هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

قصة حب تُروى بالدموع في الترامسة

رحيل زوجين في يوم واحد يهز قرية بقنا

لم تعرف قرية الترامسة الهادئة منذ نشأتها يومًا كهذا اليوم.. صباح بدأ بالفقد وانتهى بالفقد، لكنه حمل بين طياته قصة وفاء نادرة تُروى بالدموع لا بالكلمات ، فجر الجمعة، أسدل الستار على حياة يوسف دياب، 44 عامًا، بعد صراعٍ قصير مع نزيفٍ في المخ إثر حادث تعرض له قبل أسابيع. كان رجلًا بسيطًا يعرفه الجميع بابتسامته التي لا تفارقه وهدوئه الذي يشي بالرضا. خرجت الجنازة عقب صلاة الجمعة وسط حشودٍ كبيرة من الأهالي، حملوه على الأكتاف وهم يرددون الدعاء، وعيونهم تفيض بالحزن.

 

على مقربة من القبر، جلست زوجته نوال علي، 35 عامًا، تبكي بحرقةٍ وهي تودع شريك العمر. ظلت تحدّق في وجهه كأنها تحفظ ملامحه الأخيرة في قلبها. دقائق فقط فصلت بين الوداعين، حين انهارت فجأة مغشيًا عليها وسط صرخات النسوة، نُقلت مسرعة إلى المستشفى، لكن قلبها كان قد سبقها.. ليلحق بيوسف الذي لم يحتمل بعده.

مع حلول الغروب، خرجت الجنازة الثانية.. نفس الطريق، نفس الوجوه، لكن الدموع كانت أثقل، والحزن مضاعف. شيّعت القرية الزوجة الوفية لتُدفن إلى جوار من أحبّت، وكأن القدر كتب لهما أن لا يفترقا أبدًا.
 
يقول أحد جيران الأسرة: "كانوا مثالًا في الطيبة والاحترام، لا يسمع لهما صوت إلا بالخير.. الناس كلها بتقول إن ربنا جمعهم مرتين، مرة في الدنيا ومرة في الآخرة."
 
رحلا معًا، تاركين وراءهما قصة حب نادرة تُروى في الترامسة، لا تشبه إلا القصص التي تُكتب بدموع الوفاء ونبض القلوب التي لا تعرف الفراق.




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق