كشفت محاضر أولى مناقشات الحكومة الإسرائيلية عقب هجمات 7 أكتوبر، عن محاولات عدد من القادة العسكريين والسياسيين لاستبعاد قضية إعادة الرهائن من الأهداف الرسمية للحرب.
ونشرت القناة 12 مقتطفات من الاجتماعات المغلقة ضمن تقرير بمناسبة الذكرى الثانية للهجوم.
عقد الاجتماع الأول لمجلس الوزراء بشأن الحرب عند الساعة 1 ظهرا، بعد ست ساعات ونصف من بدء هجوم "حماس".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، هرتسي هاليفي للحاضرين إنهم يجب ألا "يربطوا قضية الرهائن والمفقودين بأهداف الحرب. هذا ما يجب أن نتعلمه من حرب لبنان الثانية"، في إشارة إلى حرب 2006 مع حزب الله، حين فشلت إسرائيل في استرجاع الجنود المختطفين إلداد ريفيف وإهود غولدواسر، وأعيدت جثثهم بعد عامين ضمن صفقة شملت الإفراج عن 10 فلسطينيين ولبنانيين وإعادة جثث 199 عنصرا من "حزب الله".
وكشفت المحاضر عن ارتباك وانقسام بين العسكريين والسياسيين بينما كان الجيش الإسرائيلي يكافح لتطهير آلاف المسلحين من المجتمعات الحدودية والقواعد التي استولت عليها "حماس".
وسأل زعيم حزب شاس آريه درعي عن عدد الرهائن، وتلقى إجابات متناقضة من جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي، إذ أشار رئيس الشاباك آنذاك، رونين بار إلى وجود 14 جنديا و28 مدنيا مختطفا، بالإضافة إلى "عشرات الأشخاص الذين فقد الاتصال بهم"، بينما ذكر رئيس مديرية العمليات في الجيش، اللواء أوديد باسيك أن 169 شخصا فقد الاتصال بهم.
وبلغ عدد الأسرى لدى "حماس" 251 شخصا في ذلك اليوم، وما زال 47 منهم في الأسر بعد أن أعادت الحركة 148 رهينة خلال صفقتين، فيما أنقذ الجيش الإسرائيلي ثمانية واستعاد 51 جث،. وقد أكد الجيش وفاة 26 من الرهائن، فيما يعتقد أن الـ22 المتبقين على قيد الحياة، مع وجود مخاوف شديدة بشأن صحة اثنين منهم.
ودعا وزير المالية اليميني المتطرف بيزاليل سموتريتش (Bezalel Smotrich) في الاجتماع الأول إلى "تجاهل قضية الرهائن"، معتبرا أن إسرائيل "لا يمكنها العمل بهذا التفكير".
وفي الوقت نفسه، قال وزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بعدم إجراء أي مفاوضات مع "حماس"، مؤكدا: "سيتحدثون معنا فقط عندما يكونون على الأرض ورؤوسهم تحت الماء. وحتى ذلك الحين، سيتم استهداف كل هدف قانوني في غزة".
وعقد اجتماع موسع للحكومة عند الساعة 6 مساء، وأثيرت قضية الرهائن مجددا، لكنها لم تدرج ضمن قائمة أهداف هاليفي.
وقال هاليفي: "نقترح خطة عمل تشمل استقرار الدفاع عبر إغلاق الحدود، وحرمان حماس من القدرات العسكرية والحكومية وتغيير اتفاقيات الدفاع، وخلق الردع. الرهائن ليسوا من أهدافنا الرسمية، لكنهم يوجهوننا ويؤثرون في قراراتنا".
وتدخل سموتريتش قائلا: "إذا كان عليك إطلاق النار، فأطلق النار. لا تتحدث"، وهي عبارة نسبها إلى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لكنها مقتبسة من فيلم "الطيب والشرس والقبيح "، مما أثار ضحك الحاضرين.
اترك تعليق