اللواء محمد الغباري. مدير كلية الدفاع الوطني السابق. خلال حديثه حول الأحداث الراهنة. قدم رؤية واضحة مستخلصة من دروس حرب أكتوبر.
أشار إلي أن هذه الحرب التاريخية تحمل الكثير من العبر التي يمكن الاستفادة منها سواء علي المستوي العسكري أو السياسي. وبالنظر إلي الأداء العسكري المصري خلال حرب أكتوبر. نري أنه شكل أساسًا لتحقيق معادلة السلام التي سعي إليها الرئيس الراحل أنور السادات.
أضاف أن السادات بذل جهودًا جبارة. ليكون أول زعيم عربي يخاطب الشعب الإسرائيلي بشكل مباشر. محاولًا معالجة القضايا المعقدة التي لا تزال قائمة حتي الآن. وفي حديثه. ركز السادات علي ضرورة الوصول إلي السلام الدائم. مؤكدًا أن حرب أكتوبر ستكون آخر مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل.
الغباري تطرق أيضًا إلي الأزمة الداخلية في إسرائيل المتعلقة بقانون التجنيد الإجباري. مشيرًا إلي التحديات التي يواجهها الإسرائيليون بسبب الموقف الديني لبعض الفئات. ما أثّر علي تكوين الجيش الإسرائيلي واستراتيجياته.
أوضح موقف مصر الحالي كقوة إقليمية كبري. مؤكدًا أن الجيش المصري يتمتع بقدرات عسكرية عالية بفضل التطوير المستمر منذ عام 2014. ما جعله أحد أكثر الجيوش تقدمًا في المنطقة.
كما أكد اللواء الغباري أن القوات المسلحة المصرية حققت قفزة نوعية في مختلف المجالات. سواء من حيث القوات الجوية أو البحرية. لتصبح واحدة من أقوي الأساطيل البحرية في الشرق الأوسط.
أشار إلي أن مصر اليوم تمتلك ما يكفي من القوة للدفاع عن نفسها والدفع باتجاه الحفاظ علي أمنها واستقرارها.
وفيما يتعلق بالقوة الاقتصادية لمصر. أقر الغباري بوجود تحديات اقتصادية داخل البلاد. لكنه شدد في الوقت نفسه علي أن الاقتصاد المصري يتطور بشكل يعكس قدرته علي الصمود أمام التحديات.
وعلي النقيض من ذلك. أشار إلي الوضع الاقتصادي الإسرائيلي المتراجع الذي اضطرها للاعتماد علي المساعدات الخارجية لتغطية احتياجاتها العسكرية.
وأوضح أنه رغم كل الظروف الخارجية والداخلية التي تواجهها مصر. فإنها مستعدة تمامًا للتعامل مع أي تهديد أمني أو عسكري محتمل.
وأضاف أن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تستهدف دائمًا الأطراف الأضعف ولا تواجه القوي المتماسكة مثل مصر.
قال اللواء محمد الشهاوي. إننا مع احتفالنا بالذكري الـ 52 لحرب أكتوبر المجيدة. نتذكر تلك المعركة التي أحدثت تغييرًا جذريًا في استراتيجيات الأمن الإسرائيلي. وكسرت غرور إسرائيل وأساطير قوتها. وهزمت جيشها الذي كان يُعتقد أنه لا يُقهر ..هذه الحرب كانت معجزة بمعايير عسكرية. تحقق فيها النصر بفضل عقيدة الجندي المصري الذي يؤمن بالنصر أو الشهادة.
حرب أكتوبر لم تكن مجرد مواجهة عسكرية. بل كانت تجسيدًا للقوة. العزيمة. الصبر. والإرادة. روح أكتوبر استمرت ليس فقط في تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي عام 1973. بل تجددت في مواجهة الإرهاب من خلال العملية الشاملة "سيناء 2018". واليوم. نري هذه الروح حاضرة في مشروعات البناء والتنمية والعمران. ما يؤكد أن القوة الحقيقية تأتي بالإرادة الجماعية والعمل المثمر.
أضاف أن الجيش المصري واصل تعزيز قدراته العسكرية وتنوع مصادر تسليحه. ليحتل المرتبة الـ12 عالميًا بحسب تقرير "جلوبال فاير باور" لعام 2025. مشيرًا إلي أن قوة الجيش المصري. اليوم. تفوق أضعاف ما كانت عليه في عام 1973. وهذه رسالة ردع لكل من يفكر في المساس بالأمن القومي المصري أو حتي الأمن العربي.
وكما في حرب أكتوبر. تواجه مصر اليوم شائعات وحروبا نفسية تهدف إلي تقليل الروح المعنوية. هذه الحروب النفسية ليست جديدة» فهي موجودة منذ الأزل. كما تحدث عنها الفيلسوف الصيني "صن تزو" قبل الميلاد.
في إطار حرب أكتوبر. لجأت إسرائيل إلي محاولة خلق عائق نفسي عبر تجربة ما يسمي بـ"المانع الحارق". لكنها قوبلت بابتكارات مصرية مثل مادة مضادة للحريق واستخدام استراتيجيات ذكية لسد الفتحات المستخدمة لتسريب المواد الحارقة.
المواجهة الحقيقية والتخطيط العبقري برزا يوم 6 أكتوبر صباحًا. حيث اجتازت القوات المسلحة قناة السويس وأغلقت جميع الفتحات وعددها 3332» الأمر الذي جعل إسرائيل تفشل في تنفيذ مخططاتها بمجرد بدء الحرب.
