هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اكتشاف نوع من البكتيريا يحمي الحوامل من الإجهاض ويعزز النمو

كشفت دراسة رائدة بقيادة جامعة كامبريدج عن أدلة دامغة تثبت لأول مرة وجود صلة حيوية بين بكتيريا الأمعاء "النافعة" وصحة الحمل، ما يفتح آفاقا جديدة في رعاية الأمهات الحوامل.


 
وتمكن الفريق البحثي من التوصل إلى أول دليل واضح على أن بكتيريا Bifidobacterium breve الموجودة في أمعاء الأمهات الحوامل تقوم بتنظيم إنتاج المشيمة للهرمونات الأساسية اللازمة لاستمرار الحمل بشكل صحي. وهذا الاكتشاف يمثل المرة الأولى التي يثبت فيها العلماء وجود صلة بين ميكروبيوم الأمعاء والمشيمة. 

 
وفي تجارب مخبرية دقيقة أجريت على الفئران، لاحظ الباحثون تباينا صارخا بين مجموعتين من القوارض الحوامل. فقد عانت الفئران المحرومة من هذه البكتيريا النافعة من مضاعفات خطيرة، حيث ارتفعت معدلات تقييد نمو الأجنة بشكل ملحوظ، وظهرت حالات انخفاض سكر الدم لدى الأجنة، كما سجلت زيادة مقلقة في فقدان الأجنة. في المقابل، أظهرت الفئران التي احتوت أمعاؤها على هذه البكتيريا نتائج مبهرة، مع انخفاض ملحوظ في فقدان الحمل، ومشيمة أكثر كفاءة في أداء وظائفها.

وعند التعمق في آلية العمل، اكتشف الباحثون أن هذه البكتيريا تمارس تأثيرها من خلال ما يشبه "التحكم عن بعد" في وظائف المشيمة. فقد تبين أن أكثر من 150 عملية بيولوجية في المشيمة، تشمل عمل أكثر من 400 بروتين مختلف، تعمل بشكل متباين بين المجموعتين. وتتجلى هذه الآلية في تحسين كفاءة امتصاص المغذيات ونقلها من الأم إلى الجنين، وزيادة إنتاج الهرمونات الأساسية مثل البرولاكتين، وتعزيز نقل الأحماض الأمينية واللاكتات الضرورية لنمو الجنين.

 
ويؤكد الباحثون أن استخدام الفئران في التجربة مكن من تحقيق مستوى غير مسبوق من الدقة، حيث أتاح التحكم الدقيق في النظام الغذائي والنشاط وميكروبيوم الأمعاء، ما ضمن عزل تأثير البكتيريا بعيدا عن أي عوامل متغيرة أخرى.

وهذا الاكتشاف الثوري يمهد الطريق لتحول جذري في رعاية الحوامل، حيث يتيح إمكانية تطوير فحوصات تشخيصية جديدة تعتمد على تقييم ميكروبيوم أمعاء الأم، والكشف المبكر عن مضاعفات الحمل، واستخدام البروبيوتيك كعلاج وقائي وعلاجي آمن.

ويعلق الدكتور خورخي لوبيز تيلو، المؤلف الرئيسي للدراسة، بأن "هذه النتائج تفتح طريقة جديدة تماما لتقييم صحة الأم الحامل وجنينها"، بينما تشير البروفيسورة أماندا سفروزي-بيري إلى أن "البحث يكشف عن طبقة جديدة كاملة من المعلومات حول كيفية عمل الحمل".

وتكمن الأهمية الإكلينيكية لهذا الاكتشاف في أن ما يصل إلى 10% من المواليد لأمهات لأول مرة يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة، ما يزيد مخاطر الإصابة بمشاكل صحية لاحقة. وبما أن البكتيريا المستهدفة متوفرة بشكل طبيعي وآمن، فإن هذا يزيد من إمكانية تطبيق هذه النتائج في العيادات الطبية.

ويؤكد الفريق البحثي على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم كيفية عمل هذه البكتيريا ضمن النظام الكامل لميكروبيوم الأمعاء، وإمكانية التلاعب بها دون آثار سلبية، ومدى قابلية تطبيق هذه النتائج على الحمل البشري.

نقلا عن روسيا اليوم




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق