في الوقت الذي أصبح فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بدأ يظهر نوع جديد من الإدمان لا يقل خطرًا عن إدمان الإنترنت أو الألعاب الإلكترونية، وهو إدمان الذكاء الاصطناعي.
هذا الإدمان لا يرتبط بالمخدرات أو المواد الكيميائية، بل بعامل نفسي ,حيث يجد المستخدمون أنفسهم متعلقين بالأنظمة الذكية مثل الشات جى بى تى او جيمناى إلى درجة الاعتماد العاطفي والفكري الكامل عليها.
فالكثيرون أصبحوا يقضون ساعات طويلة في محادثة برامج الذكاء الاصطناعي أو استخدام أدواته بشكل مفرط، حتى فقدوا جزءًا من تفاعلهم الاجتماعي الطبيعي.
تقول د. هالة عبد الرحمن، أستاذة علم النفس الإكلينيكي بجامعة حلوان ان إدمان الذكاء الاصطناعي يشبه تمامًا أي نوع من الإدمان السلوكي، لأنه يمنح المستخدم شعورًا فوريًا بالراحة، والقبول، والاستجابة الفورية التي قد يفتقدها في العالم الواقعي.
توضح أن هذه الظاهرة تمثل "إدمانًا ناعمًا" يمر دون أن ينتبه له الشخص خاصة لدى من يشعرون بالوحدة أو الإهمال العاطفي.
وتضيف: "الذكاء الاصطناعي يوفر مساحة آمنة للتعبير دون خوف من الرفض، فيغذي الاحتياج النفسي للتقدير والإنصات، لكنه في المقابل يسحب الشخص تدريجيًا من التفاعل الواقعي.
وتحذر من أن الاستخدام غير المتوازن لهذه التقنيات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، وضعف مهارات التواصل الإنساني، وتراجع الإبداع الطبيعي لصالح حلول جاهزة يقدمها الذكاء الاصطناعي.
وتوضح د. هالة عبد الرحمن الى ان الصورة ليست قاتمة بالكامل، فالتكنولوجيا في حد ذاتها ليست عدوًا، وإنما طريقة تعامل الإنسان معها هي ما يحدد إن كانت وسيلة تطوير أو أداة تدمير, وان الحل يكمن في تعزيز الوعي الرقمي وتدريب المستخدمين على الاستخدام الواعي والمتوازن للذكاء الاصطناعي، بحيث يبقى خادمًا للعقل لا سيدًا له.
اترك تعليق