في جمهورية أيرلندا تنبض الجالية المصرية بروح التعاون والترابط، حيث يشكل المصريون هناك أسرة واحدة يزيد عددها على أربعة آلاف شخص، يعمل كثير منهم فى مجالات الطب والهندسة والبرمجة وريادة الأعمال.
عن هذه الجالية النشطة، وعن قصة نجاح سيدة مصرية ملهمة تركت بصمة واضحة فى العمل الخيرى داخل مصر رغم إقامتها فى الخارج، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة راوية ألبردخاني، إحدي أبرز رموز الجالية المصرية فى أيرلندا، ومؤسسة جمعية بسمة وطن للسلام والتنمية.
كيف تصفين طبيعة الجالية المصرية فى أيرلندا؟
- الجالية المصرية هنا تُعد نموذجًا رائعًا للتلاحم الوطني، فنحن أكثر من أربعة آلاف شخص نتعامل كأسرة واحدة، نعقد اجتماعات دورية "من أجل مصر"، نناقش فيها ما يدور في وطننا من أحداث ونواجه الشائعات التى يروجها البعض، لأننا نؤمن أن مسؤوليتنا تجاه مصر لا تتوقف عند حدود الجغرافيا.
علمنا أن الجالية كانت فى استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته إلى أيرلندا.. كيف استقبلتم هذا الحدث؟
- بالفعل، كان يومًا تاريخيًا، الجالية المصرية كانت فى مقدمة المستقبلين للرئيس السيسى، وقد لمسنا حرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وأيرلندا فى مختلف المجالات، خاصة فى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، كانت الزيارة رسالة تقدير كبيرة لنا كمصريين بالخارج.
قصة نجاح
ننتقل إلى قصتك الشخصية... من هى د. راوية الإنسانة قبل النجاح
نشأت في أسرة عسكرية.. والدى كان ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية، وربّانا على حب الوطن والانضباط، وكان له أثر كبير فى تكوين شخصيتى وغرس قيم الوطنية فى نفسى منذ الصغر، وبعد التخرج سافرت إلى أيرلندا مع زوجى دكتور مجدى أبو المعاطي، أستاذ الجراحة، وهناك واصلنا عملنا فى المجال الطبى وأسسنا شركة للخدمات الطبية.
وماذا عن أبنائك؟
- رزقنا الله بابنتنا الدكتورة سارة مجدى، الحاصلة علي دكتوراه فى الهندسة الطبية وتعمل فى جامعة جولوي بأيرلندا، وابننا عمرو مجدي، مهندس إلكترونيات ويعمل فى مجال البرمجة، وبرغم أن أبناءنا نشأوا فى الخارج، إلا أن حب مصر يسكن قلوبهم كما ربيناهم عليه.
حدثينا عن فكرة تأسيس جمعية "بسمة وطن للسلام والتنمية"؟
- جاءت الفكرة من إحساسى الدائم بالانتماء والمسئوليه تجاه وطنى، أردت أن أُترجم هذا الحب إلى عمل ملموس، فأسست جمعية بسمة وطن لتقديم الدعم للأسر المتعففة داخل مصر، بدأنا بمساعدات مالية وتنموية عبر إنشاء مشروعات صغيرة تُساعدهم على كسب قوتهم بكرامة، ووقّعنا بروتوكول تعاون مع جهاز خريجى شباب القاهرة لتدريب النساء والشباب على الحرف اليدوية، كما شاركنا فى المعارض المحلية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الجمعية لها أيضًا أنشطة بيئية وصحية وإنسانية واسعة... أليس كذلك؟
- نعم، شاركنا مع محافظة القاهرة فى مبادرة "تحضر للأخضر" برعاية الرئيس السيسى، حيث تبرعنا بالأشجار وساهمنا فى أعمال التشجير.
وفى مجال الصحة، كان لنا دور فاعل خلال جائحة كورونا، إذ قمنا بتوزيع الكمامات والمطهرات على آلاف المواطنين والتبرع بأجهزة طبية لعدد من المستشفيات.
كما نولى اهتمامًا خاصًا بذوى الهمم عبر مبادرة "أطفالنا طاقة مش إعاقة"، التى تهدف لتأهيلهم لسوق العمل من خلال تعليمهم فنون الطهي والحرف اليدوية.
كيف ترين دور السفارة المصرية فى أيرلندا فى دعم الجالية؟
- السفارة المصرية في أيرلندا تقوم بدور وطني مشرف، فهي دائمًا على تواصل معنا ولا تدخر جهدًا فى حل أى مشكلة قد تواجه أحد أبناء الجالية رغم ندرتها لأن المصريين هنا يحترمون القانون ويُعتبرون سفراء مشرفين لوطنهم فى الخارج.
اترك تعليق