هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الاحتلال يحرم أطفال القطاع من التعليم للعام الثالث

بدأ 600 ألف طفل في غزة عامهم الثالث خارج التعليم الرسمي، بعدما دمرت الحرب الإسرائيلية على مدى عامين 97% من المدارس في القطاع الفلسطيني. ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، روايات أطفال من غزة حرمتهم الحرب الإسرائيلية على مدى عامين من التعليم، ومنهم جويرية عدوان (12 عامًا) من المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.


تروي جويرية أنها كانت في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة خولة بن الأزور، عندما تعرضت المدرسة للقصف الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023. وتعيش جويرية منذ عامين مع أسرتها في خيمة بمأوى مكتظ بالمواصي في خان يونس، حيث يصطف النازحون في طوابير للحصول على الماء والطعام.

تقول جويرية: "سلبتنا الحرب الكثير، منازلنا ومدارسنا وعائلاتنا.. فقدت عمي وزوجته وأطفالهما.. فقدت مدينتي الجميلة، رفح التي لم تعد سوى أنقاض.. لكن الخسارة الأصعب على الإطلاق هي التعليم، لأنه خسارة المستقبل نفسه".

وتناشد العالم قائلة: "لا تدعوا أحلامنا تموت.. أطفال غزة يستحقون الكتب والمدارس والأمان.. غزة ليست دمارًا فحسب، بل أطفال يحلمون تحت قصف الطائرات المُسيَّرة ليلًا".

كانت سارة الشريف، 9 سنوات من مدينة غزة، في السابعة من عمرها عندما بدأت الحرب قبل عامين. وتروي أنها في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، كانت جالسة في فصلها تدرس الرياضيات. وتتذكر أنها كانت ممسكة بقلمها بإحكام عندما هزَّ الانفجار الأول المدرسة، وبعد ذلك بوقت قصير، جاء والدها ليأخذها إلى المنزل، ولم ترى المدرسة مرة أخرى.

قالت سارة: "اختفت مدرستي إلى الأبد.. حاصرها الجيش الإسرائيلي، وهاجم من كانوا يحتمون بها ودمرها بالكامل.. قُصف منزلي أيضًا.. كل هذه الأماكن لم تعد سوى رماد". وأضافت: "انتقلنا مرات عديدة خلال هذه الحرب.. الآن أعيش في ملجأ مزدحم مع عائلتي.. أحيانًا أحدِّق في كتبي المدرسية القديمة.. الآن، يستخدم الناس الكتب المدرسية لإشعال النار للطهي وللتدفئة.. أحاول الدراسة عبر الإنترنت عندما تعمل الكهرباء والإنترنت، لكن ذلك يكاد يكون مستحيلًا".

وتتمني سارة أن يرى العالم أطفال غزة، لا مجرد أرقام في الأخبار، بل كأطفال يريدون فقط التعلم واللعب والعيش. ولا يزال الطفل إسماعيل منيفة (7 سنوات) يتذكر روضته في غزة، بجدرانها الزاهية الملونة، وصناديق ألعابها، وركن القراءة الغني بالكتب.

يقول إسماعيل: "كنت أحب الذهاب إلى هناك كل يوم لأنني كنت ألعب وأتعلم مع أصدقائي.. كل صباح، كنا نغني مع بقية الصف، وخلال وقت اللعب، كنت أبني أبراجًا من المكعبات وأركض في الخارج في الملعب".

ويضيف: "ثم بدأت الحرب وانتهت المدرسة.. ملأت أصوات الانفجارات الأجواء.. تعرض منزلنا في المغازي للقصف، واضطررنا للفرار.. ترك والداي كل شيء خلفهما.. وبينما كنا نركض، رأيت جثة صديقي عزو متناثرة في الشارع.. لقد كان أصغر مني ببضع سنوات".

ويواصل إسماعيل حديثه: "قالت أمي إننا سننتقل إلى دير البلح لنبقى آمنين، لكن السماء لم تكن هادئة هناك أيضًا.. دون مدرسة، لم يبق لي ما أفعله.. تدريجيًا، بدأت أنسى الأشياء، الكلمات والأرقام، حتى كيفية تهجئة اسمي بدقة.. أفتقد أصدقائي ومعلمتي وتعلم أشياء جديدة".

ويضيف: "كان والداي قلقين طوال الوقت، وكنا نتنقل من مكان لآخر.. في أحد الأيام، قالت أمي إننا سننتقل إلى مصر، حيث شعرت أن الحياة أكثر أمانًا.. وعلمت أمي مؤخرًا بوجود مدرسة غير رسمية للاجئين السوريين، ونأمل أن نبدأ الالتحاق بها قريبًا".

وتروي نجلاء وشاح (40 عامًا)، معلمة في مخيم البريج بغزة، أنها تدرس في القطاع منذ أكثر من عقد، بدأت في خان يونس، ثم في دير البلح، والآن في مخيم البريج. تقول: "قبل بدء الحرب، كنت أدرس 6 صفوف، يضم كل صف نحو 40 طالبًا، ما يقارب 240 شابًا متحمسًا للتعلم.. لطالما ملأ الضحك الغرفة، لكن بعد 7 أكتوبر، تغير كل شيء".

تضيف: "أصبحت مدرستي ملجأ للعائلات الهاربة من القنابل.. وسرعان ما استُهدِفت ودُمِّرت بالكامل.. لم يبق في غزة الآن سوى القليل من المدارس.. لمدة عامين، لم يعد أي شيء طبيعيًا.. حطمت الحرب كل جانب من جوانب حياتنا: الأمان، والمنازل، والمدارس، والأحلام.. الخوف والحزن رفيقان دائمان".

وتابعت المعلمة نجلاء: "مات العديد من طلابي الآن.. أطفال تحدثوا عن طموحاتهم في أن يصبحوا أطباء وفنانين ومعلمين، حُرِموا حتى من حقهم في الوجود. أما الباقون فيعيشون جوعًا وتشردًا وإرهاقًا، ومع ذلك، لا يزالون متمسكين برغبتهم في التعلم".

وقالت: "في جميع أنحاء غزة، يسعى المعلمون والمتطوعون والمنظمات غير الربحية للتدريس أينما أمكن، في الخيام، والفصول الدراسية المتضررة، والملاجئ المكتظة". وأضافت: "أنا أم لثلاثة أطفال، وقد عانى أطفالي من صعوبات بالغة في التعليم.. يقضون أيامهم في طوابير الماء، أو البحث عن الطعام، أو جمع الحطب.. لقد حلت مسألة البقاء محل طفولتهم".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق