قال الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق، إن قطاع السياحة المصري يعيش حالة من السعادة والفخر، موضحًا أن العاملين في هذا القطاع يعدّون من أسعد المصريين في الوقت الحالي، نظرًا للتطلعات الكبيرة نحو موسم سياحي قوي يواكب افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكداً أن الحدث يمثل نقطة تحول استراتيجية في دعم السياحة الوطنية وتعزيز الصورة الإيجابية لمصر على مستوى العالم.
وأوضح هشام، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن حركة السياحة الوافدة إلى مصر كانت تعتمد لسنوات طويلة على السياحة الترفيهية والشاطئية، سواء في البحر الأحمر أو الساحل الشمالي، فيما كانت السياحة الثقافية محدودة، خاصة من الدول الأوروبية القريبة، لكنه أكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيغيّر هذه المعادلة جذريًا، إذ من المتوقع أن يستقطب المتحف وحده أكثر من 8 ملايين سائح سنويًا، وهو رقم ضخم لمتحف متخصص في حضارة واحدة، ما يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية.
وأشار إلى أن المتحف سيضيف للسياحة المصرية كصناعة حيوية عائدات ضخمة ترفد الاقتصاد الوطني، وتسهم في زيادة الناتج القومي، معربا عن أمله في أن تتجاوز مصر الرقم المستهدف بـ30 مليون سائح بحلول عام 2030، بفضل هذا المشروع الحضاري الذي يجمع بين العظمة التاريخية والرؤية الاقتصادية لمستقبل السياحة في مصر.
وتتجه أنظار العالم إلى أرض الكنانة،اليوم ، حيث تشهد مصر حدثاً تاريخياً فريداً يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أضخم المشاريع الثقافية والحضارية في القرن الحادي والعشرين.
يأتي هذا الافتتاح في أجواء احتفالية عالمية مهيبة، بحضور أكثر من أربعين ملكاً ورئيس دولة، إلى جانب وفود رسمية وثقافية من مختلف أنحاء العالم، ،وبرعاية وحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث جرى الإعداد لتنظيم الاحتفال على أعلى مستوى تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس بالتنسيق بين الجهات المعنية لضمان تنظيم حفل افتتاح يليق بمكانة مصر، ويعكس ريادتها في مجال المتاحف والثقافة العالمية، ويسهم في تعزيز الترويج السياحي للبلاد.
أيقونة للحضارة المصرية
ويُعد المتحف المصري الكبير أيقونة جديدة في سجل الحضارة المصرية، إذ يُعتبر أكبر متحف أثري في العالم مخصصاً بالكامل للحضارة المصرية القديمة، فهو لا يكتفي بعرض الآثار، بل يقدم تجربة متكاملة تجمع بين التاريخ والفن والتكنولوجيا الحديثة، لتروي قصة مصر منذ فجر التاريخ وحتى العصور المتأخرة بأسلوب يليق بعظمة هذا التراث العريق.
الموقع الفريد على ضفاف التاريخ
ويقع المتحف في موقع فريد بالقرب من أهرامات الجيزة، ليشكل مع هذا المعلم التاريخي العظيم لوحة متكاملة تجمع بين الماضي المجيد والحاضر المشرق.
تصميم مبهر
وقد صُمم المتحف ليكون صرحاً معمارياً مبهراً يجمع بين الحداثة والهوية المصرية، حيث تعكس تفاصيله الهندسية روح الحضارة التي ألهمت العالم على مدى آلاف السنين.
كنوز تعرض لأول مرة
ويضم المتحف آلاف القطع الأثرية النادرة التي تسرد ملامح تطور الحياة في مصر القديمة، من فنونها وعلومها إلى معتقداتها وطقوسها.
وتُعد كنوز الملك توت عنخ آمون درة المعروضات، إذ تُعرض بالكامل وللمرة الأولى في مكان واحد، لتمنح الزائرين فرصة فريدة لاكتشاف أسرار هذا الملك الشاب الذي لا يزال يشغل خيال العالم حتى اليوم.
المتحف الكبير.. جسر بين الماضي والحاضر
بهذا الافتتاح التاريخي، تؤكد مصر من جديد ريادتها الثقافية ودورها كحاضنة للتراث الإنساني، ومركز إشعاع حضاري يجمع بين الأصالة والتجديد.
إن المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد صرح أثري، بل هو جسر يربط الماضي بالحاضر، وهديةذ مصر إلى العالم لتذكّره بأن أرضها كانت وستظل مهد الحضارة وموطن التاريخ الخالد.
اترك تعليق