هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من الفجر إلى المحكمة

سباق الترشح يلهب الشارع المنياوي.. رهانات الكبار وصِراع الرموز

مع بزوغ أول خيوط الفجر، كانت المنيا على موعد مع مشهد انتخابي غير مألوف أمام بوابات مجمع محاكم المنيا، اصطف المرشحون وأنصارهم في طوابير امتدت إلى الشوارع الجانبية، بينما ارتفعت أصوات الأحاديث السياسية والدعوات والتكهنات حول موازين القوى.


من الثانية فجرًا وحتى ساعات الصباح الأولى، بدا الشارع المنياوي وكأنه عاد إلى نبض السياسة من جديد؛ حركة متواصلة، سيارات تحمل لافتات المرشحين، وأعلام حزبية ترفرف في الهواء، لتعلن بدء أول أيام الماراثون الانتخابي لانتخابات مجلس النواب 2025.

لم يكن الحضور المبكر صدفة؛ فالبعض وصل إلى المحكمة قبل الرابعة فجرًا لتأمين ترتيبه بين المتقدمين، في مشهد يعكس حجم التنافس وشغف المرشحين ومع بزوغ الشمس، اكتمل المشهد أمام مجمع المحاكم: شوارع تضج بالحركة، وأرصفة تعج بالمؤيدين، وأحاديث لا تهدأ بين من يراهن على الفوز ومن يخشى خسارة الجولة الأولى من السباق.

مع التاسعة صباحًا، فُتح باب التقديم رسميًا، حيث بدأت اللجنة المختصة في استقبال الطلبات داخل محكمة المنيا الابتدائية تحت إشراف المستشار أسامة عبد المنعم، رئيس المحكمة ورئيس لجنة الترشح، وعضوية المستشارين شعبان مغربي ومحمد عقر.

في اليوم الأول، شهد إقبال  عدد كبير من المرشحين ، في مؤشر على سخونة المنافسة مبكرًا داخل المحافظة.

داخل قاعات المحكمة، سارت الأمور بانضباط لافت جلس المرشحون في انتظار دورهم لتقديم الملفات، بينما تابعت اللجنة  المشرفة على الانتخابات مراجعة الأوراق والتأكد من استيفاء الشروط القانونية.

المستشار أسامة عبد المنعم بدا حاضرًا في كل التفاصيل، يوجّه ويدقّق ويشرف بنفسه على سير العملية لضمان الشفافية وتكافؤ الفرص.

فيما واصلت اللجنة التنظيمية مهامها، كانت الشوارع المحيطة بالمجمع تعجّ بالأنصار، تتعالى فيها الهتافات المؤيدة وتظهر فيها الرموز الانتخابية على واجهات السيارات والمحال لم يكن اليوم الأول مجرد تقديم أوراق، بل عرض قوة بين تيارات سياسية واجتماعية تحاول كلٌّ منها فرض حضورها مبكرًا.

على الجانب الآخر، كلف اللواء عماد كدواني محافظ المنيا مديرية الصحة بالمنيا و  رفعت حالة الاستعداد القصوى منذ مساء اليوم السابق لبدء التقديم، استعدادًا للكشوف والتحاليل الخاصة بالمرشحين.

أوضح الدكتور محمود عمر عبد الوهاب، وكيل وزارة الصحة، أن المديرية شكلت لجنة عليا للإشراف على الإجراءات، تضم  كل من

الدكتورة مروة محمد إسماعيل وكيل المديرية، والدكتور عاصم مصطفى كمال مدير الطب العلاجي، والدكتورة جيهان عبد الصمد مدير المعامل المركزية بالمديرية، والدكتور عمرو عبد العظيم مدير خدمة المواطنين

أشار عبدالوهاب إلى تخصيص مستشفيات صدر المنيا، والمجلس الطبي بالمنيا الجديدة، ومغاغة المركزي، وسمالوط النموذجي، وديرمواس التخصصي، وملوي التخصصي لإجراء الكشوف، فيما تُجرى التحاليل داخل المعمل المركزي المشترك بجوار سنترال المنيا.

قال الدكتور شادي عبده، مدير مستشفى المنيا العام، إن الطواقم الطبية تعمل على مدار الساعة لتقديم الخدمة للمرشحين بأعلى كفاءة وسرعة، مؤكدًا أن الاستعدادات الصحية تأتي دعمًا لنجاح العملية الانتخابية وسيرها بانضباط وشفافية.

في ظل الزحام والتدافع، وضعت مديرية أمن المنيا خطة شاملة لتأمين محيط مجمع المحاكم وتنظيم حركة المرور.

أشرف على تنفيذ الخطة اللواء حاتم حسن، مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، الذي وجّه بتكثيف الخدمات الأمنية في الشوارع والميادين المؤدية للمجمع. كما تابع اللواء حاتم ربيع، مدير إدارة البحث الجنائي، انتشار عناصر المباحث داخل وخارج المحكمة تحسبًا لأي طارئ، بينما راقب اللواء محمد كمال مساعد المدير للوحدات والعميد عمرو دبش  مدير إدارة الترحيلات والرائد حسام شعراوي  سير الخطة الأمنية ميدانيًا لضمان انسيابية الحركة.

