قوله تعالي: ويخشون ربَّهم ويخافُونَ سوءَ الحسابِ.. عند تتبع المواضع التي ورد فيها الخوف والخشية. نجد أن الخشيةَ أعلي من الخوف. وهي أشدُّ الخوف.
فالخشية تكون من عِظم المخشي. وإن كان الخاشي قويًا. والخوف يكون من ضعف الخائف وإن كان المخوف يسيرًا» لأن الخاء والشين والياء في تصرفاتها تدل علي العظمة. والحاء والواو والفاء تدل علي الضعف» لذا قال تعالي: ويخشون ربَّهم ويخافون سوءَ الحساب فالله لعظمته يخشاه كل أحد. أما سوء الحساب فقد لا يخافه كلُّ أحدي فُسمِّي خوفًا.. قال تعالي: إنما يخشي اللهَ من عباده العلماءُ.
وقال لموسي لا تخف أي لا يكون عندك من ضعف نفسك ما تخاف منه من فرعون.
والخاشي من الله ضعيف بالنسبة لعظمة الله. وإن كان قويًا. فيصح أن يقال: يخشي ربه لعظمته. وأن يقال: يخاف ربَّه. أي لضعفه بالنسبة إلي الله تعالي.
ولذا ذكر الملائكة وهم أقوياء قال: يخافون ربَّهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون "النحل: 50" فبيّن أنهم عند الله ضعفاء. فالخشية هي خوف يشوبه تعظيمُ ومقرونة بمعرفة من يخشي منه.
الأجرُ والجزاءُ في القرآن
الأجر ما يعود من ثواب العمل دنيا أو أخري.
يقول تعالي: إنْ أَجْرِيَ إلاَّ عَلَي الله وقال: وآتيناه أجرَه في الدنيا. وقال: ولأجر الآخرة خير.
والأجر يقال فيما كان عقدي. ولا يُقال إلا في النَّفع دون الضرر كقوله تعالي: لهم أجرُهم عند ربهم.. وقوله فأجرُه علي الله .
أما الجزاء فيقال فيما كان عن عقدي وغير عقدي. ويقال في النافعِ والضار: وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرًا.. وجزاؤه جهنَّمُ.
اترك تعليق