هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اعرف نبيك.. ما بين "أحد" و"الأحزاب"

بعد غزوة أحد بدأت الأحداث تأخذ مجري جديداً حيث اتخذ جميع الفرقاء مواقف عديدة بناء علي نظرهم لتلك الأحداث.. فمشركو مكة رأوا فيما حدث فرصة يصعب تكرارها. وقد أفلتت منهم. لعلمهم أن انكسار المسلمين جاء بسبب خطأ مجموعة الرماة. وجرأة خالد وبراعته في الاستفادة من انسحاب الرماة من موقعهم. ولذلك انسحبوا سريعاً إلي بلدهم. ومكنوا فيها. ولم يخرجوا لملاقاة المسلمين بعد ذلك وحدهم. واكتفوا بالفخر الكاذب وادعاء النصر. ونشر الأكاذيب. وتحريض القبائل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم.


ورأي الأعراب. وأهل البادية أن انكسار المسلمين في "أحد"پموقف لابد أن يستفيدوا به. ولذلك فكروا في الإغارة علي المدينة للسلب والنهب. ولإظهار قوتهم أمام المسلمين لتكون لهم مهابة ومنزلة عندهم. وتصوروا أن حالة المسلمين تمكنهم من ذلك.

ورأي اليهود أن المسلمين أصيبوا إصابة تؤدي إلي ضعف قوتهم وهمتهم. وأنهم في حاجة إلي وقت طويل لتعود لهم إرادتهم القوية. وشجاعتهم الوثابة. وقدرتهم علي مواجهة خصومهم.

ورأي المنافقون أن وضعهم قد عرف بعودتهم من "أحد"پوعدم اشتراكهم في القتال. وتأكدوا أن النفاق لم يعد خطة تحقق لهم الحياة. وليس هناك ما يمنع حينئذ من إظهار العداوة. والبغضاء لرسول الله صلي الله عليه وسلم وللمسلمين.

لكل هذا كثرت التحركات. ولم تقف أفكار الأعداء عند حد القول والأماني. وإنما ظهرت في خطط. ومعاهدات. ومواجهات.

وحتي نستمر حركة الدعوة. ويعيش المسلمون حياة العزة والكرامة. ويحافظوا علي حقوق الإنسان التي شرعها الله تعالي. وحفظها للناس أجمعين. كان لابد من مواجهة الواقع الذي عاشه أعداء الإسلام بعدپ "أحد"پبما يليق به. ولذلك وقعت أحداث عدة. استمرت إلي قبيل غزوة "الأحزاب"منها غزوة حمراء الأسد وسرية أبي سلمة رضي الله عنه وموقعة بئر معونة وغزوة بني النضير وغزوة نجد وغزوة بدر الثانية وغزوة دومة الجندل.

وهذه الأحداث الجسام. تدل علي الجهد الكبير الذي بذله رسول الله صلي الله عليه وسلم. والمسلمون معه. في خدمة الإسلام. والحركة بالدعوة إلي دين الله تعالي.. فقد وصلت القوات الإسلامية إلي بلاد نجد في أقصي الشرق. وإلي أطراف الشام في الشمال. والاقتراب من مكة في حملات تأديبية هادفة.. ذلك أن الشيطان زين لغير المسلمين قوتهم. وغرهم بما حدث يوم "أحد". ودفعهم إلي التطاول علي المسلمين. وإعداد العدة لمهاجمة المدينة.. ولولا فطانة النبي صلي الله عليه وسلم وإخلاص المسلمين معه لأوتي المسلمون. ولأصابهم من الأذي الكثير. وكانت المعونة الإلهية مع عباده فألهمهم الرشد. ووجههم نحو الطريق المستقيم.

لقد اهتم النبي صلي الله عليه وسلم بجمع المعلومات عن طريق العيون التي بثها في هذه الأماكن البعيدة. وبذلك وضع سياجاً من الأمن حول المدينة. ولم يترك أعداءه يتخيرون مكان وزمان مقاتلة المسلمين, وهذا هو السبب في كثرة السرايا والغزوات خلال الزمن الفاصل بين "أحد"پو"ألأحزاب".

واستفاد النبي صلي الله عليه وسلم من عنصر المفاجأة. والمباغتة. لذلك كان المجاهدون يسيرون بالليل.. واستفاد الرسول من سلاح الضغط المعنوي. وإرهاب العدو حتي يتحقق السلام بلا قتال. وتصان الحقوق بلا دماء.. وكان صلي الله عليه وسلم يرسل لكل جماعة ما يكافئها من الرجال عدداً. واستعداداً. حتي لقد بلغ عدد المسلمين في بعض الغزوات ألفاً وخمسمائة مقاتل. وفي بعضها الآخر كانت السرية مكونة من رجل واحد فقط.

وفي خضم الصراع بين المسلمين وأعداء الإسلام لم تغب الدعوة إلي الله تعالي. وإنما كان صلي الله عليه وسلم يعلم أصحابه ما نزل من القرآن الكريم. ويفهمهم أحكام الإسلام التي جاء الوحي بها. ويتابع تحفيظهم الوحي المنزل. وترسيخه في حياتهم وسلوكهم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق