في الوقت الذي يُنظر فيه إلى اللقاحات باعتبارها وسيلة للحماية من العدوى الفيروسية، تكشف دراسة علمية حديثة عن تأثير آخر غير متوقع للقاح كورونا. نتائج البحث أثارت اهتمام العلماء بعدما أظهرت أن اللقاح قد يمنح فئة معينة من الأطفال حماية تمتد إلى ما هو أبعد من الفيروس ذاته.
وفقًا لموقع ساينس ديلي، أظهرت دراسة جديدة عُرضت في الاجتماع العلمي السنوي للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة لعام 2025، أن الأطفال المصابين بالتهاب الجلد التأتبي (الأكزيما) الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 أظهروا معدلات أقل من العدوى والمشكلات التحسسية مقارنةً بالأطفال غير المطعمين.
وأوضح الباحثون أن التهاب الجلد التأتبي هو اضطراب مزمن في الجهاز المناعي يُسبب التهابات جلدية متكررة وغالبًا ما يرتبط بأمراض أخرى مثل الربو والتهاب الأنف التحسسي.
الدراسة، التي شملت أكثر من 11 ألف طفل (5758 تلقوا اللقاح و5758 لم يتلقوه)، استبعدت من المشاركة الأطفال الذين أُصيبوا سابقًا بكوفيد-19 أو يعانون من أمراض مزمنة خطيرة لضمان دقة النتائج.
وكشفت النتائج أن الأطفال المطعمين كانوا أقل عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والجلد، مثل التهاب الأذن الوسطى، والالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، والجيوب الأنفية، بالإضافة إلى انخفاض واضح في معدلات الربو، والحساسية المفرطة، والتهاب الجلد التماسي.
كما أظهرت الدراسة أن الفترة الزمنية بين التطعيم وظهور الأمراض التحسسية كانت أطول لدى الأطفال المطعمين، ما يشير إلى تأثير وقائي محتمل يمتد على المدى الطويل.
وأشار الدكتور تشيبو يانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن التطعيم قد يسهم في تقليل احتمالية تطور الأمراض الأتوبية مثل الربو لدى الأطفال المصابين بالأكزيما، مؤكدًا أن هذه النتائج تعزز من سلامة لقاح كوفيد-19 وفوائده المناعية الإضافية.
وأضاف الباحثون أن تلك النتائج تسلط الضوء على دور اللقاحات ليس فقط في الوقاية من العدوى الفيروسية، بل أيضًا في تعزيز المناعة العامة ودعم صحة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات تحسسية مزمنة، مما يفتح الباب أمام أبحاث جديدة حول العلاقة بين اللقاحات والجهاز المناعي.
اترك تعليق