تشهد عروض الأفلام القصيرة حضورا جماهيريا كبيرا من صناع السينما والجمهور العام و تتنوع الأفلام القصيرة من مصر والعالم، بين الروائي والوثائقي والتحريك، وتقدّم رؤي فنية وإنسانية تعكس ثراء التجارب السينمائية المعاصرة.
وعرض على المسرح الكبير فيلم القصير "اللي ما يتسماش" إخراج أبانوب نبيل "مصر - العربية - روائي - 16 د" يتابع الفيلم جنة التي ترافق والدتها، الراقصة الشرقية صافي، في ليلة شاقة بعد انتهاء إحدي حفلاتها، بينما تستعد صافي لإجراء عملية استئصال ثدي، وبين الاضطراب والأمل، تقضي الأم وابنتها ساعات متوترة في شوارع المدينة.
وفيلم "قلب أزرق" إخراج سامويل سوفرين "هايتي - فرنسا - الكريولية الهايتية - روائي - 15 د" ينسج الفيلم حكاية ماريان وبيتيون اللذين ينتظران اتصالًا من ابنهما المهاجر إلي الولايات المتحدة، لكن الوهم الأمريكي يتبدد تدريجيًا، ويغدو الحد الفاصل بين الحلم والواقع أكثر ضبابية.
وفيلم "سلت 1988" إخراج مارتا بوبيفودا "صربيا، ألمانيا، فرنسا - الصربية، الكرواتية - وثائقي - 20 د" وثائقي يقارب علاقة الراقصة سونيا "74 عامًا" بماضيها، عبر تداخل مذكرات مراهقة من عام 1988 مع أدائها الأخير في فضاءات اشتراكية تتحول تدريجيًا مع صعود القومية. فيلم عن الذاكرة، الجسد، وتحولات التاريخ.
وفيلم "موت السمكة" إخراج إيفا لوسبارونيان "فرنسا - بدون حوار - تحريك - 14 د" فيلم شاعري عن فتاة تحاول إنقاذ والدتها من الغرق في الاكتئاب بعد موت سمكة منزلية صغيرة، في عمل بصري يستكشف الحزن والفقدان بنعومة وبلا كلمات.
وفيلم "رقبة منتصبة للغاية" إخراج نيو سورا "الصين، اليابان - اليابانية - روائي - 10 د" رحلة سريالية لامرأة تستيقظ بآلام حادة في رقبتها، لتجد نفسها مندفعة في سلسلة من الذكريات المكسورة والأحلام المضطربة ومحاولات الحركة الصعبة، في عمل يجمع بين التجريب والبصريات الكابوسية.
فيلم "في البداية تحمر الوجنتان ثم نعتاد" إخراج مريم الفرجاني "تونس - إيطاليا - الإيطالية - الفرنسية - روائي - 15 د"يحكي الفيلم عن ليلي التي تصل إلي مدينة يعيش فيها إيتوري، ناجي من الحرب قبل عقود، وبعد أن أصبحا "من الأموات الأحياء"، يتنقلان ليلًا بحثًا عن الطعام، في سرد رمزي عن النجاة، الذاكرة، ورفض الاستسلام للماضي.
أما الفيلم الأخير فهو "بايسانوس" إخراج أندريس وفرانشيسكا خميس جياكومان، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو إنتاج تشيلي وفلسطين وإسبانيا، حيث يخلق حوارا بين راويين من تشيلي وفلسطين، يتأملان معني الهوية والعودة إلي فلسطين، مبرزين الرابط بين منطقتين بعيدتين من خلال رؤية احتفالية تمنح المستقبل إمكانية النصر والأمل، وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة حضرها عدد من صناع الأفلام.
في البداية تحدث محمد عودة لاعب كرة القدم الفلسطيني السابق. الذي حضر بصحبة الفيلم الفلسطيني التشيلي "بايسانوي"، وقال: عندما هاجرت الجالية الفلسطينية إلي تشيلي رحب بهم هناك، وأسسوا فريق كرة القدم الذي يعد من أفضل الفرق هناك، وحقق نجاحات كثيرة، والمشجعون لهذا الفريق رغم أنهم ليسوا فلسطينيين يدعمون القضية الفلسطينية.
وأشار عودة إلي أن رصاص الاحتلال استهدف الكثير من الرياضيين الفلسطينيين واغتالهم سواء في حرب الإبادة الأخيرة أو قبل ذلك، ومنهم سليمان عبيد وجمال غانم الذي استشهد وهو في الملعب مرتديا الملابس الرياضية، وخلال فيلم "بايسانوي" أردنا التأكيد علي أن الجالية الفلسطينية أينما وجدت فإنها تعمر.
وأضاف مخرج الفيلم أندريس خميس جياكومان عدم استخدام مشاهد دموية من الحرب في غزة خلال الفيلم كان مقصودًا، خاصة أنه يدور بالكامل في تشيلي، والداعمين للقضية ليس بالضرورة أن يكونوا فلسطينيين من الجالية الفلسطينية هناك.
اترك تعليق