تبرز نقاط خلافية بين حماس وإسرائيل، قبل انطلاق المفاوضات غير المباشرة بينهما في مصر، حول تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وفق ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، نقلا عن هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت الهيئة إن قضية خطوط الانسحاب تعد واحدة من ثلاث قضايا مركزية محل خلاف بين إسرائيل وحماس، وقالت إن الخلافات تشمل نزع سلاح حماس تدريجيًا، وربط الحركة إطلاق سراح المحتجزين بشروط إضافية.
وأضافت الهيئة أن التقديرات في إسرائيل تشير إلي أن ترامب سيتمسك بخطته، ولن يربط إطلاق سراح المحتجزين بأي مسار آخر.
وتستضيف مصر، اليوم الاثنين، المفاوضات غير المباشرة، بين وفدي إسرائيل وحماس، بمشاركة مبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
وأكدت مصادر لقناة "القاهرة الإخبارية"، السبت، أن لقاءات غير مباشرة بمصر ستنطلق بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، الإثنين، مضيفة أن الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني سيناقشان تهيئة الظروف الميدانية بقطاع غزة لعملية تبادل الأسري الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين. طبقًا لمقترح ترامب.
وكشف ترامب، عن خطة شاملة تهدف إلي إنهاء الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة تتضمن 21 بندًا، وأعلنت "حماس" موافقتها على الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والجثامين فى قطاع غزة، وفق صيغة التبادل الواردة فى مقترح ترامب، مطالبة بتوفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، بما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن قادة حماس أعربوا عن استعدادهم لتسليم المحتجزين -وعددهم 48 يعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة- لكن الحركة قدمت رسائل متضاربة حول ما إذا كانوا سيتنازلون عن أسلحتهم، وهى خطوة يعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير قابلة للتفاوض، ويشترطها اقتراح ترامب.
وقالت الصحيفة إن نقطة الخلاف الأخري هي إصرار نتنياهو علي أنه حتي مع إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، لن تغادر القوات الإسرائيلية غزة إلا بعد استيفاء مطالب أخري، بما في ذلك نزع سلاح حماس وتحقيق الأمن العام في غزة.
ولطالما اشترطت حماس انسحاب إسرائيل الكامل من غزة وإنهاء الحرب نهائيًا لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين.
وقال ترامب، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت علي بدء عملية الانسحاب من قطاع غزة، مع الاستعداد لوقف إطلاق النار.
وكتب ترامب. عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "بعد مفاوضات، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذي أطلعنا حماس عليه وأطلعناها عليه".
وأضاف ترامب: "عندما تؤكد حماس ذلك، سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فورًا، وسيبدأ تبادل الأسري والمفقودين، وسنهيئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب، التي ستقربنا من نهاية هذه الكارثة التي استمرت ثلاثة آلاف عام.. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر، وترقبوا جديدنا".
وصرح مسئول إسرائيلي، بأن تل أبيب وافقت فقط علي الانسحاب بعد إطلاق سراح جميع المحتجزين إلي "خط أصفر" داخل غزة، وهو ما أدرجته إسرائيل في مقترح ترامب.
وأضاف أن أي خطوات مستقبلية مدرجة في خطة ترامب الشاملة، التي تدعو إلي الانسحاب الكامل في نهاية المطاف من غزة، وإيجاد مسار موثوق نحو دولة فلسطينية موحدة "ستناقش خلال المفاوضات".
ولفتت "واشنطن بوست" إلي أن نتنياهو أكد في خطاب له علي ضرورة إطلاق حماس سراح جميع المحتجزين أولًا، مع بقاء القوات الإسرائيلية "في عمق قطاع غزة"، وقال: "في المرحلة الثانية. سيتم نزع سلاح حماس. ونزع سلاح القطاع.. سيحدث هذا إما دبلوماسيًا عبر خطة ترامب وإما عسكريًا من قبلنا".
ورحب ترامب بقبول حماس لخطته، ودعا إسرائيل إلي وقف حملة القصف "فورًا"، معربًا عن اعتقاده بأن الحركة مستعدة للسلام، لكن إسرائيل واصلت شن غاراتها الجوية علي القطاع، وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش أمر "بخفض مستوي إطلاق النار، ولكن ليس بوقف إطلاق نار كامل".
وخلصت "واشنطن بوست" إلي أن العبء يقع الآن علي عاتق نتنياهو، الذي صرح بأن إسرائيل ستنهي الحرب إذا أعيد جميع المحتجزين ونزع سلاح حماس، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين ومستشارين حكوميين في الأسابيع الأخيرة، أنهم لا يعتقدون أن حماس ستوافق علي أي من الشرطين.
وقالت الصحيفة إن رد حماس، الجمعة الماضي، بموافقتها علي إطلاق سراح جميع المحتجزين وطلبها مناقشة شروط الانسحاب الإسرائيلي، قد يشكل اختبارًا لاستعداد نتنياهو لإنهاء الحرب.
ونقلت عن جوناثان بانيكوف، محلل شئون الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "إذا كانت حماس مستعدة حقًا لإطلاق سراح جميع المحتجزين، فإن نتنياهو تحت ضغط من ترامب وكذلك أغلبية الإسرائيليين الذين يؤيدون انتهاء الحرب على هذا الأساس.. سيتعين عليه أن يقرر ما إذا كان القيام بذلك لا يزال يشكل أساسًا كافيًا وحده".
اترك تعليق