يشير إيغور سوكولسكي الحاصل على الدكتوراه في العلوم الصيدلانية، إلى أن العسل عند تسخينه فوق 40-45 درجة مئوية يفقد خصائصه العلاجية الأساسية، وقد تتكون فيه مواد ضارة.
وأوضح أن العسل منتج طبيعي معقد، لا تُحدد قيمته بالسكريات فقط، بل بمكوناته النشطة بيولوجيا أيضا. وأشار إلى أن الإنزيمات الموجودة في العسل مسؤولة عن شطر النشويات والسكروز، ما يسهل هضمه ويمنحه خصائص فريدة. وهذه الإنزيمات بروتينية وتتلف بشكل لا رجعة فيه عند تسخين العسل فوق 40–45 درجة مئوية.
ويحتوي العسل على فيتامينات ومبيدات نباتية ومضادات أكسدة، لكن المعالجة الحرارية تقلل من تركيز وفعالية هذه المركبات المفيدة، بحيث يتحول العسل الساخن عمليا إلى شراب حلو عادي، عبارة عن مزيج من الغلوكوز والفركتوز.
وأشار سوكولسكي إلى أن أخطر ظاهرة عند تسخين العسل هي تكوّن مواد ضارة. فعند تسخينه في بيئة حمضية، حيث يتراوح الرقم الهيدروجيني للعسل بين 3.5 و4.5، يتعرض الفركتوز للجفاف، ما يؤدي إلى تكوين هيدروكسي ميثيل فورفورال (HMF)، وهو مركب سام. وتعتبر الجرعات العالية منه مسببة للسرطان لدى الحيوانات، بينما لم يثبت أي خطر مباشر على البشر، لكن منظمة الصحة العالمية تحذر من الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بـ HMF. وكلما ارتفعت درجة الحرارة وطالت مدة التسخين، زادت نسبة HMF في العسل.
وبالإضافة إلى ذلك، يفقد العسل بعد تسخينه نكهته الزهرية ورائحته الرقيقة، ويزداد مذاقه حلاوة مع نكهة الكراميل.
اترك تعليق