في تطور يصفه خبراء التكنولوجيا بأنه “أخطر قفزة تجسسية في تاريخ الأجهزة القابلة للارتداء”، بدأت نظارات Halo X إصدار نسختها التجريبية خلال ديسمبر الجاري كأول جهاز ذكي يُمنح لمرتديه قدرة شبه خارقة: ذاكرة لا تنسى شيئًا، وآذان تلتقط كل همسة في محيطه دون أن يشعر أحد.
النظارة المطورة على يد طالبين سابقين في هارفارد، كاين أردايفيو وآنفو نجوين، لا تثير فقط مخاوف الخصوصية، بل تشعل رعبا أكبر: تمنح مرتديها القدرة على تسجيل أي شخص في أي مكان من دون أن يملك الطرف الآخر فرصة لمعرفة أنه مراقَب، فالجيل الأول من Halo المقرر شحنه تجريبيًا في ديسمبر 2025 لا يحتوي على مؤشر ضوء أو إشارة تُنبّه الآخرين بوجود تسجيل.
تبدو كأي نظارة عادية، لكنها في الواقع تنسخ كل كلمة فور حدوثها، وتغذي مساعدها الذكي “نوا” الذي يتمتع بقدرة على تخزين “ذكريات طويلة الأمد” للمستخدم، أشبه بصندوق أسود محمول.
الأخطر أن “نوا” قادر على تحليل هذه المحادثات وإعطاء نصائح لحظية أثناء الحوار: تعريف بكلمة قيلت، كشف معلومة عن المتحدث، أو حتى تذكير المستخدم بما قاله الطرف الآخر قبل دقائق. إنها قوة معرفية غير متكافئة بالكامل، ويتزامن هذا مع سباق عالمي محموم: سامسونج تستعد لنظارات Galaxy Glasses المدعومة بـ Google Gemini، وأمازون تطور نظارات ميدانية لسائقي التوصيل، وعلي بابا تدفع بنظارات Qwen الذكية، لكن لا جهاز بينها يحمل هذا القدر من “التخفي”.
ويرى خبراء الأمن السيبراني أن Halo لا تطرح سؤال الخصوصية فقط، بل تطرح سؤالًا وجوديًا؟ هل يدخل المجتمع عصر "التجسس الخفى” التي يرتدي وجوهًا بشرية؟
اترك تعليق