شهد اليوم الأول حضورًا لافتًا لعدد من الأحزاب السياسية، أبرزها مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية، حيث ظهر تنسيق واضح بين القوى السياسية في بعض الدوائر.

ففي دائرة المنيا الجديدة وبندر المنيا، ترشّح كلٌّ من اللواء علي بدوي عن مستقبل وطن، وعمرو طه عن حماة الوطن برمز التاج، واللواء أشرف جمال عن الجبهة الوطنية 

أما في القوائم، فقد دفع الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بعدد من الأسماء البارزة، من بينهم مانويل عاطف واللواء إبراهيم المصري والدكتور كريم بدر حلمي ومحمد الكيال ومحسن أبوحتة ضمن القائمة الوطنية عن المنيا.

تُعد العائلات والقبائل الممتدة في محافظة المنيا الركيزة الحقيقية للمشهد الانتخابي، إذ ما زالت هذه الكيانات الاجتماعية تلعب الدور الأهم في حسم المعارك السياسية.

ففي قرى ومراكز المحافظة، يبقى الانتماء العائلي والقبلي هو البوصلة التي تحدد اتجاهات التصويت، وتتحكم في معدلات المشاركة وتتحول المنافسة أحيانًا إلى سباق بين العائلات أكثر من كونها مواجهة بين البرامج الانتخابية، لتبقى “العائلة لا الحزب” كلمة السر في السياسة المنياوية.

انعكس هذا المشهد بوضوح في دوائر المحافظة التسع، حيث يسعى المرشحون إلى كسب دعم الرموز القبلية المؤثرة، باعتبارهم بوابة العبور الحقيقية إلى صناديق الاقتراع.

برز عدد من الأسماء المعروفة في اليوم الأول، من بينهم:

 اسم الصحفي حسن عبد الغفار، المرشح برمز ساعة اليد

  رمز القلم  و محمود شكل مقلد رمر التمساح 

النائبين محمد نشأت  توحيد تامر  عن حزب مستقبل وطن بدائرة سمالوط ومطاي.. مجدي سعداوي عن مركز أبو قرقاص حزب مستقبل وطن.. العمدة وائل إسماعيل حسن مرشح مستقبل وطن عن دائرة بندر ومركز ملوى 

ومن بين المرشحين البارزين في دائرة مركز ومدينة المنيا، يبرز اسم الزميل الصحفي حسن عبد الغفار، المرشح برمز "ساعة اليد"، والذي يمتلك باعًا طويلًا في العمل الخدمي والإعلامي. فقد عرفه الأهالي منذ سنوات بتواجده الميداني الدائم بين المواطنين، ونقله لقضاياهم وهمومهم، إضافةً إلى جهوده الواضحة في حل مشكلات أبناء الدائرة وتقديم الخدمات لهم، ما أكسبه حضورًا لافتًا وثقة متزايدة لدى الشارع المنياوي.

كما يبرز اسم محمود شكل مقلد رمز التمساح كأحد الوجوه الشابة، وهو نجل شقيق النائب الأسبق محمود شكل – رحمه الله – وأحد أبناء المصريين بالخارج، الذين عُرفوا بمواقفهم الإنسانية ومبادراتهم الداعمة للجاليات المصرية. ومن أبرز تلك المبادرات جمع كفالة مالية لإنقاذ شابين مصريين من حكم الإعدام في السعودية.

حظي “شكل” بتفاعل شعبي واسع انعكس في جولاته الميدانية ومؤتمراته الانتخابية، التي شهدت حضورًا لافتًا من المواطنين.

والنائب الأسبق هيلا سلاسي ميخائيل رمز عنقود العنب، أحد الشخصيات البرلمانية البارزة التي مثّلت دائرة بندر ومركز ملوي لعدة دورات، واشتهر بخدماته العامة ومواقفه الوطنية التي تركت أثراً طيباً بين أبناء دائرته.

في المقابل، ظل المواطن المنياوي يراقب المشهد بين فضول وترقّب. فبين من يرى في هذا الزحام دلالة على حيوية الحياة السياسية، هناك من يتخوف من أن تتحول المنافسة إلى مجرد استعراض انتخابي.

لكن الجميع يتفق على أن المشهد هذه المرة مختلف: حضور لافت، تنسيق حزبي، منافسة متوقعة بين الرموز القديمة والوجوه الجديدة، وعودة قوية للقبيلة كفاعل سياسي مؤثر.

هكذا، لم يكن اليوم الأول لفتح باب الترشح في المنيا يومًا عاديًا، بل لوحة انتخابية مكتملة الملامح:

قضاة يسهرون على النزاهة، وأجهزة تنفيذية تعمل بانضباط، وأطباء يواكبون المشهد الصحي، وأمن يضبط الإيقاع، وشارع يتنفس السياسة من جديد.

المنيا دخلت السباق من الفجر، وبدأت تنبش في الداخل عن رموزها الجديدة فهل تعكس النتائج المقبلة هذه الطموحات؟ أم تخفي المنافسة مفاجآت لم تظهر بعد؟

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن المنيا قد فتحت بابًا مبكرًا نحو واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في صعيد مصر.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق