المعجزة المصرية.. حين كسر الجندي المصري أسطورة الجيش الذي لا يُقهر

نظّمت مكتبة مصر العامة ندوة تثقيفية بعنوان “انتصارات أكتوبر المجيدة”, حاضر فيها كلٌّ من اللواء الدكتور محمد الغباري مدير سلاح المدرعات وعميد كلية الدفاع الوطني الأسبق, والمستشار الدكتور طارق منصور خبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي, وأدار الندوة الإعلامي أيمن عدلي زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا.

عبور بحجم المعجزة

أكد اللواء محمد الغباري أن السادس من أكتوبر عام 1973 لم يكن يوماً عادياً في تاريخ مصر, بل يوم ميلاد أمة استعادت كرامتها المفقودة.
قال: "لم تشرق شمس ذلك اليوم على صحراء سيناء كعادتها, بل أشرقت على رجال أضاءوا التاريخ بأفعالهم. كان الجندي المصري يحمل في قلبه نار الإيمان, وفي يده يقين النصر."

وأوضح أن عملية عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف كانت معجزة عسكرية وهندسية بكل المقاييس, نفذها المصريون في ست ساعات فقط.
وأضاف: "لقد حول المصريون مجرى التاريخ, حين اخترقوا أقوى خط دفاعي في العالم, ليثبتوا أن العقيدة والإيمان يمكنهما هزيمة الحديد والنار."

كسر الأسطورة الإسرائيلية

وأشار الغباري إلى أن ما حدث في حرب أكتوبر لم يكن مجرد نصر عسكري, بل انهيار كامل لأسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”.
فمع أول صيحة “الله أكبر”, اهتزت الأرض تحت أقدام القوات الإسرائيلية, وسقطت معها جدران الغرور الذي سيطر على قادتها بعد نكسة 1967.

بطولات الجندي المصري

من جانبه, قال المستشار الدكتور طارق منصور, خبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي, إن الجندي المصري قاتل بعقيدة الإيمان وبشجاعة الأنبياء, مدفوعًا بحب الوطن وكرامته.
وأكد أن بطولات الجيش المصري في معارك أكتوبر ستظل تدرّس للأجيال القادمة, لما تحمله من دروس في التضحية والذكاء والتخطيط الدقيق.

وأضاف: "لقد أثبت الجندي المصري أن من يحمل سلاحه دفاعًا عن الأرض والعرض, لا يُهزم. كانت حرب أكتوبر رسالة إلى العالم أجمع أن مصر لا تموت, وأن النصر يولد من رحم الصبر والإيمان."

رسالة أكتوبر للأجيال القادمة

قال الدكتور طارق منصور مستشار وخبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي أن نصر أكتوبر سيظل نبراسًا يهدي الأجيال إلى معنى الانتماء الحقيقي للوطن.
فما تحقق في 1973 لم يكن فقط استرداد أرض، بل استعادة كرامة أمة بأكملها.
لقد أثبت المصريون أن الإيمان والعلم والانضباط يمكن أن يصنعوا المستحيل، وأن راية الجيش المصري ستظل عالية ما دامت تسير خلفها أجيال تعرف قيمة الوطن وتدرك ثمن النصر.

مختتمًا : "حرب أكتوبر ليست مجرد ذكرى في التاريخ، بل هي رسالة حية تتجدد كل عام: أن من عرف طريق النصر مرة، لن يضل سبيل العزة أبدًا."

إقرأ في هذا الخبر

ما الذي جعل حرب أكتوبر معجزة عسكرية؟
لأنها جمعت بين التخطيط المحكم, والسرية المطلقة, والإيمان الراسخ بالنصر, فتمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف في ساعات معدودة.

كيف تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر؟
تحطمت عندما واجهت الأسطورة الإسرائيلية روح الجندي المصري المؤمن بقضيته, الذي تجاوز المستحيل بإرادته وشجاعته.

ما أبرز البطولات الفردية في المعركة؟
منها بطولات الجنود الذين رفعوا العلم فوق الدشم الإسرائيلية, والمهندسين الذين ابتكروا خراطيم المياه لتدمير الساتر الترابي, والمقاتلين الذين صدوا الهجمات المعادية ببسالة.

كيف أثّرت نصر أكتوبر في الأمن القومي المصري؟
أعاد النصر هيبة الجيش المصري وأسس لمعادلة توازن استراتيجية في الشرق الأوسط, ليصبح القرار المصري مؤثرًا في مسار المنطقة لعقود تالية.

ما الرسالة التي وجهها نصر أكتوبر للأجيال الجديدة؟
أن النصر لا يصنعه السلاح وحده, بل تصنعه الإرادة والعقيدة والوحدة الوطنية خلف القيادة.