أُعلن رسميًا عن الاعتراف بنوع جديد من السكري يُعرف بـ"السكري من النوع الخامس"، بعد عقود من الغموض والتشخيص الخاطئ، هذا الاكتشاف يعيد تسليط الضوء على حالات مرضية كانت لسنوات تُعامل كأنها تنتمي للنوع الأول أو الثاني من السكري، رغم اختلافها الجذري في الأسباب وآليات المرض.
يرتبط هذا النوع النادر بـ سوء التغذية المزمن في مراحل الطفولة المبكرة، ما يؤدي إلى ضعف دائم في خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، ويصيب ما بين 20 إلى 25 مليون شخص، معظمهم في آسيا وإفريقيا.
وجاء التأكيد العلمي لهذا النوع من خلال دراسة واسعة النطاق نُشرت في مجلة لانسيت، ما يمثل خطوة مهمة نحو تقديم رعاية طبية دقيقة ومناسبة لفئة طالما عانت من الإهمال وسوء الفهم.
وجاءت نقطة التحول مع دراسة "بداية السكري في سن الشباب في إفريقيا جنوب الصحراء" (YODA)، التي نشرتها مجلة "لانسيت"، والتي أعادت الاهتمام بهذه الحالة.
وكان فريق الدراسة قد شرع في البداية في التحقيق في النوع الأول من السكري بين نحو 900 شاب بالغ في الكاميرون وأوغندا وجنوب إفريقيا.
ولكن عندما حلل الباحثون عينات الدم، وجدوا أن حوالي ثلثي المشاركين يفتقرون إلى المؤشرات المناعية الذاتية الموجودة في النوع الأول من السكري. وكشفت المزيد من الاختبارات أن هؤلاء الأفراد ما يزالون ينتجون كميات صغيرة ولكن قابلة للقياس من الإنسولين، على عكس حالات النوع الأول الكلاسيكية. لكن مستويات الإنسولين لديهم كانت أقل من النطاق الذي يرى عادة في النوع الثاني من السكري.
وأشارت هذه النتائج إلى وجود نوع مميز من السكري.
ويحتاج علاج هذا النوع الخامس من السكري إلى عناية خاصة، حيث أن إعطاء الإنسولين - وهو العلاج المعتاد لأنواع السكري الأخرى - قد يكون خطرا إذا لم يرافقه تغذية كافية، وهو ما يعكس التحدي في المناطق الفقيرة التي ينتشر فيها هذا النوع.
وتكمن أهمية هذا التصنيف الجديد في كونه يفتح الباب أمام مزيد من البحث والتمويل لدراسة هذا النوع، ويساعد الأطباء على تقديم علاج مناسب للمرضى، بعد أن ظل لسنوات طويلة يشخص ويعالج بشكل خاطئ.
اترك تعليق