بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواصل مئات آلاف الفلسطينيين التوجه نحو مدينة غزة للعودة لمنازلهم رغم الدمار الذي تعرضت له المدينة.
وعلى طول شارعي الرشيد وصلاح الدين، تسير العائلات العائدة على الأقدام وهي تحمل أطفالها وأمتعتها القليلة، ولا يجد كثيرون منهم بيوتا يعودون إليها.
قال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، إن ما بين 300 إلى 400 ألف فلسطيني تمكنوا خلال الأيام الأخيرة من العودة إلى مناطقهم في مدينة غزة وشمال القطاع، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأوضح الشوا "أن نحو مليون ونصف المليون فلسطيني فقدوا منازلهم خلال عامين ويومين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة"، مشيرا إلى أن الكارثة الإنسانية التي خلّفها العدوان غير مسبوقة في التاريخ الحديث".
وأضاف أن التقديرات تشير إلى وجود نحو 60 مليون طن من الركام المتناثر في أنحاء القطاع، في وقت دمرت فيه منازل أكثر من 80% من السكان، ما يجعل عملية إعادة الإعمار واحدة من أكبر التحديات التي تواجه غزة في المرحلة المقبلة.
وأكد الشوا أن عودة الأهالي إلى مناطقهم تجري وسط ظروف معيشية قاسية، وافتقار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لإطلاق خطة إنقاذ شاملة للقطاع المنكوب.
كما تمكن فلسطينيون من العودة إلى وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من وسط المدينة في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار.
من جانبه، قال رئيس بلدية خان يونس إن 85% من محافظة خان يونس مدمرة، مضيفا أن 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة.
وتابع بأن 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة قد دمرت، كما أن 75% من شبكة الصرف الصحي في المدينة مدمرة.
وأوضح أيضا "علينا التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في المدينة"، مشيرا إلى ضرورة الحاجة إلى آليات حديثة للتعامل مع الركام.
وخلفت العملية العسكرية التي استمرت أكثر من 5 أشهر في مدينة خان يونس دمارا غير مسبوق في مبانيها ومنشآتها التجارية والصحية والتعليمية.
وبدأت عودة النازحين الجمعة الماضي إلى الأماكن التى انسحب منها جيش الاحتلال فى مناطق مختلفة من القطاع مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وعبّر بعض النازحين عن فرحهم الحذر بهذا الاتفاق، معربين عن آمالهم فى أن يسهم بوقف الحرب بلا رجعة، بينما اضطر مئات النازحين من الذين وصلوا إلى مناطق سكنهم الجمعة إلى نصب خيام على أنقاض منازلهم بعدما دمرتها الإبادة الإسرائيلية.
ويشدد العائدون على بقائهم فى أرضهم وعدم مغادرتها رغم الواقع الصعب والمعقد الذى خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
اترك تعليق