نظمت مديرية أوقاف المنيا، فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد التوحيد-بحي شلبى بندرالمنيا، التابع لإدارة أوقاف المنيا الجديدة ، بعنوان: "عناية الإسلام للضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة "، وذلك تنفيذًا لتوجيهات   الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية كريمة من فضيلة الدكتور عمر خليفة محمد، مدير المديرية، وبإشراف من فضيلة الدكتور أحمد عزمي عيدروس ، مدير الدعوة

حاضر فيه : فضيلة الدكتور محمود توفيق، مدير المتابعة، وفضيلة الدكتور محمد محمد اسماعيل جاد، مدير إدارة أوقاف المنيا الجديدة، وذلك في حضور فضيلة الشيخ محمود أحمد محمد عيد، إمام وخطيب ومدرس المسجد، وسط فرحة عارمة وإشادة من الحاضرين 

وقد بين السادة العلماء أنّ من أعظم ما تميّز به الإسلام عن غيره من النظم أنه دين الرحمة والعدل، لا يفرّق بين الناس على أساس القوة أو الضعف، أو الغنى أو الفقر، بل جعل ميزان التفاضل هو التقوى والعمل الصالح،

 ومن مظاهر رحمة الإسلام وعظمته عنايته الفائقة بالضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ ضمن لهم حقوقهم، ورفع عنهم الحرج، وجعل المجتمع مسؤولًا عن رعايتهم.

ثم تحدث علماؤنا عن مكانة الإنسان في الإسلام وذكروا  توجيهات القرآن والسنة في رعاية الضعفاءمن ذلك قوله تعالى :

"يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ" [الأحزاب: 18]،أي يعلم أصحاب الأعذار ويقدر حالتهم.وقال النبي ﷺ: "هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم؟" (رواه البخاري) .فوجود الضعفاء في المجتمع سبب للرحمة والبركة والنصر؛وكان النبي ﷺ يخص ذوي الاحتياجات الخاصة بالعناية والتقدير، فكان عبد الله بن أم مكتوم — وهو أعمى — مؤذنًا للنبي ﷺ وإمامًا في الصلاة أحيانًا.

ومن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام الحق في الحياة الكريمة بلا تمييز أو ازدراء، والحق في التعليم والعمل بما يتناسب مع قدراتهم، والحق في الرعاية الصحيةوالاجتماعية من بيت المال أو المجتمع، والحق في الاحترام والمساواة وعدم السخرية أو التحقير، والحق في المشاركة المجتمعية والاندماج في الأعمال والخدمات.

 فالإسلام دين الإنسانية والرحمة، راعى جميع فئات المجتمع، وخاصة الضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة، فصان كرامتهم، وضمن حقوقهم، وجعل رعايتهم طريقًا إلى رضوان الله.

فلنكن جميعًا قدوة في تطبيق هذه المبادئ العظيمة، لنبني مجتمعًا متكافلًا تسوده الألفة والمحبة والإخاء 

وجاء هذا اللقاء في إطار جهود الوزارة لغرس القيم الدينية والأخلاقية والوطنية بين جميع فئات المجتمع، 

وتؤكد المديرية أن هذه الأسابيع تأتي في سياق تنفيذ محاور الخطة الدعوية التي اعلنها   الدكتور أسامة السيد الأزهري- منذ توليه مهامه بوزارة الأوقاف- ، والتي تركز على بناء الشخصية المصرية في العصر الحديث على أسس: دينية ووطنية قويمة، وترسيخ ثقافة الانضباط الذاتي، وتحقيق الوعي المجتمعي في مواجهة الظواهر السلبية، والانطلاق الحضاري وتقديم الإسلام للبشرية جمعاء بحقيقته الناصعة واخلاقياته التي يشهد لها القاصي والداني.