هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لوحة طبيعية نادرة تمزج بين التاريخ والجغرافيا

سيوة تتلألأ فى الموسم السياحى الشتوى

انتعاش مبكر ورواج كبير.. واستقبال الزوار من داخل وخارج مصر

البحيرات المالحة مقصد عشاق التصوير والسياحة العلاجية


تعيش واحة سيوة هذه الأيام حالة من الحراك والنشاط السياحي اللافت، بعد أن بدأ موسم السياحة الشتوية مبكرًا هذا العام، إذ بدأت الوفود السياحية من مختلف المحافظات، ومن العديد من دول العالم، في التوافد على الواحة الساحرة، التي تعد واحدة من أجمل وأهم المقاصد السياحية الشتوية في مصر والعالم، بفضل ما تتمتع به من طقس دافئ وجمال طبيعي خلاب ومقومات بيئية وعلاجية وتراثية فريدة.
ويستمر الموسم السياحي الشتوي بسيوة حتى نهاية شهر مايو المقبل، وتشهد خلاله الفنادق والمنتجعات ذات الطابع البيئي ارتفاعًا كبيرًا في نسب الإشغال، مع تزايد الإقبال على زيارة معالمها التاريخية والطبيعية، والاستمتاع بأنشطة السفاري والعلاج الطبيعي في عيون المياه الكبريتية الساخنة وبحيرات الملح.
أكد محمد بكر نائب رئيس مدينة سيوة، أن هناك توجيهات مباشرة من اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، برفع درجة الاستعداد لاستقبال الموسم السياحي الشتوي، وتنفيذ خطة متكاملة لتجميل المدينة ورفع كفاءتها بالتنسيق بين الأجهزة التنفيذية المختلفة، منها منطقة آثار سيوة، مكتب تنشيط السياحة، إدارة المحمية الطبيعية، وقطاع الآثار الإسلامية.
أشار إلى أنه تم التركيز على جاهزية المواقع السياحية والأثرية لاستقبال الزوار، وتوفير المطبوعات والخرائط التعريفية بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، إلى جانب العمل على تطوير الخدمات في المناطق التي تشهد كثافة سياحية مثل قلعة شالي الأثرية، معبد الوحي، جبل الموتى، جبل الدكرور، متحف البيت السيوي، ومركز زوار المحمية.
أكد أن هذه الجهود تهدف إلى تعظيم الاستفادة من المقومات الفريدة التي تمتلكها سيوة، بما ينعكس إيجابًا على تنمية المجتمع المحلي، وتوفير فرص العمل للشباب، وتحسين المستوى الاقتصادي لأهالي الواحة.
تعد سيوة لوحة طبيعية نادرة تمزج بين التاريخ والجغرافيا والسحر البيئي، حيث تضم أكثر من 200 عين مياه طبيعية تتنوع في خصائصها بين العيون الساخنة والكبريتية والعذبة، فضلًا عن البحيرات المالحة التي أصبحت مقصدًا لعشاق التصوير والسياحة العلاجية.
ويقبل السياح على سيوة بحثًا عن الهدوء والاستشفاء والصفاء النفسي، حيث يجد الزائر في جنباتها ملاذًا بعيدًا عن صخب المدن وضوضائها. ويقضي كثيرون أوقاتهم في رحلات السفاري وسط الكثبان الرملية، وممارسة التزلج على الرمال، والتأمل في منظر الغروب الفريد فوق بحيرات الملح، فضلًا عن التخييم والمبيت في المخيمات الصحراوية تحت سماء تزينها آلاف النجوم.
يقول محمد صبري الزيني، أحد زوار سيوة: الواحة ليست مجرد مكان، بل تجربة إنسانية فريدة. تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الإنساني، وتحتفظ بروحها الأصيلة رغم التطور. فهنا تشعر أنك تعود بالزمن إلى عالم النقاء والبساطة، حيث العمارة الطينية القديمة وأشجار النخيل والزيتون والمياه الجوفية العذبة التي تجعل من الواحة جنة في قلب الصحراء.
سوزان نيروز، الأثرية من القاهرة، تضيف: واحة سيوة تضم كنوزًا أثرية عظيمة، أبرزها معبد الوحي أو معبد التنبؤات الذي توج فيه الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون في القرن الثالث قبل الميلاد، إضافة إلى معبد الإمبراطور أنطونيوس بيوس، وقلعة شالي القديمة، وجبل الموتى الذي يحكي تاريخًا ممتدًا منذ العصور الفرعونية والرومانية وحتى الآن"
يقول الشيخ عمر راجح من أبناء الواحة، إن زوار سيوة يحرصون على السباحة في بحيرات الملح وعيون المياه الكبريتية الساخنة للاستفادة من خصائصها العلاجية، إلى جانب الاستمتاع بالجو النقي والمشاهد الطبيعية الخلابة التي لا مثيل لها".
يضيف يوسف عدول، أحد أبناء الواحة: سيوة محمية طبيعية فريدة، يحافظ سكانها على طابعها المعماري التقليدي الموحد، حيث تُبنى المساكن والفنادق من مواد البيئة المحلية مثل الكرشيف والطين، لتنسجم مع طبيعة المكان، وتتنوع الأسعار بما يناسب جميع الزوار.
أوضح محمد عمران جيري، مدير مكتبة مصر العامة بسيوة، أن الموسم الحالي بدأ مبكرًا ومتوقع أن يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في نسب الإشغال السياحي، سواء من السياحة الخارجية أو الداخلية خلال الأشهر المقبلة.
أضاف أن الإقبال السنوي المتزايد على سيوة يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل لشباب الواحة، بل ولشباب المحافظات المجاورة الذين يجدون فرصًا في الفنادق والمنتجعات والأنشطة السياحية المختلفة.
تقع واحة سيوة على بعد 320 كيلومترًا جنوب غرب مرسى مطروح بالقرب من الحدود الليبية، وتُعد من أهم وأجمل الوجهات السياحية الشتوية في العالم، إذ تضعها شركات السياحة العالمية ضمن برامجها الرئيسية للسياحة البيئية والعلاجية والتراثية.
أصبحت الواحة في السنوات الأخيرة مقصدًا مفضلاً للرحلات الجامعية والمدرسية والأسر المصرية خلال إجازة نصف العام، فيما تشهد ذروة الإقبال الخارجي خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، عندما يتوافد آلاف الزوار الأجانب للاستمتاع بسحر المكان ودفء المناخ وكرم الضيافة السيوي.
هكذا تعود سيوة لتتألق من جديد مع انطلاق موسمها السياحي الشتوي المبكر، في لوحة ساحرة تجمع بين الطبيعة والتاريخ والإنسان، وتؤكد أن مصر ما زالت تمتلك كنوزًا حية قادرة على إبهار العالم عامًا بعد عام.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق