هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تعرف على "بذور الأذن" التي يروج لها كحل للتوتر والإرهاق

في عالم يتزايد اهتمامه بالطب البديل والعلاجات التقليدية، تبرز ظاهرة "بذور الأذن" "الوخز بالإبر" كواحدة من أحدث الصيحات الصحية التي تجتاح منصات التواصل الاجتماعي.



وأصبحت "بذور الأذن" علاجا شائعا على منصتي "تيك توك" و"إنستغرام"، حيث حظي مقطع فيديو يوثق تجربة شخصية مع هذا العلاج بأكثر من نصف مليون إعجاب. وانضمت عارضة الأزياء العالمية نعومي كامبل إلى قائمة المشاهير الذين جربوا هذا العلاج.

ويعرف هذا العلاج بعدة أسماء منها الوخز بالإبر للأذن أو العلاج الأذيني، وهو يقوم على تحفيز نقاط محددة في الأذن. وتعود جذور هذه الممارسة إلى مزيج فريد من التراثين الصيني والفرنسي. ففي خمسينيات القرن الماضي، لاحظ الطبيب الفرنسي بول نوغيه تحسنا ملحوظا في أعراض عرق النسا لدى مرضاه بعد خضوعهم لجلسات تحفيز الأذن. وهذا الاكتشاف قاده إلى رسم خريطة كاملة تربط الأذن بجميع أجزاء الجسم، وهي الخريطة التي قام لاحقا الجيش الصيني بتطويرها لتتناسب مع مبادئ الطب الصيني التقليدي.

وتعتمد تقنية العلاج على وضع حبيبات بذور دقيقة ملتصقة بضمادات خاصة على نقاط محددة في الأذن، حيث تعمل على تحفيز هذه النقاط بشكل مستمر لساعات أو حتى أيام. ورغم ظهور بذور فاخرة مصنوعة من الذهب الخالص في الأسواق، تظل البذور التقليدية المستخرجة من نبات الفاكاريا هي الأصل في هذه الممارسة.

لكن وراء الضجة الإعلامية والترويج التجاري، يبقى السؤال الأهم: ما مدى فعالية هذا العلاج؟.

الحقيقة أن الأدلة العلمية ما تزال متواضعة، حيث أن معظم الدراسات التي أجريت كانت على نطاق محدود، ونتائجها غير حاسمة. وتشير بعض الأبحاث إلى إمكانية استخدام "بذور الأذن" في تخفيف الألم والقلق وتحسين جودة النوم، لكنها تبقى أكثر فعالية عندما تستخدم كعلاج مساعد وليس كعلاج منفرد.


ويعد العلاج آمنا بشكل عام كونه لا يتضمن اختراق الجلد أو التفاعل مع الأدوية. لكن هذا لا يعني أنه خال من المخاطر. فمن الممكن أن يسبب تهيجا جلديا أو ألما في منطقة الأذن، كما أن التحفيز الخاطئ للنقاط قد لا يحقق النتائج المرجوة أو يكون عديم الفائدة تماما.

ويكمن الخطر الحقيقي في الادعاءات المبالغ فيها التي تروج لها حسابات التواصل الاجتماعي، حيث يتم وصف العلاج كحل سحري لأعراض مثل "انتفاخ الوجه" التي قد تكون مؤشرا على مشاكل صحية أعمق تحتاج إلى تدخل طبي محترف.

وفي النهاية، بينما تمثل "بذور الأذن" اتجاها مثيرا للاهتمام في عالم الطب التكاملي، يبقى من الحكمة التعامل معها بتوازن. الاستشارة الطبية المهنية تظل الخطوة الأساسية قبل تجربة أي علاج جديد، خاصة عندما يكون المروجون له يربطون التوصية بمنتجات للبيع. فالصحة أغلى من أن نعهد بها إلى صيحات الموضة أو إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي.

نقلا عن روسيا اليوم




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق