“كولونيا”.. دراما عائلية مشتعلة في أولى تجارب محمد صيام الإخراجية

الاربعاء 22 أكتوبر 2025 1:01:15 ص

كتبت مروة ابوعيش

شهدت السجادة الحمراء للفيلم المصري “كولونيا” الذي يعرض في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي المنعقد من ١٦ حتى ٢٤ من الشهر الجاري ، كوكبة كبيرة وحضورًا فنيًا واسعًا من نجوم وصناع السينما المصرية، منهم: محمود حميدة، كريم فهمي، ماجد المصري، لبلبة، بشرى، روجينا، يسرا اللوزي، مي سليم، وغيرهم.

فيلم "كولونيا" من إخراج محمد صيام، في أول تجربة له خلف الكاميرا، بعد أن أثبت نفسه كمؤلف ومشارك في مشاريع سينمائية ناجحة سابقًا.

الفيلم من بطولة أحمد مالك، كامل الباشا، عابد عناني، دنيا ماهر، ومايان السيد، ومن إنتاج محمد حفظي، وتأليف مشترك بين محمد صيام وأحمد عامر.

الجدير بالذكر ان فيلم “كولونيا” لم يبدأ مشواره من الجونة فقط، فقد سبق له أن حصل على خمس جوائز ضمن مسابقة Final Cut في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي العام الماضي، ما جعله محط أنظار النقاد قبل عرضه في الجونة.

وتدور أحداث الفيلم في يوم واحد فقط، لكنه كفيل بكشف تراكمات علاقة متوترة بين أب وابنيه، وتحديدًا الابن الأصغر فاروق (أحمد مالك)، الذي يشعر بالصدمة بعد وفاة والده، حيث تبدأ القصة بمشهد موت الأب، ثم تتراجع الأحداث لتكشف ما جرى في اليوم الذي سبق الوفاة.

الفيلم يعالج ببراعة قضايا نفسية وإنسانية معقّدة، أبرزها الحرمان العاطفي، والإرث النفسي السلبي داخل الأسرة، من خلال شخصية ابن يعيش صراعًا داخليًا حادًا، نتيجة نشأته في ظل أب قاسٍ، بلا حنان أو تواصل، ما جعله يشعر أن والدته عاشت مظلومة ومقهورة حتى رحيلها.

تتوالى الأحداث وتنكشف خيوط القصة تدريجيًا، حيث يبدأ الأب فجأة في التحسن بعد غيبوبة طويلة، لكن اللقاء المرتقب مع أبنائه يكشف جراحًا عميقة لم تندمل، وصراعات كامنة بين الإخوة، ما يجعل هذا اليوم حاسمًا في مصير العائلة.

“كولونيا” يقدم دراما مشوّقة محمّلة بالحزن والضيق والصدمة، في أجواء واقعية جدًا تُشبه مرآة لبيوت كثيرة تعاني من انعدام الحوار العاطفي. ونجح صيام في تصوير تلك الحالة النفسية من خلال سيناريو متماسك، وأداء قوي من الأبطال، خاصة أحمد مالك، الذي جسد شخصية الابن الضائع ببراعة.

ويُعد “كولونيا” تجربة سينمائية واعدة لمخرج شاب يُراهن على القصة الإنسانية وتأثيرها على الجمهور،لأنه فيلم يتوغل في قلب الأسرة المصرية المفككة، ويطرح أسئلة صعبة عن السلطة الأبوية، الندم، والفرصة الثانية التي قد لا تأتي أبدًا.