أحد أهم الدروس المستفادة من تلك المرحلة هي أن نهضة الأمم لا تأتي إلا من خلال التضحيات ودماء الشهداء. إضافة لذلك. فإن مصر وجيشها يدركان قيمة الأرض الوطنية وكيفية الدفاع عنها بكل الوسائل دون تفريط أو تهاون. وبالفعل. استعادت مصر كل شبر من أراضيها المحتلة عن طريق الكفاح المسلح والتفاوض السياسي والدبلوماسي بداية من حرب 1956 و1967 وصولاً إلي حرب الاستنزاف التي استمرت 1041 يومًا. ثم حرب أكتوبر المجيدة وما تلاها من مفاوضات وجهود دبلوماسية وحتي التحكيم الدولي لاستعادة منطقة طابا عام 1989.
اليوم. يجب أن نعلم أن القوة الوطنية المصرية هي مصدر للأمان والاستقرار. القوة تردع العدوان وتحقق السلام. كما قال الملك تحتمس الثالث منذ آلاف السنين: "إذا أردت السلام. فتأهب للحرب." ومن هنا نحن مستعدون للحرب. ولكننا نطمح دائمًا للسلام عبر حكمة القوة وقوة الحكمة في مواجهة كل الظروف والتحديات التي تتعلق بالأمن القومي المصري.
أضاف اللواء محمد الشهاوي أن حرب أكتوبر المجيدة ستبقي خالدة في التاريخ رمزاً للعزة والكرامة وكقوة دافعة للحاضر والمستقبل والبناء ملهمة للأجيال الجديدة.
أشار إلي أن ما تحقق يومها كان درسا للعالم في فن إدارة بالحرب والاعتماد علي سواعد أبنائه لبناء الوطن .
قال الرائد الوليد عبد الحكم العادل. أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة: تمت إحالتي إلي التقاعد بعد إصابتي البالغة في ميادين القتال. لكن إصابتي لم توقف إيماني. كما لم تنزع من داخلي حلم الانتصار الذي ظللت أحلم به حتي بعد الحرب.
أضاف أن حرب أكتوبر المجيدة أثبتت أن الشعب المصري رغم ظروفه الصعبة وإمكاناته المحدودة -وقتها- قادر علي أن تحقيق ما لا يصدقة العالم. بل ويصيبه بالدهشة. حيث الثقة بالنفس والإيمان بالله من أصغر جندي إلي أكبر قائد. إلي أن تحقق النصر العظيم.
قال العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل. أحد أبطال حرب أكتوبر. إن الفترتين قبل وبعد عام 1967 كانت مليئة بالتحديات والبطولات. واستعرض بعض الوقائع التي كان لها تأثير كبير علي المجهود الحربي للقوات الجوية المصرية في ذلك الوقت.
أضاف أن ذكرياته مع نصر أكتوبر لم تبدأ يوم 6 أكتوبر . بل كانت منذ فترة حرب الاستنزاف التي اعتبرها ساحة برهن خلالها الطيار المصري علي قدرته علي المواجهة رغم تفوق العدو .
قال إنه شارك في الضربة الجوية الأولي يوم 6 أكتوبر التي وصفها بأنها نقطة التحول وبداية الانتصار الحقيقي. أضاف: "كنت مسئولا عن تأمين الطائرات في قطاع يمتد من بورسعيد إلي الإسماعيلية وكنت مرابطا فوق القناة".
قال إن شهادته عن المقاتل المصري هي شهادة حق ومن القلب. وهو مقاتل صلب واجه النيران علي الأرض بقلب شجاع وصبر لا يعرف المستحيل .
في الأيام الأولي من الحرب. تعرضت القوات الجوية المصرية لضربة قاسية. ما دفعه وفرقته للسفر إلي الجزائر حيث وجدوا طائرات ميج-21 جاهزة للقتال. بينما استلم الطيارون الآخرون الطائرات الحديثة. بقي هو وفريقه ليعملوا علي تجهيز طائرات ميج-17 القديمة المتوفرة هناك.
رغم الصعوبات الكبيرة. استغرقت عملية تركيب الطائرات وتجهيزها ثلاثة أيام فقط. وبشجاعة بالغة. تمكنوا من قيادة ما يقارب 20 طائرة عائدة إلي مصر. مقسمين الرحلة إلي عدة مراحل بسبب محدودية الوقود. بعد انتهاء الحرب. وبفضل الدعم الروسي وإصرار الطيارين المصريين. أعيد بناء القوات الجوية بشكل سريع ومدروس.
شارك في طلعات جوية متعددة. منها ضرب مواقع إسرائيلية استراتيجية علي طول قناة السويس. حيث كان الهدف تدمير الذخائر والخنادق التي كانوا يستخدمونها في غضون 39 يومًا فقط. واستعادت القوات الجوية جزءًا كبيرًا من قدرتها القتالية.
أشار إلي وصول قواته إلي العريش بعد اشتباك مكثف. وتمكنوا من إدخال الخوف بين الجنود الإسرائيليين الذين كانوا في موقف دفاعي بعد الضربات الجوية العنيفة التي وجهها الطيارون المصريون.
تحدث أيضًا عن تكتيكات العدو الإسرائيلي في تلك الفترة. إذ كانوا يحاولون التشويش علي الرادارات المصرية واستخدام صواريخ ذكية مزودة بذاكرة لتحديد الأهداف حتي في حالة توقف الإشارات الأرضية. هذا النوع من التكتيك استلزم تفكيرًا مرنًا ومتابعة دقيقة من جانب القوات المصرية لصد مثل هذه التهديدات.
من بين الأحداث المؤثرة التي ذكرها كانت خلال حرب الخامس من يونيو عندما اضطر إلي مغادرة مطار فايد إثر قصف جوي إسرائيلي مكثف. ولجأ فريق الطيارين إلي قرية قريبة للطيران من أماكن أكثر أمانًا وتأمينًا.
اترك تعليق