 
                      
            
                                        
                                        في إنجاز علمي جديد قد يغيّر فهمنا لطريقة عمل الدماغ البشري، كشف باحثون من جامعة نيويورك عن جزيء فريد يدعى KIBRA، يلعب دورًا محوريًا في تخزين الذكريات لفترات طويلة جدًا، حيث يعمل كـ"مادة لاصقة" تربط المعلومات العصبية وتحافظ عليها لسنوات.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Science Advances، فإن هذا الاكتشاف يُعدّ خطوة كبيرة نحو حلّ أحد أقدم ألغاز علم الأعصاب: كيف يحتفظ الدماغ بالذكريات رغم تغيّر وتجدد خلاياه باستمرار.
أوضح العلماء أن الأبحاث السابقة ركزت على دراسة جزيئات منفردة مسؤولة عن تقوية نقاط الاشتباك العصبي (السيناپسات) في الدماغ، لكنها لم تتمكن من تفسير كيف تبقى الذكريات رغم تلف هذه الجزيئات بمرور الوقت.
أما في الدراسة الجديدة، فقد وجد الباحثون أن جزيء KIBRA يتفاعل مع نقاط الاشتباك العصبي عند تكوين الذكريات الجديدة، ويعمل على تثبيتها من خلال التعاون مع بروتين آخر يُعرف باسم PKMz، الذي يعزز هذه الروابط العصبية ويقوّيها.
وأشار الفريق إلى أن هذا التفاعل بين KIBRA وPKMz يشكّل أساس الذاكرة طويلة المدى، موضحين أن زيادة نشاط بروتين PKMz في التجارب السابقة أعادت "إحياء" ذكريات ضعفت مع مرور الزمن.
أكد الباحثون أن هذا الاكتشاف جاء نتيجة جهود استمرت أربعة عقود لفهم آلية تخزين الذكريات البشرية، ووصفوه بأنه تقدم كبير في علم الأعصاب، قد يفتح الباب مستقبلًا أمام تطوير علاجات جديدة لاضطرابات الذاكرة، مثل ألزهايمر وأمراض الشيخوخة العصبية.
اترك تعليق