هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"ياسمين طلعت راجل".. واخدت 5 سنوات عن كل اللى فات

خدع آلاف المتابعين.. ووقع في الكمين

لم يكن أحد من متابعي البلوجر "ياسمين" يتخيل أن الفتاة الشابة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات الرقص والابتسامات المصطنعة، ما هي إلا شاب في الثامنة عشرة من عمره، قرر أن يغير ملامحه وهويته مؤقتًا ليصنع مجدًا زائفًا على "السوشيال ميديا".. لكن النهاية لم تكن كما رسمها في خياله، بل كانت داخل قاعة محكمة جنح بلبيس، حيث سُطرت ضده أولى صفحات السقوط.


بداية القصة.. شهرة على حساب القيم
قبل شهور قليلة، انتشرت على مواقع التواصل حسابات تحمل اسم "ياسمين"، تظهر خلالها صاحبتها في مقاطع راقصة بملابس خادشة للحياء، تتحدث بلهجة أنثوية وتستخدم مؤثرات صوتية لإخفاء ملامحها الحقيقية، لتحقق آلاف المشاهدات وتعليقات الإعجاب، قبل أن تتحول صفحات الإعجاب إلى منصات بلاغات بعد أن شعر كثيرون أن ما يُنشر يتجاوز حدود الذوق والآداب العامة.

بلاغات.. وكشف المستور
بدأت فصول الحقيقة تتكشف حين تلقت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بلاغات متتالية تفيد بقيام صانعة محتوى تدعى "ياسمين" بنشر مقاطع غير لائقة تخالف القيم الأخلاقية.

 وبعد تتبع الصفحات وتحليل البيانات الرقمية، توصلت الأجهزة الأمنية إلى المفاجأة:

صاحبة الحساب ليست فتاة كما ظن الجميع، بل طالب جامعي يُدعى "عبد الرحمن. ح. ب. م"، يبلغ من العمر 18 عامًا، مقيم بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية.

اعترافات صادمة
بعد القبض عليه، اعترف الشاب بانتحاله صفة أنثى، مؤكدًا أنه كان يسعى لزيادة نسب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية من المنصات الإلكترونية.

 وقال في التحقيقات إنه اختار الظهور بملابس أنثوية "لجذب الجمهور"، دون أن يدرك أن أفعاله ستقوده إلى اتهامات جنائية خطيرة، منها ممارسة الفجور والشذوذ والتحايل الضريبي.

من النيابة إلى المحكمة
أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة جنح بلبيس في القضية رقم 19593 لسنة 2025، والتي واجه خلالها سلسلة من الاتهامات، أبرزها ممارسة الفجور وانتحال صفة أنثى ونشر محتوى خادش للحياء.

 وفي جلسة شهدت حضورًا مكثفًا من المواطنين والإعلاميين، استمعت المحكمة إلى دفاع المتهم وتقارير الجهات المختصة، لتصدر حكمها النهائي بالسجن 5 سنوات للمتهم عبد الرحمن. ح. ب. م بتهمة ممارسة الفجور ونشر مقاطع تتنافى مع قيم وآداب المجتمع.

نهاية "ياسمين".. درس في زيف الشهرة
القضية التي هزّت الرأي العام في الشرقية ومصر كلها، لم تكن مجرد حكم بالسجن ضد شاب طائش، بل رسالة تحذير لكل من يحاول ركوب موجة الشهرة عبر السوشيال ميديا على حساب الأخلاق والهوية.

 فـ"ياسمين" التي كانت تُثير الجدل بإطلالاتها، أصبحت اليوم رمزًا لانهيار القيم الزائفة التي تفرزها الشهرة الوهمية، لتتحول قصتها من "محتوى ترفيهي" إلى عبرة قانونية وأخلاقية.

داخل الزنزانة الصغيرة، يجلس "عبد الرحمن" متأملًا مصيره، بعدما انقلبت حياته رأسًا على عقب.

 لم يعد أمامه جمهور أو كاميرا أو شاشة بث مباشر، فقط جدران صامتة تذكّره بأن الشهرة التي تُبنى على الخداع لا تدوم، وأن الحقيقة  مهما طال الزمن  تظهر دائمًا.

قال عبد الحليم أبو عيسى، أحد جيران المتهم في مركز بلبيس، إنهم فوجئوا تمامًا بخبر القبض عليه، مؤكدًا أن الشاب من أسرة طيبة وناس محترمين ومعروفين في المنطقة بحسن السمعة. وأضاف: "عمرنا ما شفنا منه حاجة غلط، ولا كنا نعرف إنه بيعمل كده على النت، ده شاب مؤدب وهادي ومش بتاع مشاكل، وكل الناس كانت بتحبه وبتحترمه."

من جانبه، قال صلاح يوسف، جار آخر للأسرة، إن ما حدث كان صدمة كبيرة للجميع، موضحًا أن المتهم كان دائم الانعزال ولا يختلط كثيرًا بأحد، لكنه كان معروفًا بأخلاقه الطيبة، وتابع: "إحنا اتفاجئنا لما عرفنا إنه عامل نفسه بنت على السوشيال ميديا، محدش كان يصدق أبداً، لأن الولد في حاله ومؤدب وأهله ناس كويسين جدًا".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق