كان انشاء المتحف المصري الكبير حلما لدى ملايين المصريين فهذا الكم الهائل من القطع الاثريه وهذا التاريخ الساخر المتنوع يستحق أن تكون أدوات الحفظ على نفس عظمه التاريخ وأنه لا يليق أن يحفظ هذا التراث العظيم بطرق تقليديه أو حتى بدائيه وفي أحوزه ضيقه لا تستوعب الا اعدادا صغيره من الزائرين
كانت مصر تحلم أن يكون لديها متحفا كبيرا يليق بتراثها العظيم وتاريخها المجيد الى أن قبض الله لهذا الحلم رجالا عظاما كان على رأسهم فاروق حسني الذي تولى وزاره الثقافه فتره طويله منحته القدره على العمل
وقد لعب فاروق حسني دوراً جوهريا في اطلاق فكره المتحف المصري الكبير فهو صاحب الرؤيه الاولى والدافع الرئيسي للمشروع وقد تولى قياده المشروع منذ بدايته وساهم في تحديد موقعه واختيار تصميمه عبر مسابقه دوليه ولعب دورا محوريا في تأمين التمويل وتجاوز العقبات
يقول فاروق حسني : فكره المصري المتحف المصري الكبير بدأت بسخريه من فنان ايطالي شهير حول متحف التحرير
اضاف : كان متحف التحرير محبوبا لي ولكنه كان صغيرا والاثار مكدسه به بشكل فوضوي وكان ذلك يسبب لي صداعا في كل مره أزور فيه المتحف حيث اجد به كتل هائله من التماثيل مكدسة بطريقة فوضوية
اشار الي أنه كان في زياره للعاصمه الفرنسيه باريس بدعوة من رئيس معهد العالم العربي والتقى هناك بصديق ايطالي وهو معماري شهير ومحب للأثار ويمتلك أكبر دار نشر في ايطاليا بالإضافة الي أنه ملياردير كبير وفوجئت به يسألني : إيه أخبار المخزن بتاعكم اللي في التحرير ؟!! واستفزني هذا السؤال وهذه السخرية بدرجه كبيره فقلت له علي الفور : انت ما تعرفش أننا بنعمل أكبر متحف في العالم ولم يكن هذا صحيحاً بالطبع..ولكنني أردت أن أرد به على سخريته من متحف التحرير ففوجئت به يقول لي : فين هذا المتحف فقلت له وانا مستفز : بجوار الهرم !! فقال لي اذا عملت هذا المتحف انا مستعد أجيبلك تمويل كبير له
وعندما عدت الى القاهره التقيت بالرئيس حسني السابق حسني مبارك وقلت له على فكره هذا المتحف الكبير فقال لي : وهنجيب منين الفلوس يا فاروق .. ؟!! فرددت عليه قائلا : الأعمال والمشروعات العظيمه سنجد لها تمويلات كثيره
ورحب الرئيس السابق مبارك بالفكره وقال لي على بركه الله
وعلي الفور بدأ تنفيذ فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير حيث تم وضع حجر الأساس عام 2002 ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، وأعلنت الدولة المصرية البدء في اقامه المتحف تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين كما أعلنت عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز به التصميم المُقدم من شركة هينغهان للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، وقد اعتمد التصميم على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير. وقد تم البدء في اقامة مشروع المتحف في مايو 2005، وتم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، وتم افتتاح هذا المركز عام 2010.
وعندما وقعت أحداث 25 يناير 2011 تجمد العمل بالمشروع مع حالة الفوضى التي ضربت البلاد وأدت الي توقف كل شئ في مصر وهروب المستثمرين ورفضت جماعه الاخوان الارهابيه التي وصلت الى الحكم تقديم اي دعم لمشروع المتحف المصري الكبير لانها كانت متفرغه لاشياء أخرى نعرفها جميعا
واستمر تجميد العمل بالمشروع الكبير حتى سقطت جماعه الاخوان الارهابيه بعد قيام ثوره 30 يونيو 2013 المجيده وحتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤوليه الحكم في يونيو 2014 بإرادة شعبية هائلة
وخلال شهور قليلة صدر قرار حكومي بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الآثار.
وأصدر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاستة ، وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء المصريين والدوليين علي أن يختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف، ودعم ومتابعة نشاطه. فيما يتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير، وعضوية كلٍ من: الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، والمستشار القانوني للوزير، إلى جانب عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات (الآثار، الاقتصاد، القانون، الإدارة، التعاون الدولي، والتسويق).
وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددا من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم. ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922،
وقد تأخر افتتاح المتحف من مرة لأسباب عديدة أولها انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم ثم إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ثم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
ساهم في تمويل بناء المتحف عدة جهات كان أبرزها قرضين ميسرين من وكالة جايكا اليابانية الأول في 2006 بقيمة 280 مليون دولار والثاني في 2016 بقيمة 460 مليون دولار، بالإضافة إلى 150 مليون دولار من التبرعات والمُساهمات المحلية والدولية و100 مليون دولار تمويل ذاتي من الحكومة المصرية.
وصدرت العديد من القرارات الجمهوريه للإسراع بتنفيذ المشروع العالمي منها القرار الخاص بالموافقة على خطاب التفاهم بشأن المعونة الفنية للمساهمة في تمويل مشروع المتحف المصرى الجديد (المرحلة الأولى) بين حكومة جمهورية مصر العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماع وقرار رئيس الجمهورية رقم 191 لسنة 2006 بشأن الموافقة على الخطاب المتبادل الموقع في القاهرة بتاريخ 30 / 4 /2006 بين حكومتي جمهورية مصر العربية واليابان بشأن القرض المقدم من الحكومة اليابانية إلى حكومة جمهورية مصر العربية لتنفيذ مشروع إنشاء المتحف المصري الكبير.
وقرار رئيس الجمهورية رقم 605 لسنة 2016 بشأن الموافقة على الخطابات المتبادلة بين حكومتي جمهورية مصر العربية واليابان الخاصة بالقرض المقدم من الحكومة اليابانية لتنفيذ مشروع إنشاء المتحف المصري الكبير (المرحلة الثانية) الموقعة فى القاهرة بتاريخ 24 / 10 / 2016.
وقدمت منظمة "جايكا" الدعم المالي لتمويل المشروع من خلال إتاحة قرضين للمساعدات الإنمائية الرسمية الأول في عام 2008 والثاني في عام 2016 ليصل إجمالي قيمة القروض 84.2 مليار ين ياباني (ما يوازي 800 مليون دولار أمريكي تقريباً"، وذلك لدعم تمويل عمليات إنشاء مبني المتحف المتضمن المعارض والبنية الأساسية للمعلومات وتكنولوجيا الإتصالات، هذا بجانب الخدمات الاستشارية التي تتضمن الإشراف على أعمال البناء والتوريد
تحقيق هذا الحلم كان ملحمة عظيمة قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى أصبح لدينا أهم وأكبر متحف علي مستوي العالم كله سيساهم بدرجة كبيرة في دعم الاقتصاد المصري وانتعاش الحركة السياحية الي مصر وتضاعف عدد السياح خلال الفترة المقبلة بإذن الله
اترك تعليق