هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خلافات جيرة.. والنهاية خطيرة

مقتل شاب وإصابة والدته و3من أسرته في جريمة تهز قرية بالشرقية

لم يتخيل أحد من أهالي قرية ميت حمل التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية أن خلافًا بسيطًا بين الجيران سينتهي بجريمة دموية تقشعر لها الأبدان. في لحظة غضب عارم، تحولت الكلمات إلى طعنات، وسقط شاب في مقتبل العمر غارقًا في دمائه، فيما أصيب أربعة من أفراد أسرته بينهم والدته وخالته، على يد جارهم الذي فقد السيطرة على نفسه، فحوّل الود إلى دماء، والهدوء إلى مأتم.


بدأت المأساة عندما تلقى اللواء عمرو رؤوف، مدير أمن الشرقية، إخطارًا  مأمور مركز شرطة بلبيس، بوقوع مشاجرة دامية بقرية ميت حمل أسفرت عن سقوط قتيل وعدة مصابين. وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط المباحث إلى موقع الحادث، ليجدوا مشهدًا صادمًا: جثمان شاب ملقى أمام منزله وسط حالة من الهلع والصراخ، وأربعة مصابين يتلقون الإسعافات الأولية بعد إصابتهم بطعنات متفرقة في الجسد.

كشفت التحريات الأولية أن الضحية يُدعى مصطفى أ. م. ال.، يبلغ من العمر 22 عامًا، وأنه فارق الحياة متأثرًا بإصاباته الناجمة عن طعنات قاتلة وجهها إليه جارهم "عاطف. ر"، 36 عامًا، سائق، إثر مشادة كلامية بينهما بسبب خلافات الجيرة.

 الشهود في القرية أكدوا أن الخلاف بين الأسرتين ليس جديدًا، فقد نشبت بينهما أكثر من مشادة خلال الشهور الماضية بسبب "تفاصيل بسيطة"، لكن التوتر تصاعد حتى بلغ ذروته في ذلك اليوم المشؤوم، حين اشتعل النقاش بين المتهم والضحية، ليتحول إلى اشتباك بالأيدي، وفي لحظة غياب للعقل، أمسك المتهم بسلاح أبيض وسدد طعناته إلى جسد الشاب، ثم حاول أفراد الأسرة الدفاع عنه، فانهال عليهم بالطعنات فأصاب والدته وخالته واثنين آخرين من أقاربه.

فرّ الجاني من موقع الجريمة تاركًا خلفه مشهدًا مروعًا، لكن أجهزة الأمن لم تستغرق وقتًا طويلًا حتى تمكنت من ضبطه والسلاح المستخدم في الواقعة، وتم نقل المصابين إلى مستشفى بلبيس المركزي لتلقي العلاج اللازم، بينما نُقل جثمان الشاب إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي بمدينة الزقازيق تحت تصرف النيابة العامة.

أمرت النيابة بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، وقررت حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع تكليف المباحث بسرعة استكمال التحريات حول الواقعة وملابساتها.

خيم الحزن على أجواء قرية ميت حمل، وغابت الابتسامات عن وجوه الأهالي الذين وصفوا ما حدث بـ"الكارثة التي لن تُنسى". تقول إحدى السيدات من الجيران: "كانوا أهل وأقرب من الإخوات.. بس كلمة وجع قلب حولت الدنيا لمأتم."

 بينما أشار أحد كبار القرية إلى أن الخلافات اليومية بين الجيران أصبحت "قنبلة موقوتة" إذا لم تُحل بالحكمة والعقل، مضيفًا: "لو حد تدخل من الأول، ما كناش وصلنا للدم."

جريمة ميت حمل تفتح من جديد ملف جرائم “الغضب اللحظي” الناتجة عن نزاعات بسيطة، وتؤكد أن لحظة طيش واحدة قد تكتب نهاية مأساوية لعلاقات عمرها سنوات. مأساة إنسانية مؤلمة تُضاف إلى سجل جرائم العنف المجتمعي، وتدق ناقوس الخطر بأن الحوار والعقل هما السبيل الوحيد لتجنب المزيد من الدماء في شوارعنا وقرانا.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق