هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب 

الرجوع في الهبة مكروه ونقصان مروءة.. وممنوع بين المحارم

لا حرج في لبس الحظاظة للرجال إذا كان خالياً من هذا الاعتقاد الباطل

انخراط الأبناء والبنات مع الالتزام بالطاعة يفتح أبواب التيسير من الله

"الحلف علي ما يظن" لا يوقع الطلاق ولا يتطلب كفارة

وليمة الأهل عن المتوفي تجمع بين ثواب الصدقة وصلة الرحم وإطعام الطعام

الالتزام بالجدول والحضور الفعلي أساس التعامل بين الطالب والجامعة

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عنها د.أحمد وسام أمين الفتوي بالدار.


* خالي أعطي لوالدتي ثلاجة هدية قيمتها وقتها 7000 جنيه. والآن يريد مقابل الثلاجة بسعر اليوم 30 ألف جنيه. فهل له حق في ذلك؟

** الأصل في الأمر أنه إذا كان قد أعطاها هذه الثلاجة علي سبيل الهدية ولم يشترط عليها وقتها أنها ليست هدية أو أنها بمقابل. فلا يحق له أن يطالب بقيمتها الآن.

وإذا كان الاتفاق وقت إعطائها أن الثلاجة بمقابل يُدفع لاحقاً. فلابد أن يكون هناك اتفاق واضح علي السعر والالتزام بالسداد. لكن السؤال يوحي بأنها كانت هدية خالصة.

والرجوع في الهبة بعد مرور هذه السنوات أمر مكروه. وبعض المذاهب اعتبرته من نقصان المروءة. إذ لا يصح أن يطالب الواهب بهديته بعد أن منحها. خصوصاً بين الأقارب.. والهبة إذا كانت قائمة بذاتها قد يجوز الرجوع فيها عند بعض الفقهاء لعذر معتبر. لكن الأصل أن هذا غير محمود شرعاً.

والهبة إذا كانت بين ذوي رحم محارم ـ كالأخ وأخته ـ فإنها من موانع الرجوع في الهبة. وبالتالي لا يجوز للخال أن يسترد الثلاجة ولا أن يطالب بقيمتها. فليس عندها حق في أنها تدفع ثمن الثلاجة لو كانت هدية. وليس له أن يرجع فيها بعد كل هذه السنين.

* ما حكم ارتداء الرجال الحظاظات. المصنوعة من الخشب أو العاج أو الجلد؟

** النافع والضار هو الله سبحانه وتعالي. ولا يجوز أن يعتقد المسلم أن مثل هذه الأساور الحديثة تجلب نفعاً أو تدفع ضرراً بذاتها. فهذا اعتقاد مناقض لعقيدة المسلم الصحيحة.

ولبس الحظاظة في حد ذاته لا حرج فيه إذا كان خالياً من هذا الاعتقاد الباطل. فالأمر يعود إلي العادات والأعراف. فإذا كان ارتداء هذه الحظاظات مألوفاً في المجتمع ولم يكن مخصصاً بزينة النساء. فلا مانع من لبسها شرعاً.

* ابنتي كلما تقدم لها شخص للزواج لا يتم الموضوع.. فماذا أفعل؟

** الأمر يحتاج في البداية إلي بحث حقيقي في الأسباب: هل هناك مشكلة مادية أو اجتماعية أو إجرائية يمكن أن تكون سبباً في عدم إتمام الزواج؟ وهل العرسان الذين تقدموا كان لديهم جدية فعلية أم مجرد تسلية؟ وهذه الخطوة ضرورية قبل البحث في الجوانب الأخري.

وهناك روشتة إيمانية في تلك الحالة فلو بحثنا ولم نجد أي سبب منطقي أو مادي واضح. فلا مانع وقتها أن نلجأ إلي المحافظة علي الأذكار. وقراءة القرآن. وأن يكون ذكر الله أسلوب حياة لنا جميعاً. لا أن نلجأ إليه فقط عند وقوع مشكلة.

وبعض الأسر تخطئ حين تعزل بناتها عن المجتمع. فلا يختلطن ولا يشاركن في المناسبات الاجتماعية. ثم يتوقعن أن يأتي العريس يطرق الباب دون أن يعرف أحد بوجودهن.

