسب.

ويُذكر أن الاكتئاب اضطراب نفسي شائع يتميز بالحزن المستمر، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، واضطرابات النوم والشهية، والتعب، وصعوبات التركيز واتخاذ القرار، وهو ما ينعكس على السلوك والمشاعر وجودة الحياة بشكل عام.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق