أظهرت دراسة واسعة أجراها علماء من معهد كارولينسكا في السويد أن الاستخدام المكثف لمنصات التواصل الاجتماعي يرتبط بانخفاض تدريجي في القدرة على التركيز لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً.
وشملت الدراسة أكثر من 8000 مشارك، وكشفت أن وسائل التواصل الاجتماعي، دون التلفاز أو ألعاب الفيديو، كانت العامل الوحيد المرتبط بعدم الانتباه، ويرجع ذلك إلى الإشعارات المستمرة وتدفق الرسائل الذي يشتت الذهن ويعيق الحفاظ على التركيز.
ويرى الباحثون أن تأثير هذه العوامل قد يكون محدوداً على المستوى الفردي لكنه كبير على مستوى الفئة العمرية ككل، ما قد يفسر جزئياً الزيادة الملحوظة في تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وتسلّط النتائج الضوء على الحاجة إلى مراجعة سياسات استخدام الأطفال للإنترنت وفرض قيود عمرية أكثر صرامة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح الباحثون أن التأثير على الطفل الفردي قد يكون صغيرا، لكنه كبير على مستوى الفئة العمرية بأكملها، وقد يساهم جزئيا في الارتفاع الملحوظ مؤخرا في تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). وأكدوا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الاستعداد الوراثي لا يلعبان دورا في هذا التأثير.
وأشار الفريق إلى أن النتائج لا تعني بالضرورة أن كل طفل يتأثر سلبا، لكن زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت – من 30 دقيقة في سن التاسعة إلى ساعتين ونصف في سن الثالثة عشرة – تثير التساؤل حول ضرورة وضع قيود عمرية صارمة على منصات التواصل الاجتماعي.
اترك تعليق