نحن في عصر المدنية. والجيرة في العمارة الواحدة لا تكتمل إلا بالخلطة والتزاور والمجاملة. وحضور الأفراح. تبادل الزيارات. وتبادل الهدايا البسيطة كالكعك أو أطباق المناسبات. كلها وسائل تُعرف البنات بالمجتمع وتُعرف الشباب بأسرهن.

كما أن التوازن بين الجانب المادي والاجتماعي والروحي هو الطريق الصحيح. وانخراط الأبناء والبنات في المجتمع بصورة طبيعية. مع الالتزام بالذكر والطاعة. يفتح أبواب الرزق والتيسير من الله عز وجل.

* أنا حلفت وقلت: عليّ الطلاق إن ورق معين ليس معي. ثم اكتشفت أنه معي فعلاً.. ولكني كنت ناسيا.. فهل عليّ كفارة؟

** لا كفارة عليك في هذه الحالة. لأنك حين حلفت كنت تظن أنك صادق. والفقهاء يسمون هذا النوع من اليمين: الحلف علي ما يظن. أي أن الإنسان يحلف علي أمر يعتقد صحته وقت الحلف. ثم يتبين خلافه بعد ذلك. فلا إثم عليه ولا كفارة في هذه الحالة. ويُعتبر هذا الحلف لغواً لا يؤاخذ به الإنسان.

واستخدام عبارة "عليّ الطلاق" في غير موضعها الصحيح. بات أمراً منتشراً وخطيراً. والفتوي المستقرة بدار الإفتاء في مثل هذه الحالة أن هذه "اللفظة لغوى لا يقع بها طلاق. ولا يُسأل صاحبها عن النية". لأنها لم تُضف إلي الزوجة. ولم تُستعمل في سياق الطلاق الحقيقي.

ونحذر من التهاون في استخدام ألفاظ الطلاق في الحياة اليومية. فالطلاق شُرع لإنهاء العلاقة الزوجية حين تستحيل العِشرة. وليس وسيلة للتهديد أو التأكيد أو المزاح.. فكما نُقدّس عقد الزواج. يجب أن نُقدّس أيضاً ألفاظ الطلاق. وألا تخرج إلا عند الضرورة القصوي. وبوعي ومسئولية تامة.

* أريد عمل وليمة لأهلي كصدقة عن المتوفي. هل هذا جائز أم يجب أن تكون للغرباء؟

** ذلك جائز تماماً. فإطعام الطعام سنة حسنة وحث عليها رسول الله. والأولي أن تبدأ بالقرابة والأهل. فهذا يجمع بين 3 درجات. هي: ثواب الصدقة وثواب صلة الرحم وثواب إطعام الطعام.

وبعد ذلك يمكن توسيع دائرة الصدقة لتشمل الفقراء وغيرهم. مع التأكيد علي أن لكل وليمة يُستحب أن يكون للفقراء نصيب منها.

وإطعام الطعام عبادة عظيمة. حيث جاء في الحديث أن من أفضل الأعمال بعد الحج المبرور هو إطعام الطعام. وهو من الأعمال التي تصرف أحوال الإنسان وتزيده قرباً من الله. 

* أغيب عن محاضرة الجامعة بسبب محاضرة أخري وزميلتي تسجل حضوري عن طريق كيو آر كود. وترسله لي. فأحضرها ليس في الوقت المحدد لي.. هل هذا حرام؟

** هذا الأمر يندرج ضمن تنظيم المحاضرات واللوائح الجامعية. وليس مسألة محرمة شرعاً بحد ذاتها. فيجب الوضوح والشفافية مع الإدارة الجامعية لتجنب أي أضرار أو مخالفات تنظيمية.. فهذه الأمور مسائل تنظيمية يجب التأكد منها. إما من خلال الإدارة الجامعية أو استئذان الدكتور المختص قبل اتباع أي طريقة لتسجيل الحضور غير التقليدية. حتي يكون ذلك متوافقاً مع لوائح الجامعة.

والنية الطيبة لا تكفي وحدها. بل يجب أن تكون الأفعال متوافقة مع الأنظمة المعمول بها. فالالتزام بالجدول الرسمي والحضور الفعلي هو الأساس. أما أي ترتيبات بديلة فهي لتسهيل التنظيم وليس للتجاوز علي القواعد. فيجب التنسيق والشفافية بين الطلاب والإدارة لضمان السلوك المشروع والنزيه.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق