أعلنت جامعة بيرم التقنية الروسية عن تطوير دعامة وعائية حيوية قابلة للتحلل داخل الجسم، ما يُبشّر بتقليل الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة لدى الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في الأوعية الدموية. وتتميز الدعامة الجديدة بإمكانية تصميمها حسب احتياجات كل مريض باستخدام النمذجة الحاسوبية والطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يجعلها خطوة رائدة نحو طب شخصي أكثر فعالية وأقل تدخلاً جراحياً.
وأوضح خبير في الجامعة أن الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في الأوعية الدموية يضطرون غالبا إلى استبدال الدعامات الوعائية عدة مرات مع نمو أوعيتهم، نظرا لاعتماد الأنظمة الحالية على دعامات معدنية تقليدية تتطلب عمليات جراحية متكررة.
وفي هذا الإطار، تمكن فريق من جامعة بيرم التقنية وجامعة سيريوس الروسية، بالتعاون مع باحثين من جامعة لوبورو البريطانية، من تطوير دعامة وعائية حيوية قابلة للتحلل داخل الجسم، لا تحتاج إلى إزالتها جراحيا بعد أداء وظيفتها.
وصُنعت الدعامة الجديدة من بوليمر آمن حيويا يُعرف باسم حمض البولي-إل-لاكتيك، الذي يتحلل تدريجيا بشكل طبيعي بعد انتهاء فترة عمله، مما يخفف بشكل كبير من عبء العمليات المتكررة على المرضى الصغار.
وركز الباحثون على تحسين عملية تصنيع الدعامة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث حددوا بدقة العوامل المثلى مثل سرعة الطباعة وقطر الفوهة ودرجة الحرارة. كما خضعت النماذج لاختبارات شد وضغط، إضافة إلى محاكاة رقمية لأدائها داخل شريان ثلاثي الطبقات، وأظهرت النتائج استقرارا ميكانيكيا عاليا وتوسعا متجانسا دون إحداث ضغط مفرط على جدران الأوعية الدموية.
وقال ألكسندر خايرولين، الباحث المساعد في مختبر سوائل الجسم الحيوية بجامعة بيرم التقنية: "الميزة الأهم في هذا المشروع هي استخدام النمذجة الحاسوبية لتوقع سلوك الدعامة داخل الأوعية، ما يتيح تصميمها مسبقا بدقة وفق احتياجات كل مريض قبل تصنيعها فعليا في المختبر".
اترك تعليق