في ليلةٍ استثنائية سطعت فيها أنوار المجد المصري من القاهرة إلى صعيد مصر، احتفلت محافظة المنيا بالافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، الصرح الأثري والثقافي الأكبر في العالم، في حدثٍ أبهر العيون وأشعل القلوب فخرًا وانتماءً، وجسّد عظمة مصر القديمة وتقدمها الحديث.

وتحولت ميادين المنيا إلى ساحات فرح واحتفاء، حيث توافد المواطنون منذ الساعات الأولى لمتابعة فعاليات الافتتاح عبر الشاشات العملاقة التي أعدّتها المحافظة في المراكز التسعة، تنفيذًا لتوجيهات اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، الذي أكد أن هذا اليوم يمثل لحظة فخر لكل مصري، ويعكس ما وصلت إليه الدولة المصرية من تطور وريادة على المستويين الحضاري والثقافي.

أُقيمت عروض فنية وكرنفالية ضخمة في ميدان صفى الدين أبو شناف أمام كوبري النيل بمدينة المنيا، حيث تزين الميدان بالأعلام المصرية وأضواء الزينة المبهجة، وسط حضور جماهيري غفير احتشد لمتابعة فعاليات الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير. وتخللت الاحتفالية عروض مبهرة للألعاب النارية وأضواء الليزر التي أضاءت سماء المدينة بألوان العلم المصري، لتصنع لوحة وطنية مفعمة بالحماس والفخر، في ليلةٍ امتزج فيها التاريخ بالمستقبل، والحضارة بروح الانتماء.

وشارك اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، المواطنين هذه اللحظات الوطنية من أمام المتحف الأتوني شرق النيل، بحضور القيادات التنفيذية والأمنية وعدد من الشخصيات العامة والإعلامية، في مشهدٍ جسّد أسمى صور التلاحم بين القيادة والشعب، وعكس فرحة جماعية غمرت وجوه الحاضرين بهذا الحدث العالمي الذي أبهر العالم أجمع.

وأكد المحافظ في كلمته أن المنيا تواكب هذا الحدث التاريخي بروح وطنية تليق بعراقتها وتاريخها الحضاري العريق، مشيرًا إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد إطلالة جديدة تُجسد عظمة مصر القديمة وتقدمها الحديث، وترسخ لمكانتها كقلبٍ نابضٍ للحضارة الإنسانية.

وأضاف أن هذا اليوم لحظة فخر لكل مصري، ودليلٌ ساطع على أن مصر، بقيادتها الواعية وشعبها الأصيل، ماضية بخطى واثقة في طريق البناء والإنجاز، لتظل دائمًا أم الدنيا وأساس الحضارة.

قال الخبير فرج عيد موسى إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل نقطة تحول في تاريخ السياحة الثقافية، مؤكدًا أن مصر استطاعت أن تعيد للعالم بريق حضارتها الخالدة بأسلوبٍ يليق بعظمتها ومكانتها.

أما تينا عفيفي ، فأعربت عن فخرها بقولها: "اليوم نحس إننا مصريين بجد… بنشوف تاريخ أجدادنا بيتجدد قدام العالم كله، ومصر بتثبت كل يوم إنها أم الدنيا".

وأوضح الدكتور أمجد ناصف، الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة المنيا، أن هذا الافتتاح يؤكد رؤية القيادة السياسية في الربط بين الأصالة والتطور، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل رسالة حضارية من مصر إلى العالم تُجسد قوتها الناعمة وريادتها الثقافية.

وأضاف هيثم حماده، مدير عام ، أن الأجواء الاحتفالية بالمنيا عكست روح الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن الشوارع امتلأت بالبهجة والأعلام، وأن الجميع شعر أن هذا الافتتاح حدث يخص كل بيت مصري.

كما قال المحاسب ابوالليل شوقي ،  وهو يرفع علم مصر وسط حشود المواطنين:"إحنا النهارده بنعيش لحظة من التاريخ.. مصر دايمًا أم الدنيا وهتفضل منارة للعالم كله".

اختُتمت الاحتفالات بأغنيات وطنية وأضواء الليزر التي انعكست على صفحة النيل، في مشهدٍ مهيب جمع بين الأصالة والجمال، وأكد أن مصر قادرة على الإبداع والعطاء مهما تغيّر الزمن.

لقد أثبت افتتاح المتحف المصري الكبير أن مصر لا تزال قلب التاريخ النابض، ومصدر الإلهام للحضارة الإنسانية، وأن أبناءها ماضون في طريق البناء والإنجاز، حاملين راية المجد ومرددين في صوتٍ واحد: "تحيا مصر.. أم الدنيا وأساس الحضارة".

Previous Next